يقدر للسوادن أن يظل في حالة حرب، حكومة الإنقاذ تريد نصرا ينسي مرارة خسارة الجنوب، و من رحم أزمة تولد أزمة أخرى، لعل التاريخ يعيد نفسه، سيكتب للسودان بشماله و جنوبه أن يتعايش على نار وقودها النزاع الحدودي على أبيي الغنية بالنفط، دولة الجنوب ولدت متعثرة الخطى، قد تستنزف إما بحرب مع الشمال الجار، أو بحرب أهلية يقودها منشقون عن الحركة، هذه الأخيرة تتجه نحو دولة الاستبداد و الحزب الواحد على أرض قاحلة بمشاكل اقتصادية و اجتماعية هائلة.
في الشمال، و بالعودة إلى حكومة الإنقاذ، و إلى عمر البشير الذي يرى أبيي نصره التالي و سبيله للهروب من ثورات الجموع إن هل فجرها في أرض الخرطوم، إلى حد الآن لم يكتب لهذا البلد القريب من مصر و ليبيا أن تستقبل شوارعه أو ساحاته شبابا يستعجل رحيل النظام، السودان شهدت الاستفتاء في غمرة احتجاجات تونس و مصر، ولعل الاستفتاء و ما تبعه من مجريات أنست المعارضة أن هناك نظاما قد يستحق الرحيل، لما لا و هو مشارك في سلب الأرض العطيمة نصفها الجنوبي.
سياسة الأمر الواقع التي فرضتها الحكومة السودانية على أبيي، قد لا تمر بسلام لدى واشنطن و حلفاءها، فالنفط داء مشاكل الشرق الأوسط، و النفط بيد سيلفاكير ليس كما بيد عمر، لذا تفنن الغرب في التهديد، وهو على ذلك قادر، لكن من سيدفع الثمن؟ الشعب السوداني أم نظام البشير، هذا الأخير ( على لسان حزبه المؤتمر الوطني) أعلن رفضه التطبيع مع واشنطن على حساب المصالح العليا للبلد ( رجوع جيشه عن أبيي)، أي بلد السودان الكبير الذي ضيع من أجل التطبيع، أم الشمال المهدد بالتجزيء؟ فقط كي لا ينسى البشير و من معه من أهل الإنقاذ أو المؤتمر حاليا أن على غرب سوداننا الجديد توجد دارفور.
التعليقات (0)