في السنوات الأخيرة انتشرت بعض الأمراض المعدية والتي سببت الرعب للعالم المتحضر قبل المتخلف ، مثل انفلونزا الطيور ثم انفلونزا الخنازير وتسارعت شركات تصنيع الأدوية لإنتاج مضادات لهذة الفيروسات القاتلة ، وتهافت الناس على أخذ امصال لهذه الأمراض لعلهم يبعدوا شبح الموت عنهم ومع الوقت خفت الهوجة وبدأ الناس في نسيان خوفهم ورفع قانون الطواريء الذي قاموا بوضعه لحماية أنفسهم من شر العدوى . وفي هذه الأيام طلت علينا عدوى جديدة وهي التظاهرات ومطالبة الشعوب بسقوط أنظمتها الفاسدة ، ما أن أعلن عن ظهور هذا الفيروس في المغرب العربي حتى انتشرت العدوى وفي لمح البصر وصلت للمشرق العربي واصابت الحمى الشوارع العربية وكانت أعراضها هتافات ساخنة ضد الحكومات ، فما كان من الجهات الأمنية للبلدان العربية إلا استعمال المضادات التقليدية وهي القمع سواء بالضرب أو القتل ولكن ما حدث هو زيادة قوة الفيروس وشراسته وتفشيه في الشوارع وبين الشعوب متناسين أن استعمال الأدوية القديمة والمنتهية مدة صلاحيتها لها ردة فعل عكسية على جسم المواطنيين فبدلاً من خفض درجة حرارة المتظاهرين وتخفيف أعراض المرض زادت في اضرام النيران في أجسادهم وبالتالي انقلب السحر على الساحر والنتيجة تساقط رؤوس. ومع تزايد انتشار العدوى بين الشوارع العربية وخوف الحكام على أنفسهم من هجمة شعوبهم عليهم لا نستبعد استنجادهم بشركات تصنيع الأدوية في ايجاد مضادات وأمصال لهذا المرض المفتك بالكراسي الرئاسية . وتبدأ في نشره في أجواء المدن العربية ليستنشقه المواطن العربي المريض ويسترد عافيته ( خنوعه ) فما يهمهم هو راحة شعوبهم وتخليصهم من هذا الداء القاتل لهم ( الحكام ) .
التعليقات (0)