لقد لفت الانتباه ضغوط الامم المتحدة ومنظمات حقوقية عالمية على دول الخليج التى تعتبر هى الأولى فى العالم التى تعتمد على العمالة البشرية من خارجها ثم تدعى ان العمالة الوافدة غلبت عليهم وانهم صيروا وحولوا مقدراتهم الاقتصادية الى بلدانهم وذلك حسب برنامج ما وراء الخبرالتى بثتها قناة الجزيرة يوم امس ولعل المنظمات الدولية تقوم بضغوطات على هذه الدول ازاء إلغاء نظام الكفالة التى تديربه شؤون العمالة الوافدة التى تعمل فيها وعليها نقول نعم ان العمال يتعرضون لاهانات واستعباد من قبل هذه الدول قبل كفلائهم الذين يعتبرون انفسهم هم الملاك وهؤلاء هم العبيد ويستغلونهم فيما يريدون والنظام السياسى فى الخليج هو الذى سلم رقاب هؤلاء العمال لأصحاب رؤس الاعمال الذين هم فى الصورة اصحاب اعمال وفى الحقيقة هم المستفيدون من وراء هؤلاء العمال ولكن نريد من هذه المنظمات التى تدافع عن حقوق اناس يعملون بنظام الرق الذى فرضه النظام السياسى فى هذه البلاد والدول التى سنت هذه الانظمة الاستعبادية وكان العامل فى السعودية يمنع عن الخروج من المدينة التى يعمل فيها الى مدينة قريبة دون حصوله على خطاب موقع من الكفيل وتصديق من ادارة الجوازات والاغرب فى هذا والمضحك ان هذا التخلف كان يطبق على العامل حتى لوكان خارجا وبرفقة كفيله فى نفس المركب والذى تقوم به هذه المنظمات جيدة ولكن الخشية ليست هنا وانما الخشية ان تقوم هذه الدول بسن قوانين تلغى الكفيل ولكنه يتحول الى الأسوأ من هذا النظام تحت غطاء كثيف لاتفقهها المنظمات ولا تكتشفها الا بعد مرور عشرين سنة على سنها .
ولكن الاهم من هذا وذاك أننا نناشد هذه المنظمات الدولية والرئيس اوباما الذى خيب الامال مثل المصارع القديم الذى كان يعرف بمخيب الامال أن يتجه الى الضغوط على هذه الدول التى تتاجر بحقوق وحريات المقيمين فيها اقامة دائمة منذ اربعين سنة او خمسين سنة وحتى ستين سنة ولهم اولاد مولودون فى هذه البلاد بل واحفاد وهم يعاملون بنظام الكفالة اليوم كما يعامل القادم بالامس المقيم بالاقامة المؤقتة وهذا ما يخشاه اهل العقول النيرة ولذلك المطلوب من هذه المنظمات أن تسعى وتمارس الضغط القوى لسن قانون يتيح لهؤلاء المقييمين الدائمين الحصول على الجنسية فى البلد الذى اقاموا فيه وولدوا فيه كالسعودية والكويت والامارات وغيرها لأن حقوق هذه الشريحة أهم من حقوق القادمين للعمل بالامس لأن القادمين للعمل هم مقتنعون تماما أنهم لا يريدوا الاقامة فى هذه البلاد الى ما لانهاية وهم يعيشون على انماط بلادهم وملابسها وعاداتها ولغاتها ومتواصلون ببلدانهم واهاليهم وزوجاتهم واولادهم ولهم زيارات الى اوطانهم فى كل سنة اوفى كل سنتين ولهم اتصالات يومية بذويهم وهم اصلا لن يقبلوا بالبقاء فى هذه البلاد حتى لو تكرمت هذه الدول بتلك الجنسية الرخيصة عليهم وهؤلاء يشكلون 90% من العمالة المقيمة بالاقامة المؤقتة
ولكن الضحية فى هذا هم المقيمون منذ ازمنة طويلة والذين هاجروا الى هذه البلاد بحكم الحرمين الشريفين والاقامة بهما والمجاورة فيهما وهذه الحالة موجودة من كل الاجناس منذ قديم الزمان وحتى يومنا هذا اوجاؤوا اليها لاجئين من ظلم حل بهم فى اوطانهم مثل البورما والتركستانيين والفلسطينيين وامثالهم منذ اكثر من سبعين سنة أو أكثر فهؤلاء هم الضحية واولادهم واولاد اولادهم الذين ولدوا فى هذه البلاد ولم يغادروها واندمجت صبغتهم ولغتهم وعاداتهم وسولكياته باهل هذه البلاد ولكن النظام لم يميزاوضاعهم ووضعهم والعمال القادمين للعمل فى سلة واحدة وحكم عليهم بما حكم على اولئك وعذبهم كما عذب اولئك وطبق عليهم ما طبق على اولئك فاصبحوا غرباء فى وطنهم وضحكة بين الناس ومن يليهم تحت هذا القهر وهذا النظام الجائرالذى لايميز بين الصحيح والخطأ ولا بين الهزيل والسمين ولا بين الرخيص والثمين ولم يشأ تصحيح اوضاعهم ولا يريده وليس لديه حلا وسطا ولا تقديرا لظروفهم فهو يقول اما ابيض واما اسود وليس لديه درجة رمادية للتعامل مع هذه الشريحة . وقد قال محمد الشاوى مدير مكتب وزيرالداخلية السعودى ان النظام عندنا للاسف لايميز بين الألوان فاما اسود واما ابيض وليس عندنا رمادية وذلك عندما عرض عليه وضع احد الضحايا من هذه الشريحة .
ولذلك الاجدى بهذه المنظمات ان تمارض الضغوط الفاعلة تلوالضغوط وان تسعى بكل امكانياتها لارغام هذه الدول لحل اوضاع هذه الشريحة من المنكوبين اذ لا يقل عددهم فى المملكة السعودية وبالذات فى الحرمين الشريفين عن نصف مليون نسمة وفى الكويت باسم االبدون وفى الامارات وهم ضحايا هذا النظام المتعجرف واللاانسانى واننا نناشد هذه المنظمات الانسانية والحقوقية والامم المتحدة ان تلتفت الى هذه القضية اولا ثم تسعى فى تحسين اوضاع العمالة الوافدة التى جلبتها هذه الدول وشعوبها بانفسهم لخدمتهم وللعمل لديهم فلما راوا ان الامور قد انتعشت والاقتصاد قد ازدهر والمدن قد امتلأت واصبحت عندهم كثافة سكانية واستفادت من قوى وجهود وعرق وسواعد هذه العمالة ومن الرجل الى الرأس فى تطوير بلادهم تعميرا وتسويقا قاموا يحسدونهم فقالوا انهم يحولون سنويا مليارات الريالات الى اوطانهم وكانهم سرقوها من صناديق ابائهم الم يعملوا فيها الم يعرقوا فيها وهذه الاموال كلها هى من عرق جباههم وقوة سواعدهم فمن حقهم ان يحولوا وينقلوا وليس لهؤلاء الحساد دخل فى اموالهم وبعض المثقفين من ببغاوات هذه الدول يقول اننا غلبنا على اوطاننا فاصبحنا اقلية فى بلادنا مثل عبد الخالق ياترى من اجبرك واجبرحكومتك لجلب هذه العمالة اليس انت وابوك واخوك وولدك هم الذين جلبوهم الى بلادك لمصالحهم الشخصية حتى اذا أخذتم حوائجكم جئت تقول اصبحنا اقلية وهذا كلام لايقوله الساذج فضلا عمن يدعى الثقافة والتدريس فى جامعة مثل جامعة الامارات وبالله التوفيق ،،،
التعليقات (0)