مواضيع اليوم

دون كيشوت يحارب طواحين الهواء في العراق!

هاشم هاشم

2009-09-14 09:33:11

0

 

 

 

 

 

 

 

 

إن الوضع العراقي العام لا يزال هشا ومقلقا للغاية، بل وهو يتراجع للوراء كل يوم وفق قاعدة "خطوة للأمام وخطوات للوراء"، سواء في الموضوع الأمني، أو الخدمات، أو الفساد، الذي وصل حتى لتنفيذ عمليات السطو على البنوك الرسمية، أو الصراعات السياسية المحتدمة، واليوم خاصة بين الدعوة والمجلس الأعلى رغم كل التدخلات والضغوط الإيرانية الحامية لإعادة لحمة " إتلافهم" الطائفي العتيد، الموالي لنظام ولاية الفقيه.

 

أما الخلافات المستحكمة بين حكومة إقليم كردستان والمركز، فلا تزال قائمة، ولم تستطع زيارة المالكي للسليمانية حل العقد الكبرى، بل لم تُبحَث أصلا , لا يكاد يمر يوم، إلا وثمة تصريح للسيد المالكي عن دور "أجندات" خارجية لجهات سياسية عراقية. إنه، مرة يتحدث عن محاولات إقليمية للتأثير في الانتخابات القادمة عبر جهات داخلية، ومرة عن دور "الأجندات" المذكورة في زعزعة الأمن، ويتحدث بتكرار كما لو أن هناك مؤامرة عليه شخصيا لزعزعة حكومته، [وضمنيا لمنع عودته رئيسا للوزراء.]
المالكي لا يفصح علنا عن كل هذه الجهات، إقليمية أو داخلية، تاركا الرأي العام للحدس والتخمين، بدل المكاشفة والشفافية، اللتين هما من صميم الديمقراطية الحقيقية. لكن ماهو القصد من هكذا تصريحات ؟

............


هناك مبدءا ثابت يعرف به كل السياسيون المحنكون والاكادميون منهم وهو مبدءا ((انهيار السياسة في العالم الثالث)) عموما  بعد ظهور كتلة الدول النامية او النائمة ان صح التعبير  بعيد استقلالها من مستعمريها الاوربيون   الى اليوم عدا بعض الاستثناءات  ..والسبب في ذلك هو قلت أو انعدام الكفاءات التي تصل للحكم حسب مفهوم التكنوقراط والتي تأخذ السلطة عموما هم من أصحاب القوة والنفوذ والمال وحتى الدعم الخارجي ربما او الداخلي بسبب نفوذ عشائري أو مذهبي او قومي . وقلما نجد مثقف او أكاديمي يحكم في العالم الثالث , باستثناء ماليزيا الوحيدة ربما نجحت في تحقيق التقدم والرفاهيه بعد مسيرة وجهاد 22 سنه من حكم مهاتير محمد الوطني الفذ وما تلاه من تواصل لنفس المسيرة التي حولت دولة متخلفة فقيرة تفتك بها الإمراض والآفات الى مصاف الدول الصناعية والمتقدمة .

 

وساتفرض جدلا انه في بلد ما  من بلدان العالم الثالث (عدا العراق طبعا ) جاءت حكومة وطنيه إلى سدة الحكم , فلبتا كيد مهما كانت حكومة وطنيه مخلصه سوف لن تستطيع إن تقدم إلى مواطنيها ما يريدون  وما يحلمون به من تقدم ورفاهيه وعزة ورفعة تأهلهم ان يكونوا بمصاف الدول الراقية والمتقدمة  في عالم اليوم ,,بسبب نقص الخبرات والتكنولوجيا الموجودة والمحتكرة في بلاد الغرب ( الامبريالي )والتي إي الدول الغربية سوف تجاهد في سبيل عدم حصول تقدم في تلك البلاد, وفي أقصى الحالات وفق شروط لا يرضاها حتى ابليس نفسه لو عرضت عليه, لو حاوت دوله ما ان تفلت من نطاق الحصار الامبريالي سوف تلاقي مصير كما لاقى (مجير ام عامر) ويكون مصيرها مصير العراق المؤسوف عليه.

لذلك تلجاء الدول او الحكومات كي تحافظ على موقعها ومراكزها الى مفهوم واحد في كل مفاهيم السياسة وهو (التعبئة الجماهيرية ) لكن هذا المفهوم سلاح ذو حدين بسبب ان فيه قاعدة يتعامي عنها السياسيين او يجهلونها وهي ( انك تستطيع ان تسيطر او تخدع ان صح التعبير على كل الناس لبعض الوقت . وتستطيع إن تسيطر على بعض الناس كل الوقت لكن , لا تستطيع إن تسيطر على كل الناس كل الوقت )..........لكن هناك دول نجحت في كسر هذا الحصار وحلقت في سماء التقدم ولهذا اسباب عديدة اهمها حنكة قادتها وصبرهم وباسهم وارادة شعوبهم الحية والعناية الالهية اولا واخيرا .وهذا الامر لايعنينا نحن العراقيون لانعدام الاسباب والظروف اعلاه..

 

نعود الى مشكلتنا او مصيبتنا , اقول  لذلك  يلجا المالكي وكثير من الجهات السياسية المتنفذه الى الى استخدام هذه السياسة بسبب فشلهم الذر يع والمريع في إدارة بلد سهل جدا مثل العراق حيث لا يوجد اقتصاد حر ولا ضرائب ولا مشاكل اقتصاديه مثل وسائط النقل ووفرة المواد الأولية وحقوق الطبقات العاملة والتامين الصحي والاجتماعي والسياسة النقدية وتقلب الأسواق العالمية ومضاربات البورصات و أسواق المال وكثير من الأمور التي بحاجة الى كفاءات نادرة متمرسة وقوية للإدارة هكذا مجالات وأيضا لا توجد في العراق برجوازية ولا طبقيه ولا يعاني أصلا من قلت الموارد البشرية و الطبيعية و ألاقتصاديه, هي وفيرة والحمد لله . ان العراق ببساطه أشبه بموظف بسيط يقبض مهيته (راتبه كل شهر ) وهو راتب خيالي ويوزعها على حاجيته إن أحسن استخدمها . لكن العراق ابتلي ممن حتى لا يجدون ان يستخدموا الموارد في نصابها الطبيعي, فبماذا يقنع امة واسعة ومتعلمة بالفشل في ملفات خدمية وصحية وتعبوية كما هو مشكلة الكهرباء والبطالة والقائمة طويلة ولله الحمد.

لذلك عادت اسطوانة التأمر المشروخة تطل من جديد لإعادة تعبئة الشارع من جديد بعد ان انفض من حولهم نتيجة المآسي التي راءها في عهد حكومات الاحتلال المتلاحقة ,والسؤال الذي يطرح نفسه من هو الذي يتآمر على حكومة مدعومة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وهي الأساس التي قاتلت من اجله وأخر الأوراق الخاسرة التي بحوزتها بعد تساقط كل ذرائع الحرب وأسبابها , لإقناع الرأي العام الأمريكي والعالمي بثمار الديمقراطية وما أنجبته عقب مرحلة الدكتاتورية البائدة والعراق النموذج الوحيد في مشروع الشرق الأوسط الجديد ناهيك عن قوة الولايات المتحدة الداعمة في جميع المجالات والاختصاصات ...

 

نعم لقد نجح مفهوم( التعبئة الجماهيرية ) في ظروف معينه في تعبئة الناس على أساس طائفي بعيد سقوط بغداد, والاحتراب والتفجيرات التي أحرقت الأخضر مع اليابس. والعراقيون اليوم يعضون أصابع الندم وتدمى كلومهم على تلك الايام السوداء.لا بل ان جهات سياسيه وعلى رأسها (المجلس الأعلى وفيلق بدر )عادت بسبب سذاجة قادتها الى العزف على اوتار الطائفية والمذهبية من جديد من خلا استهداف الحسينيات والمساجد الشيعية لإعادة قطف ثمار فات أوانها ولم تعد تؤتي شيئا ,وهذا بحسب ما أدلى به ضابط في مخابرات بغداد الحالية لصحيفة (الغار ديان ) البريطانية. وليس المالكي ورجاله بسبب إفلاسهم السياسي.والشعبي , هم وحدهم يلجئون الى استخدام (التعبئة الجماهيرية ) لإلهاء الناس . بل ان من المفارقات الطريفة في الموضوع إن الحزبين الكرديين الرئيسين في (كردستان) يلعبان نفس اللعبة مع الأكراد والشعب الكردي (القط والفار) .ولكم ان تعلموا مثلا ان الكهرباء في الشمال منذ انفصال كردستان عمليا عام 1991 الى ساعة كتابة هذه السطور هي في أحسن الأحوال 3 في 3 ساعه وهناك مشاكل لا حصر لها اشبه مشاكل الحكومة المركزية في بغداد من فساد و محسوبية وانعدام الخدمات وتسلط أناس على ناس وتهميش و إقصاء و و و و...... لذلك نجد الأستاذ مسعود برزاني يربط حل كل مشاكل كردستان بالحصول على كركوك ,وكل هذه المشاكل في مناطق نفوذه كما يدعي هو و آخرين معه هي بسبب تأمر (الأعداء ) الأشباح عليه كما يحاربها يحارب صديقه وحليفه المالكي أعواد مراوح الخشبية لطواحين الهواء في بغداد ,





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات