دولة اللامعقول

 " صاحب الدولة رئيس مجلس الوزراء ، لا تشربوا ماء الأخلاق ، ففيه المصاب وفيه البلاء .. إشربوا فيشى إن أمكن ففيه الشفاء وفيه الوقاء ، حفظكم الله من الأخلاق ومن كل وباء " .. هذه مناشدة من بطل قصة "أرض النفاق" ليوسف السباعى ولا أجد أفضل منها لأبدأ ما سوف أكتبه .... أوقفت صورة التليفزيون بعد أن رأيت الطفل يحى عفيفى وهو يضحك ويجلس فى بوكس الشرطة ويظهر السلاح الآلى فى يد العسكرى دون ظهور وجهه ، صورة موحية وتدل على ما نحن فيه الآن من تخبط ، عقول الأطفال تفرق بمراحل كثيرة عقول رجال الأمن ومسئولى مؤسسات جمهورية مصر العربية سابقاً أو "جمهورية الملوخية" حالياً ، نعيش فى المهزلة الحقيقية التى لا ندرى لها صاحب مع أنها مفتعلة ولها صاحب ، أليس فى هذه الدولة رجل رشيد أو وزير تعليم يطالب مدارسه ومدرسيه بعدم إذاعة أى أغانى ، يكفينا الدم الذى نراه ، هل هذه صعبة فبدلاً من أن يناشد لاميس الحديدى أن توجه رسالة لزوجته يطالبها بأن تتحمله قالاً فيها «عايزك تستحمليني».. وتابع «بنزل من البيت وهي نايمة.. وأرجع البيت وهي نايمة.. وتصحى بدري من الفجر تعملى الفطار.. وبصراحة أعصابها تعبت.. وأنا عارف كده بس عايزها تستحملني» ، فإن كان من الصعب على الوزير أن يناشد مرؤسيه بعدم إذاعة أى أغانى فليناشد سيادة اللواء ماجد المناديلى الذى عينته الجهات الرقابية لمنصبه كرئيساً للإدارة المركزية لشئون مكتب سيادتكم وكما قال أحد رجالك أنه لا فائدة من تعيين شخصية تربوية فى هذا المنصب ، فاللواء جاء ليحفظ أسراركم المصونة ويدير مكتبكم العامر بطريقة حضارية وراقية !! ، لا تتحرج سيادة الوزير من الحل الأخير ، فالمهم أن ننتهى من تلك المهازل .