بدت سحائب من الحسرة ممزوجة بالكمد في كلمات الحسن الكتاني بعد عودته من تركيا,, ففي تغريدتين قرأتهما ما يشي عن ألم عميق خلفته في نفسه مشاهداته عن كثب لواقع الاخوان من خلال مؤتمرهم الاخير بتركيا عن الانقلاب على ثورات الشعوب
تبدد ذلك الفرح الذي كان يخالط تغريدته الأولى حال وصوله للمؤتمر,,
فالقى ما بداخله من جمرات تمور وتضطرم في تغريدتين خلفتا انزعاجا لدا الكثيرين ممن يتابعونه,, كشيخ مربي له تجربته في الدعوة ورؤيته لمسار
ظل الكثيرون من الطيببن يتساءلون عن سبب ذلك الألم وبواطن تلك الكلمات ورغبة في معرفة الاخطاء وما ورائها,,, ويا لها من حرقة اسئلة لاتزال تبحث في الحقيقة عن الخلل
انه السؤال الذي انطلق منه الاخوان أين الخلل بعد تجربة السجون الناصرية,, الشديدة الشبه بواقعنا المعاصر
ولكنهم للاسف لم يصلوا لتوصيف الخلل وبيت الداء
قال الكتاني ’’رجعت للمغرب و أنا في طريقي للرباط، لم اعد مسرورا لأني رأيت الاخوان المسلمين ماضين في أخطائهم و السلفيين مفرقين لا رأي لهم و الجهاديين متنازعين ، فإلى الله المشتكى من جلد الفاجر و عجز الثقة
لقد ظلت أخطاء الاخوان تتراكم الى ان ادخلتهم لورطة الانقلاب وما بعده مما رأيناه من صور ومشاهد مؤلمة موغلة في الانتقام ليس من الاخوان فحسب ولكن من التيار الاسلامي العريض برمته,,
الأخطاء كثرى
ومن بين اخطائهم هاته المؤتمرات التي يصرف عليها الاموال وتنتهي بما صرح به الكتاني من كلمات تشي بحسرة مشوبة بغصة الألم وكأني به يضرب كفا بكف ويقول
( مفيش فايدة)
السؤال ألم يكن عوائل الشهداء والاسرى والجرحى اولى بكل تلك الموارد,, والجهود
ومن الاخطاء الكثرى الخطأ القاتل
لقد جنى منهج بن ادم الاول وسلمية الاخوان المبالغ فيها وحرصهم على ان يمر الخير من خلالهم الى جانب تضخيمهم لصنم المصلحة وتخطيئ غيرهم فكان المآل ,, فقه حالنا المؤلم ما بعد انقلاب دامي كرس للاستئصال بما تعينه كلمة الاستئصال من معنى
ويبقى الامل في تصحيح المسار
اما التيار السلفي فقد اوغل في فقه البيادة حتى اصبح هو والبيادة سواء بسواء
المتساقطون لا يكترث لهم احد
فقد مضواغير مأسوف عليهم بعد أن زالت عنه اوراق التوت
يبقى التيار السلفي الجهادي اكبر متضرر ففي البدء اعلن موقفه من العملية برمتها وسعى قادته لايضاح مواقفهم بجلاء
وفي المحنة نالوا نصيبهم من الاعتقال والتنكيل فهم يدفعون ضريبة الاخوان في كل حال
ولكنهم الامل وقد نفر قطاعات مهمة منهم للشام
وهم الامل في حسم الصراع الذي انهى السلمية البغيظة ومنهج بن ادم الاول,,, الاستسلام وتكريس خطاب الموادعة الى حدود المداهنة
اهم دروس ما حدث بمصر
أولا
ان العلمانيين كفروا بصناديقهم وديموقراطيتهم واعلنوا ان القوة هي الحسم والحسم كله
ثانيا
ان العسكر كرسوا لانقلاب بغيظ لايمكن ان يرد عليه الا بمنهج لابد له ان يعلو
يبقى الكتاني قد وضع يده على الجرح الراعف لنبحث جميعا عن بيت الداء والخلل,,, فالدور قادم على الكل ان لم نعي درس مصر ونعمل له
فالعتمة موعد لمن رفع الرأس ولو متمايلا
التعليقات (0)