مواضيع اليوم

دور الأزهر في الأحداث الجارية

A.Fattah Edris

2012-01-09 21:11:47

0

حوارات مفكر أزهري: مواقف الأزهر مشرفة دائماً رغم محاولات تقزيمه
أجرى الحوار: علاء أبوالعينين
أكد فضيلة الدكتور عبد الفتاح محمود إدريس، أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا، أن مواقف الأزهر الشريف – سواء ما يتعلق منها بالشأن المصري أو الشأن الخارجي - مشرفة في جميع الأزمنة وكل العصور رغم محاولات البعض تقزيم دوره وجعله متوقعا في رسالته التقليدية، مشددا على أن الأزهر يستمد مكانته دائما من "رجال آمنوا بحرية الرأي وتنوع الفكر والانفتاح على كل معارف العصر, ولم يثنهم عن ذلك قيد أو نظام أو عسف أو سلطان".

وتحدث فضيلته بأسف عن وجود خلافات فعلية بين المنتسبين للسلفية في مصر, لكنها لا تصل إلى حد تكفير أو تفسيق أو تبديع بعضهم بعضا، منتقدا تقسيم السلفية في مصر إلى عدة أقسام؛ فهذا "غير صحيح من وجهة نظر الشرع"؛ لأن السلفية السلفية منهج واحد, لا يختلف تطبيقه باختلاف الممارس له، وهذا التقسيم يدعو إلى التحزب ووقوع الخلاف بين المنتسبين إلى هذه الأقسام، فضلا عن أن الإسلام لا يعرف إلا أن يكون المسلمون كلهم إخوانا. وأهاب بالمنتسبين إلى السلفية أن يوحدوا جهودهم, وألا يعددوا مناهجهم, حتى لا يفشلوا وتذهب ريحهم".

وأشار إلى أن أكثر ما يقلقه هو أن "يجد من بين بلاد الإسلام دولا ثرية, ودولا نووية وذرية, ودولا صناعية وزراعية, ودولا بها ثروات تتودد إليها الدول الكبرى في العالم لتمدها بها, ولا يكون بين هذه الدول وحدة تجمع شتاتها, لتمثل قوة في العالم الذي لا يعترف إلا بالكيانات الكبيرة والتكتلات".

وفيما يلي نص الحوار:

في الفترة الأخيرة لاحظنا أن الأزهر الشريف بدأت تصدر عنه مواقف مشرفة فيما يتعلق بالشأن الداخلي المصري.. فهل بدأ الأزهر - برأيك – مرحلة استعادة مكانته المفقودة؟

إن هذه المواقف الأزهرية موجودة في جميع الأزمنة, وبحمد الله - تعالى - كل مواقف الأزهر مشرفة, سواء فيما يتعلق بالشأن الداخلي أو الخارجي, لكن حاول البعض في عصور سابقة أن يقزم دوره, ويجعله متقوقعا في رسالته التقليدية, إلا أنه يأبى دائما إلا أن يكون متفاعلا مع الأحداث, حتى في العصور التي أريد له فيها التقزم والتقوقع, وجد من يثور على ذلك من علمائه, لكن لا ينبغي أن نغفل أن الأزهر مؤسسة تعليمية ودعوية وتوعوية, وليست مؤسسة سياسية, ولذا ينبغي فهم دور الأزهر من خلال وظيفته الحقيقية.

والأزهر لم يسكت صوته في أي مرحلة من المراحل التي مرت على الأمة, فلسانه طلق غير معتقل, ومن يتابع الأحداث يجد أن لسان علمائه يصول ويجول في شتى وسائل الإعلام المحلية والعالمية, لم يستطع أحد أن يكمم فم عالم من علمائه, ومن يتصفح وسائل الإعلام وما نشر بها وعنها يجد صدق ما أتحدث عنه.

من أين يستمد الأزهر مكانته؟

للأزهر مكانته السامقة في العالم الإسلامي, وهذه المكانة قائمة وموجودة في جميع العصور, ولا توجد مؤسسة تحذو حذوه يمكنها أن تساميه في هذه المكانة, فليست مكانة الأزهر مستمدة من أنه أقدم جامعة إسلامية في العالم وفقط, بل لأنه قام على كاهل رجال آمنوا بحرية الرأي وتنوع الفكر والانفتاح على كل معارف العصر, لم يثنهم عن ذلك قيد أو نظام أو عسف أو سلطان, ولذا فإنه يحمل بين جنباته عوامل شموخه وثباته وصموده, وإن اعتور الفساد والتهرؤ جنبات الدولة التي يوجد بها, ولذا فإن نفوس المسلمين في أقطار الأرض تهفو إلى الأخذ عن شيوخه, وتلقي العلم عن أساتذته.

هناك اختلافات ونزاعات كثيرة بين الجماعات السلفية في مصر.. وما رؤيتك لها؟, وما الطريق إلى علاجها؟

