وسط أجواء من الأمل والتفاؤل تشهدها الساحة الإيرانية و دعم وتأييد شعبيين واسعين لخطة الحكومة المعتدلة المضي قدماً في المفاوضات النووية والتوصل الى اتفاق جامع بين إيران والدول الست الكبرى، قد يزيل عن هذا البلد العقوبات الإقتصادية التي أنهكت إقتصاده و تردي الوضع المعيشي للمواطنين نتيجة لذلك ، تستمر الماكنة الإعلامية التابعة للتيار المتشدد إعاقة أي تقدم قد تحرزه الحكومة في الملف النووي وذلك بسبب قلق التيارات المتطرفة من أي نجاح سياسي قد يكتب للحكومة ومن ثمّ يوضع في سلة التيار الإصلاحي المنافس .من هذا المنطلق وإرضاءاً للتيارات المتشددة في إيران يقوم خامنئي بمغازلة المتطرفين عبر خطابات مشككة بجدوى أي إتفاق نووي قد يبرم بين إيران و الدول الغربية رغم سماحه بمواصلة المفاوضات و ثنيه على الفريق الدبلوماسي الذي يقود تلك المفاوضات النووية العصيبة.
ففي خطابه الأخير بين جمع من السفراء والدبلوماسيين الإيرانيين في الخارج شدد المرشد الإيراني بأنّه يدعم توجّه الحكومة الإنفتاح على جميع الدول لكن بوضع استثنائين أثنين أمام التوجه الحكومي وهو عدم شمول ذلك دولتين إثنتين هما الولايات المتحدة واسرائيل.مستدلاً بأنّ الإنفتاح و التعامل مع الدول يجب أن يدرّ نفعاً على إيران و هذا ما لا يحصل بالإنفتاح الإيراني مع تلك الدولتين بل إنّ الأضرار المترتبة على ذلك أكبر من النفع الذي تدرّه تلك العلاقة.
تأتي شكوك وتصريحات خامنئي في حين أنّ إستطلاعات الرأي والتي أخذت عينات علمية من الإيرانيين - منها الإستطلاع الرأي الذي أجراه الصحفي عباس عبدي والذي تحمّل السجن بسبب نتائجه- تشير الى إقبال جماهيري واسع على فكرة إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة كما كانت عليه في سابق عهدها أي قبل قيام الثورة في إيران عام 1979. لكنّ الخطاب الإيراني الرسمي يؤكد خلاف ذلك و يتحدث في كثير من المناسبات بالنيابة عن النبض الشعبي والجماهيري ليؤكد أنّ الجماهير الإيرانية لا ترغب في عودة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع الولايات المتحدة بعد حاثة إحتلال السفارة في ثمانينات القرن الماضي.
يأتي تشكيك خامنئي ومن وراءه النظام بجدوى العلاقات الدبلوماسية وربطها بالملف النووي ومن ثمّ الحديث بالنيابة عن الجماهير الإيرانية في حين أنّ إيران تمنع أي إستطلاعات للرأي في مسائل حساسة خارج الدوائر التابعة للسلطة في الوقت الذي تشير فيه بعض الدراسات المستقلة الى أنّ أتباع المرشد في نسبة متدنية لا تتجاوز الإثنين بالمائة. فلو أراد خامنئي أن يكون موضوعياً و لحديثه بالنيابة عن الإيرانيين وشكوكه السياسية أن توضع في ميزان المنطق العلمي عليه أن يسمح بإجراء إستفتاءات وطنية للتوصيت على قضايا حساسة مثل النووي أو إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدول وذلك بإشراف دولي ليتبين صدق حديثه و زيف معارضيه.
للمزيد مراجعة المقال المعنون" كم شخص يصلّي خلف خامنئي؟" بالفارسي:
http://www.bbc.co.uk/persian/blogs/2014/08/140813_l39_nazeran_barzin_khamenei_followers.shtml
التعليقات (0)