نجاح الفرد يقاس بما حققه من إنجاز عملي أو علمي أو أدبي أو في أي مجال المهم أن يكون الفرد في مكانة محترمة في المجتمع وكلما كان عمله مميزا وعلى مستوى جماعي وليس على المستوي الشخصي فقط كان التقدير له أكبر وأكثر احتراما وأهمية وكذلك المجتمعات والدول يقاس النجاح فيها بمدى ما حصلت عليه من تقدم واعتماد على الذات واكتفاء معقول في مجال الزراعة والصناعة والعلم وباقي فروع المعرفة والقدرة على الدفاع ضد أي عدو محتمل ومدى التأثير في المجتمع الدولي اقتصاديا وعسكريا وفي المجالات الإنسانية وقد لفتني في زيارة إلى النمسا سنة 1980 وفي مدينة جراتز والتي تعتبر العاصمة الثانية تقريبا أن الترام الذي أستقله كان من صنع جراتز كما أن الصناعات الغذائية كانت من إنتاج هذه المدينة إلى حد كبير وحينما تكون وسائل الإنتاج نفسها محلية والإنتاج محليا تكون الدورة الاقتصادية مؤمنة من أي ضغط أجنبي ولا يكون لأي حصار تأثير له قيمة. إن الحرب الآن تأخذ أشكالا عدة بعكس ما كان يحدث سابقا من التركيز على العدوان العسكري فهناك الحصار الاقتصادي الخانق في الدول التي تعتمد على غيرها ومثله الحصار العسكري والصناعي والعلمي والسياحي والزراعي ( المقاطعة) والدول العربية لديها كل مقومات الاكتفاء الذاتي في المجالات المتعددة ولكن السياسة المتبعة في كل دولة على حدة وفي الدول العربية مجتمعة لا تسمح بهذا التكامل وذلك لضيق النظرة القومية التي تنغلق على الذات وتفتقد القدرة على الاندماج الإيجابي مع المحيط العربي وربما كان الحكم المطلق للحكام المتقوقعين على النفس خوفا من الاندماج سبب من الأسباب الرئيسية في هذا الصدد.
التعليقات (0)