توجد خلافات فعلية بين المنتسبين للسلفية في مصر, لكنها لا تصل إلى تكفير أو تفسيق أو تبديع بعضهم بعضا؛ فمثلا وجد منهم تقسيم للسلفية: بين السلفية العلمية, والسلفية الدعوية, والسلفية الجهادية, وغير ذلك, وهذا التقسيم على هذا النحو غير صحيح من وجهة نظر الشرع, لأنه يدعو إلى التحزب ووقوع الخلاف والنزاع بين المنتسبين إلى هذه الأقسام, وقد حدث بالفعل شيء من ذلك في الفترة الأخيرة, والإسلام لا يعرف إلا أن يكون المسلمون كلهم إخوانا, يشد كل واحد منهم أزر أخيه, كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم بطريقة عملية, بالتشبيك بين أصابع يديه, يضاف إلى هذا أن السلفية منهج واحد, لا يختلف تطبيقه باختلاف الممارس له, أن كان يدعو إلى الجهاد أو الالتزام بشرع الله سبحانه, أو لبيان هذا الشرع للناس, فتقسيمها على النحو فضلا عن مخالفته للمنهج السلفي, يفضي إلى حدوث نوع من الفتنة بين غير المتخصصين وعوام المجتمع, الذين لا يعرفون من الدين إلا ما يلقى في أسماعهم, ولذا فإني أهيب بإخواننا الذين ينتسبون إلى السلفية أن يوحدوا جهودهم, وألا يعددوا مناهجهم, حتى لا يفشلوا وتذهب ريحهم في مجتمع فيه أنماط من الناس تبغض الدين والملتزمين به, وتريد التحرر من كل قيد, وقد استهوت مسميات مذاهبهم من غلبوا على أمرهم من بعض طوائف المجتمع, ولن يكون هذا في صالح السلفية أو حتى الإسلام.

كيف ترى الثورة المصرية.. وكيف تستشرف مستقبلها؟

أرى أنها ثورة جاءت متأخرة بعد أن عم الفساد وطم, وفاق كل الحدود, ولا يتصور إنسان لم يقض حياته بين جنبات مصر حجم هذا الفساد, مثل من يعانيه صبحه ومساءه وغدوه ورواحه من أفراد هذا المجتمع, فإن مظاهره لا تدعو إلى القول كفى فقط, وإنما قد تدعو إلى ما هو أكثر منها, وإني أرى كما يرى كثيرون غيري أنها أفضل من عدمها, وإن كان ثقل التغيير وبطئه وتراخيه بدأ يسرب إلى نفوس الكثيرين نوعا من السآمة والملل, ولعل الله سبحانه أن يهيئ لمصر الخير على أيدي الغيورين من أبنائها البررة.

ما هي وجهة نظرك بشأن تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر؟, وكيف يكون؟

ثمة مشروع قانون مستمد من الشريعة الإسلامية, اقترحه مجلس الشعب في مصر, وأرسله إلى كلية الشريعة والقانون بالقاهرة التي أنتسب إليها, في ثمانينات القرن الماضي, ليبدي علماء الشريعة رأيهم في مواده, وقد فُندت مواده مادة مادة من هؤلاء العلماء, ثم رُدَّ بملاحظاتهم عليه إلى مجلس الشعب, وربما يوجد هذا المشروع بأحد مكاتب المجلس, فتفعل مواده بعد استدراك الملاحظات الواردة عليها, وحتى لو فقد هذا المشروع, فما من رسالة ماجستير أو دكتوراه في موضوع من الموضوعات بكليات الشريعة جامعة الأزهر, إلا وتختم بمجموعة من النصوص القانونية المستمدة من مادة البحث, فلو جمعت هذه المواد لتكوَّن منها مشروع قانون مستمد من الشريعة الإسلامية في جميع الفروع, صالح للتطبيق في الغالب, المهم أن يصدق التوجه, وتخلص النيات إلى تطبيق شرع الله سبحانه.

ما أكثر قضية تقلق الدكتور عبد الفتاح إدريس؟

أكثر قضية تقلقني أن أجد من بين بلاد الإسلام دولا ثرية, ودولا نووية وذرية, ودولا صناعية وزراعية, ودولا بها ثروات تتودد إليها الدول الكبرى في العالم لتمدها بها, ولا يكون بين هذه الدول وحدة تجمع شتاتها, لتمثل قوة في العالم الذي لا يعترف إلا بالكيانات الكبيرة والتكتلات, لترهب ويحسب لها حساب, ويكون لها موقف موحد من القضايا العظمى التي تتعرض لها بعض بلادها.

ما أكثر قضية فقهية تحير الدكتور عبد الفتاح إدريس, ولم يتمكن من التوصل لرأي فيها, وما أصعب قضية واجهته في حياته؟

بحمد الله تعالى لا توجد قضية فقهية حيرتني في حياتي, لأن ما يصعب علي من قضايا أجيل النظر فيه من خلال قراءاتي وهي كثيرة ومتنوعة, وبعد ذلك لا تلبث المسألة أن تتضح جوانبها, فأصل بحمد الله إلى رأي فيها, يتفق مع نصوص الشرع وقواعده, ولم يحدث أن رأيي كان نشازا بين آراء علماء عصري, فإني أتفق في رأيي مع كثيرين ممن يعتد برأيهم في الفقه في هذه القضايا, ولذا فإن تنوع الموضوعات التي كتبت فيها وجدتها تبين عن اهتمامي بكثير من قضايا هذا العصر.

كيف يصبح المرء فقيها متميزا؟

لكي يكون كذلك ينبغي أن يكون ممن تتوافر فيه شروط المجتهد ولو المجتهد المقيد بأصول مذهب إمام من الأئمة, وأن يستوعب علم أصول الفقه وقواعده, وأن يحيط بما له تعلق بالفقه من علوم العصر, ولذا فإنه ينبغي أن يعرف شيئا عن الطب والزراعة والكيمياء والصيدلة والتجارة والاقتصاد والبنوك والعلاقات الدولية, ونحو ذلك من علوم, لأن الحكم الشرعي يفتقر في كثير من الأحوال إلى الوقوف على تصور المسألة من خلال هذه العلوم, وقد لا يسع المرء أن يجد متخصصا يسأله في كل مسألة يبحثها, فتسعفه معرفته من خلال قراءاته بكثير من جوانب هذه العلوم, وقبل هذا كله تقوى الله تعالى والاستعانة به وطلب العون والتوفيق منه.
رابط الموضوع من رسالة الإسلام http://main.islammessage.com/newspage.aspx?id=11353




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !