مواضيع اليوم

دبي ودروس في الحرب النفسية

Hatem Dawoud

2010-04-01 10:41:11

0

( الحرب النفسية وطرق التصدي لها )

 
الملخص التنفيذي /


- نظراً لما شهدته الفترة السابقة من هجمات إعلامية علي دبي ومحاولة لتشوية الصورة وإضعاف الروح المعنوية لقادتها وسكانها والوافدين فيها والدور السلبي للدول الأجنبية للنيل من إقتصاد الإمارة وطرد الإستثمارات منها كان لزاماً تناول هذا الموضوع الهام والذي يلقي الضوء علي دور الحرب النفسية وخطورتها وطرق التصدي لها.


التحليل و التفاصيل /


- الحرب النفسية هي اكثر خطورة من الحرب العسكرية لأنها تستخدم وسائل متعددة فهي توجه تأثيرها على أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم وفوق ذلك كله فإنها تكون في الغالب مقنعة بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها وبالتالي لايحطاطون لها.
- يدرك الفرد خطر القنابل والمدافع ويحاول حماية نفسه منها . ولكن الحرب النفسية تتسلل إلى النفس دون أن تدري . وكذلك فان جبهتها اكثر شمولا واتساعا من الحرب العسكرية لأنها تهاجم المدنيين والعسكريين على حد سواء .
- الاشاعات هي اكثر دواما لأنها تستخدم في أوقات السلم والحرب معا بل إنها تصوب هجماتها خارج الدولة الخصم نفسها حين توجه ذلك نحو الرأي العام العالمي .
- من هذا المنطلق يمكن القول أن الحرب النفسية وكما يراها خبراء علم النفس الأمني والعسكري هي استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة أو إقتصادية وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة .


• الإسلام والحرب النفسية :


- سجل فتوحات صدر الإسلام مليئة بالعديد من الممارسات الميدانية للحرب النفسية وخاصة أثناء نشر دعوة التوحيد واعداد القوة التي ترهب الأعداء . يقول الله تعالى : " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم "
- وقال الرسول " ص ) : " نصرت بالرعب مسيرة شهر " وذلك يفهم منه أن القصد هو إرهاب الأعداء واخافتهم من عاقبة التعدي على بلاد الأمة . وقد روي عن النبي ( ص ) " الحرب خدعة " .
- يجوز في الحرب والشئون الأمنية الخداع والكذب والإرهاب للأعداء لتضليلهم ما دام ذلك لم يشتمل على نقض عهد أو إخلال أمان . فيمكن أنيخادع القائد الأعداء بان يوهمهم بان عدد جنوده كثرة وان عتاده قوة لا تقهر .
- يفهم مما تقدم أن إظهار القوة للأعداء واخافتهم وإيقاع الرهبة والرعب في قلوبهم يحقق النصر عليهم ويؤدي إلى تحقيق أهداف الرسالة الإسلامية اكثر من أي وسيلة أخرى من وسائل مواجهة الأعداء إذ ينشأ لدى العدو اتجاه نفسي يسيطر على أفراده فيجعلهم يمتنعون عن استخدام قوتهم اوعن العدوان .
- تستمد القوة الإسلامية قدرتها على إيقاع الرهبة في قلوب العدو من القوة الشاملة والطاقة الهجومية وسرعة الحركة والمفاجآت والتأهب الدائم .


• الحرب النفسية المعاصرة :


- في الحرب المعاصرة تحولت الحرب النفسية من وسيلة عرضية إلى أداة عسكرية رئيسية فالحرب النفسية كانت السلاح الذي كسب الحرب أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية بسبب استخدام الذعر الكامل والانهيار العصبي وحرب الإعلام .
- تم التنويه و الإشارة من القادة والزعماء كذلك بأهمية الحرب النفسية وأثرها في إدارة الصراع وتحقيق نتائج مذهلة فمن ذلك قول القائد الألماني روميل : " إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أبدانهم " .
- بالرغم من انتهاء الحرب العالمية الثانية فلا زالت الحرب النفسية مستمرة ممثلة في الحرب الباردة وهي حرب أفكار وعقائد تحاول فيها الولايات المتحدة و دول عديدة استمالة اكبر عدد من الدول إلى جانبها ملوحة بالقوة تارة وبميلها إلى السلام والتعاون من اجل دفع الظلم تارة أخرى .
- معنى ذلك أن الحرب النفسية ليست قاصرة على وقت الحرب او الطوارئ ولكنها سلاح يستخدم في الحرب والسلم معا . وتحدد البحرية الأمريكية هدفها من الحرب النفسية بالقول بان الهدف الأساسي من الحرب النفسية هو فرض إرادتنا على العدو بهدف التحكم في أعماله باستخدام طرق غير عسكرية وغير اقتصادية .
- الحرب النفسية جزء أساسي من الحرب الشاملة ولذلك فهي تشن قبل الحرب وفي أثنائها وفي أعقابها .
- لا تخضع هذه النوعية من الحروب لرقابة القانون ولا للتقاليد الحربية بل إنها عملية مستمرة وهي وسيلة بعيدة المدى وليس من الضروري أن يظهر تأثيرها مباشرة مثل المعارك الحربية بل إن نتائجها قد لا تظهر إلا بعد شهور او سنوات من تنفيذها .
- يحاول الخصم في الحرب النفسية الاحتماء وراء الدين والصحافة او الإذاعة او الأحداث او الأصدقاء او الفكاهات وما إلى ذلك . ومعنى ذلك أن الحرب النفسية ليست مباشرة وليست وجها لوجه .
- من أقوال المخطط العسكري الصيني " صن تزو: " " اعظم درجات المهارة هي تحطيم مقاومة العدو دون قتال " . فالهزيمة حالة نفسية مداها الاقتناع بعدم جدوى المقاومة أي الاستسلام والتوقف عن الحرب . والحرب وسيلة من وسائل إقناع الخصم بالهزيمة فإذا اقتنع بالهزيمة وبعدم جدوى المقاومة تحقق الهدف من الحرب .
- إذا أمكن إقناع الخصم بالهزيمة بوسيلة غير الحرب المسلحة لم يعد هناك داع لها .
- من هنا فان العدو في الحرب النفسية يسعى إلى تحقيق هذا الهدف مستخدما وسائل شتى منها الدبلوماسية والدهاء والعبقرية في الدعاية والإعلام إلى جانب قواته الجوية والبرية والبحرية وكذلك مخترعاته واكتشافاته العلمية والتكنولوجية . بل انه يستخدم أيضا إمكانياته الاقتصادية . وفوق ذلك يستخدم ميكروباته وجراثيمه . والقصد من كل هذه الوسائل هدف واحد هو إقناع الخصم بالهزيمة .


• مجالات الحرب النفسية وأهدافها :


1- يمكن أن توجه الحرب النفسية على المستوى العالمي أو الدولي مثل إقناع الرأي العام او تضليله وعزل الخصم عن أصدقائه وجلب التأييد والمساعدة العسكرية والاقتصادية والفنية من جانب الأصدقاء .
2- على المستوى القومي او العربي وذلك لشغل العرب في معارك جانبية وخلق الأزمات والصراعات الداخلية وباستغلال هذه الإحداث وتصعيدها ومحاولة الدس واستخدام أبواق الدعاية في أشعال لهيبها وكذلك استهداف النيل من الوحدة العربية والتشكيك في نوايا العرب وفي إخلاصهم وفي التزاماتهم إزاء القضية العربية المصيرية ومن ذلك إثارة روح الشك والريبة في نوايا العرب تجاه بعضهم البعض . كذلك إشاعة خرافة التفوق الحضاري الإسرائيلي فهم يزعمون انهم أرباب الحضارة الغربية نفسها .
3- الصراعات الداخلية من خلال إشاعة الفرقة والانقسام بين صفوف الامه والمقصود هنا الفرقة بوجه عام أي التفرقة بين الشعوب حكومته وبين الأمة وحلفائها وبين القادة والجنود وبين الأغلبية من السكان والاقليات والتفرقة بين الأحزاب والطوائف وأرباب الشيع والمذاهب المختلفة والتفرقة بين الجيش وبين المدنيين وبين النساء والرجال وبين الكبار والصغار وبين الأجيال المختلفة وتؤدي هذه التفرقة إلى تمزيق الجبهة الداخلية واستنفاذ الطاقات في الخصومات.
- ظهر هذا النوع مؤخراً في محاولة إستغلال القضايا الأخيرة في دبي ومنها مسألة الديون علي الشركات وكذلك القضايا الخاصة بالأداب العامة ضد مجموعة من الوافدين خاصة من بريطانيا والتي تم إستغلالها أسوء إستغلال في الصحافة البريطانية لتشويه سمعة دبي.
4- إضعاف إيمان الشعب بعقيدته وأفكاره ومبادئه القومية والوطنية وإثارة الشك في نفسية وفي شرعية قضيته وزعزعة الأمل في النجاح وعلى ذلك فانه يتخاذل ويسهل إقناعه بالهزيمة .
5- محاولة كسب جميع العناصر المعزولة في المجتمع لصالح الدولة المعادية حيث تشجع المعارضة والتمرد والتخريب في داخل البلاد.


• أساليب الحرب النفسية :

تستخدم الحرب النفسية أربعة أساليب رئيسية هي:
أ‌- الدعاية
ب‌- الإشاعة
ج‌- إفتعال الأزمات و حبك المؤامرات
د‌- نشر الرعب والفوضي

أ - الدعاية :


- وتقوم على استخدام وسائل الإعلام الحديثة من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التي تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم.
- الدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تأخذ اشكال متنوعة طبقا للأهداف وطبقا لنوع الأفراد والجماعات الموجهة إليها فالدعاية تستهدف الاقتناع بالنصر واقناع العدو بهزيمته. وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية وبذر بذور الشك في نفوس أفراده في شرعية قضيتهم والإيمان بها.
- تستهدف الدعاية في المقام الأول بث الفرقة وعدم الوئام بين صفوف الخصم ووحداته المقاتلة فهي تسعي للتفريق بين الخصم وحلفائه وبين الحكومة والشعب وبين القادة والجنود وبين الطوائف والأحزاب المختلفة وبين الأقلية والأغلبية وتقصد من وراء ذلك كله تفتيت الوحدة وتفريق الصفوف ليسهل لها النصر.


ب - الإشاعة :

- وهي عبارة نوعية "او موضوعية" يتم تقديمها وهي قابلة للتصديق تتناقل من شخص لاخر. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع أو خلق أخبار لا أساس لها من الصحة. كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا لاهداف سياسية او اقتصادية او عسكرية أو كعامل ضغط لإجبار الدولة علي تنفيذ مخطط خارجي.
- لذلك فان الإشاعة قد لا تكون كلية معتمدة على الخيال فقد تعتمد على جزء من الحقيقة من اجل إمكانية تصديقها وتقبلها من قبل الناس. وقد تظهر الإشاعة أحيانا في الصحف والمجلات او تجد طريقها إلى موجات الإذاعة والتلفزيون. وتستخدم الإشاعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية ولذلك فان زمن الحرب والأزمات الإقتصادية هو انسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظرا لحاله التوتر النفسي الذي يعيشونه . ولذلك فان كثيرا من الدول أدركت ذلك وأخذت تستخدم الإشاعات كأحد وسائل الحرب النفسية المهمة.
- الإشاعات التي يتم إستخدامها نوعين :
1- إشاعات الخوف :
- وهي تنطوي علي إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية أو الأمنية أو العملية فهي إذا كانت تولد قلقا لا لزوم له كانت أحيانا تؤدى إلى نظرة انهزامية .
2- إشاعات الرغبة :
- وهي تحتوى على تفاؤل ساذج فهي تؤدى إلى القناعة والرضي عن الحال والخنوع وقبول أي حال ممكن. والأمثلة للشائعات لاتعد ولا تحصها فعلي سبيل المثال انتشرت في الحرب العالمية الأولى الشائعات والقصص التي تقول الألمان يقطعون أيدي الأطفال وانهم يغلون جثث الموتى ويصنعون منها الصابون وانهم يصلبون أسرى الحرب وفي الجانب الألماني كانت تنتشر شائعات تقول أن الحلفاء يستخدمون الغوريلات والناس المتوحشين من أفريقيا واسيا في حرب الناس المتحضرين وانهم يستخدمون رصاص دمدم وانهم يعتقلون المدنيين الأبرياء.

• طرق مواجهه الشائعات والعمل ضدها :


1- يمكن التصدي للاشاعه عن طريق تكذيبها أي عن طريق إعلان تكذيبها ولكن بالرغم أن طريقة التكذيب هي اكثر شهرة إلا أنها ليست الطريقة المثلي وذلك لان تكذيبها يتضمن الإعلان عنها فالإعلان عن تكذيب الشائعة هو في حد ذاته تكرار لها . كذلك هناك أناس يصدقون الإشاعة ولا يصدقون تكذيبها.
2- يمكن أن يقوم بتكذيب الإشاعة شخصية كبيرة لها مكانتها الاجتماعية او السياسية او العسكرية وحينئذ يميل الناس إلى تصديقة اكثر من وسائل الإعلام العادية.
3- ينبغي أن لا تواجه الشائعات بإصدار بيانات او تصريحات تستند إلى وقائع غير سلمية او معلومات غير دقيقة لمجرد المواجهة العاجلة للشائعات لان العلاج المؤقت الذي يؤدى إلية هذا سلاحا ذو حدين . ف مجرد عدم تحقيق الوعود او التصريحات التي استخدمت كأداة لإطفاء الشائعات يصبح في ذات الوقت دليلا على صدمة ما تتضمنه الشائعات ويشير هذا أيضا إلى عدم مقدرة الأجهزة التي ترد عليها في معالجة الموقف.


ج‌- افتعال الأزمات وحبك المؤامرات :


- وهي عبارة عن استغلال حادث او حوادث معنية قد تكون بسيطة ولكن يتم استغلالها بنجاح من اجل خلق أزمة تؤثر في نفسية العدو وتستفيد منها الدولة المستخدمة لهذا الأسلوب .
- مثال ذلك افتعال إسرائيل لازمة الحدود مع سوريا ونشاط الفدائيين كمبرر لشن الحرب في عام 1967 كذلك ما حدث في عام 1960 حيث فشل مؤتمر القمة الذي كان مقررا في باريس بين روسيا وأمريكا عندما أرسلت أمريكا قبل موعد عقد المؤتمر بأيام طائرة تجسس فوق ارض الاتحاد السوفيتي مما أدى إلى انسحاب رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي من المؤتمر حين رفضت الولايات المتحدة الاعتذار.


د‌- نشر الرعب والفوضى:


- وهذه وسيلة مهمة تستخدم بواسطة استغلال عاطفة الخوف لإرهاب الشعوب وإخضاعها من خلال استخدام الوسائل المختلفة لخلق حالة من الزعر والفوضى يسهل علي طريقها السيطرة والتغلب عليها .
- ومن اشد العوامل إثارة للخوف انتظار هجوم العدو وتخمين نوعة والجهة التي سيأتي منها. فحينئذ يكون المنطق النفسي للجنود هو " وقوع البلاء خير من انتظاره " .
- في هذه اللحظة يسود الشك والقلق نفوسهم وتكثر التخيلات والتخمينات وتجد الشائعات لنفسها مرتعا خصبا بينهم . وكثيرا ما يدفع القلق المستبد بالجنود إلى الهجوم المتعجل ليخلصوا من الانتظار المخيف وقد خسر الأمريكيون كثيرا من الجنود بهذه الطريقة أثناء قتال الغابات مع اليابانيين في الشرق الأقصى . فقد كانوا يندفعون في التقدم فيقعون في الكمائن وحدث نفس الأمر في شمال أفريقيا عندما دفع التعجل ببعض القوات الأمريكية الحديثة العهد بالخدمة إلى التقدم دون انتظار لما يقوم به المهندسون عادة في كل تقدم من استكشاف للطريق بهدف استخراج الألغام . وكانت النتيجة أن انفجرت الألغام في هذه القوات واودت بحياة كثير من أفرادها.

 

طرق التصدي للحرب النفسية :

 

- من اهم طرق التصدي للحرب النفسية تدعيم الإيمان الحق فالحرب النفسية لا تؤثر في المؤمن الحق لأن العقيدة الراسخة المؤسسة على الإيمان الذي لا يتزعزع هي الركيزة العظمى لتحصين المجاهد ضد الحرب النفسية، فالمؤمن إيمانا كاملا لا يخاف التهديد والوعيد ولا يرهب، وليس جبانا رعديدا كأولئك الذين يقول الله فيهم :
"فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون آليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه الموت ".
- حارب الإسلام عوامل الضعف والهوان ونزعات الخوف وعدم الإيمان وغرس في نفوس المسلمين خلق الشجاعة والتضحية والشهامة والاستهانة بزخارف الدنيا في سبيل نصر ة الحق ومحبة الله ورسوله.
- قال سبحانه وتعالى: " قل إن كان آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وازواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين.
- يتفق علماء النفس وخبراء الحرب النفسية على أن الحرب النفسية " تؤثر بفعالية أكثر على الجنود الخالين من الإيمان الحق ومن العقائد الثابتة وذوي الوعي السياسي الضيق وغير المثقفين ".
- في التاريخ الإسلامي أمثلة كثيرة على قوة العقيدة في مواجهة الحرب النفسية للعدو منها أن قائد الروم في معركة اليرموك التي بعث إلى خالد بن الوليد برسالة تنطوي على التخويف والضغط النفسي وعلى أساليب التخذيل والدعوة إلى الاستسلام. والحرب النفسية كما ذكرت في البداية تستهدف النيل من نفوس ومعنويات الجنود والمقاتلين في ميدان القتال كما تستهدف أبناء الشعب بمختلف فئاته من عمال وفلاحين ومثقفين وهي بذلك أكثر اتساعا وشمولا من ساحة القتال لذلك فان تأثيرها أكثر خطورة وأشد ضررا كما أنها لا تعتمد على المواجهة الصريحة كما يحدث في المعارك العسكرية ولكنها تلجأ إلى أساليب خفية وملتوية ومقنعة غير معروفة بالنسبة لغالبية الشعب.
- قد تؤدي حملات الحرب النفسية إلى بلبلة أفكار أفراد الشعب أو إلى شعورهم بالثقة بالنفس والى ضعف الروح المعنوية وانخفاضها والشعور باليأس وعدم إحراز الانتصار والى انتشار نزعات استسلامية وتيارات انهزامية.
- في كثير من الحيان ما تؤدي الحرب النفسية إلى انعدام ثقة الشعب في الهيئة الحاكمة وعدم الثقة قدرة القيادة السياسية والعسكرية والى عدم التفاف الشعب حول قادته، ولذلك كثيرا ما كانت تلجأ أساليب الحرب النفسية في الحرب العالمية الثانية إلى قول الحلفاء مثلا أنهم لا يعادون الشعب الألماني وانما يعادون هتلر وحده وليس ذلك إلا وسيلة من وسائل تصديع قوة الشعب الألماني في ذلك الوقت وإثارته نحو الانفضاض من حول قائده هتلر.
- تقع مسؤولية مقاومة الحرب النفسية على كل فرد من أفراد المجتمع ولكن للشباب دور طليعي في مواجهتها لأن الشباب هو دعامة المجتمع وعدته وهو صاحب المصلحة الحقيقية في حاضر المجتمع ومستقبله
- يمكن تلخيص أساليب مقاومة الحرب النفسية فيما يلي:-
1- عدم إذاعة الأخبار والمعلومات عن الظروف العسكرية والاقتصادية والاجتماعية للوطن وذلك لأن العدو يحاول جمعها والاستفادة منها كما يجب الاحتفاظ بوجه خاص بأسرار الوطن حتى لا يلتقطها الأعداء.
2- القيام بعمل إيجابي فعال في ميدان التوعية القومية وتنفيذ الإشاعات المسموعة بالاستناد إلى الحجج والبراهين المنطقية والحقائق الملموسة الواقعية التي تحض الشعب ضد سموم الإشاعات المغرضة التي يروجها الأعداء وذلك بعقد الندوات والقاء المحاضرات في التوعية والإرشاد القومي.
3- العمل على تنمية الشعور بالثقة بالنفس وكذلك الإيمان بالله وبالوطن فان الثقة بالنفس أساس كل نجاح كما إنها الدعامة القوية التي يقوم عليها صمود الشعب واستمرار نضاله وغرس القيم الدينية والخلقية حتى لا تدع الفرصة لتسرب المبادئ الانهزامية.
4- الدعوة لمواصلة الكفاح والصمود وعدم اليأس وحث الناس على المساهمة الإيجابية في المعركة كل في موقعه فالعامل والموظف والفلاح كل يستطيع أن يضرب بمعوله في الإنتاج الذي يرتد أثره ولا شك على الجندي الرابض على خط النار فان الجهاد في الإنتاج لا يقل أهمية ولا شرفا عن الجهاد في ساحة القتال.
5- الاهتمام بالتدريب العسكري وكذا على أساليب الدفاع المدني وتنمية وتطوير الأنظمة الأمنية الوقائية لانها ستؤدي الي الثقة بالنفس والاعتزاز بها كما يقوي الإحساس بالقدرة على مواجهة الخطر وعلى تزكية روح المبادرة في مهاجمته والحاق الهزيمة به.
6- التوعية المستمرة لأفراد الجيش والأمن بنوايا العدو وأهمية الدفاع عن الوطن من الداخل والخارج ويلاحظ أن أي نقص في الإعلام ما هو إلا مدخل للدعاية التخريبية للأعداء
7- تنمية العلاقات الودية والصريحة بين القادة والمقاتلين وبين رؤساء العمل والمرؤسين حتى تسهل مكافحة الدعاية التخريبية واستغلال جماعات الإعلام في الوحدات لمعاونة القائد في تنفيذ مهام توعية الأفراد وهم أفراد يت إنتقائهم من بين المقاتلين على درجة عالية من الكفاءة والذكاء والشجاعة ويحظون بإعجاب زملائهم.
8- بث الروح الهجومية لدى المقاتلين وأفراد الشعب أثناء التدريب وكذا الانضباط العسكري والأمني وروح الفريق وهي عوامل فعالة لمكافحة الدعاية التخريبية.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !