ج 5ـ عينه تحتضن عيني
من لما تركتني ورحلت
في صباح يوم من أيام العشق ، أصر وسام علي ِالتقابل في كوفي شوب المجاورة للشركة :
ــ لما إصريت علي المجيء إلي هنا ؟.. نحن نتقابل كل يوم .
ـ جنة أنا بحبك .. بحبك من أول مرة رأيتك في الشباك ..علي رغم رؤيتي لكي من قبل في خيالي .. مر ثلاث أشهر ونحن معا ً .. جنة توافقي تكوني زوجتي ؟.
ــ ماذا ؟.. ماذا تقول ؟؟ .. بتكلم بجدية .
ـ أجل هل تقبلي ؟.
ـ أجل أقبلك زوج لي .. ولكن توعدني تظل تعشقني بنفس القوة .. ولا تفكر في امرأة آخري .
ـ أوعدك سأظل أحبك للأبد .. ولن أتزوج غيرك في دنياي ومماتي .. لم أتوقع توافقي بهذه السرعة .
ـ أتري أنني تسرعت .
ـ لا قلبك تحدث قبل عقلك وهذا يسعدني .. قلبك أقوي بحبي .. أليس كذلك .
ـ أظن أن الأوان للعودة .
ـ حسنا ً تهربي وأنا لن أرفض .. لكن بعد الارتباط لن تفري مني أبداً .. سأكون كظلك .
ـ متى ستذهب لأبي ؟.
ـ علي الفور .
ـ بهذه السرعة .
ـ أريدك تكوني معي دائما ً .. بجانب قلبي .
ـ حسنا .. هيا كي أعود للمنزل .
أنصرف كلا منا ، نظراته جعلتني أغوص في أعماقها لأعرف لغتها ، أخبرتني بأعمق وأصدق الكلمات .
ـ ألو سمر اتصلي بالجميع وقابلوني في الروف .
ـ لما ؟ .. أهناك خبر جديد عن وسام .
ـ أجل خبر وانتظر نتيجة .
ـ حسنا متى ستصلي ؟.
ـ خمس دقائق وأكون عندكم .
بمجرد وصولي صعدت إليهم :
ـ أين هي منال ؟.
ـ مع زوجها إنسيتي .
ـ أجل لقد تعودت علي وجودها .
فقالت سمر :
ـ ما الأمر ؟ .. أي خبر ستخبرنا به .
ـ لقد طلب وسام مني الزواج .
فقالت روجينا :
ـ ماذا؟! .. بهذه السرعة ..
ـ أجل .
فقالت ليلي :
ـ وماذا قلتي له ؟.
ـ أجل موافقة .
فقالت روجينا :
ـ ألم تقولي سأفكر .. أتركي بعض الوقت .. أجل بهذه السرعة .. مجنونة .
ـ لم أفكر قلبي هو من تكلم .
فقالت سمر :
ـ أري أنك عاشقة لوسام .. عاشقة بدون تردد .
ـ لم أعي ذلك إلا حينما طلبني للزواج .
فقالت سمر :
ـ ومتى سيخبر والدك ؟.
ـ الآن ونحن نتكلم .
فقالت ليلي :
ـ مجنون .. بهذه السرعة .
ـ أ<ل ويا رب بابا يوافق .
فقالت روجينا :
ـ هيا قولوا يا رب والد جنة يوافق .
ـ يا رب .. يا رب .
ـ ما أخبار منال مع زوجها .
فقالت ليلي :
ـ زوجها يعاملها جيدا ً .. بلطف وحنان .. ولكنه قلق بسبب مرور الوقت ولم تحمل بطفل .. وزوجته بتغار عليه بجنون .. تقلق منال كثيرا ً .
ـ لا يستطع المرء العيش في سلام وراحة ولو لفترة قصيرة .. دائما ً ما تظهر غيمة سوداء تمعنا من التمتع بالسعادة .
فقال ليلي : ـ ذهبت لدكتور وأعطاها بعض منشطات للحمل ..أتنمي من الله أن يرزقها بالذرية الصالحة .
فإذا بالهاتف يرن :
ـ ألو وسام .. ما رد فعل بابا ؟.. هل أخبرته أم لا ..
ـ نعم ويبدو عليه الرضا .. سيخبرك حينما تعودي .. أرجوكي أخبرني بميوله اتجاهي .
ـ حسنا ً أراك غدا .ً
فقالت سمر :
ـ ما رد فعل والدك ؟.
ـ يبدو عليه الرضا .
فقالت روجينا :
ـ هذه بشري سارة .. الرضا أول علامات القبول .
ـ يا رب يوافق ولا يرفض .
فقالت ليلي :
ـ سيوافق بدون شك .. والدك لن يرفضه بسبب أمواله .. آلا تذكري رفضه لزميلك بسبب فقره .. رغم شدة ذكاءه وأخلاقه العالية .. المال ثم المال .. لا الحب والإعجاب .
ـ لا أعرف ما أقول .. كلامك صحيح .. الحب عنده ليس مهم .. المهم كم يكسب في الدقيقة .. لا ينظر للغد .. ينظر تحت قدمه فقط .. الوقت حان كي ننزل وسأخبركم بالجديد .
ـ تصبحي علي حب .
هكذا نزل كلاً منا لشقته ، دخلت لأجد أبي بانتظاري في الصالة ، وجهه مشرق مبتسم ، يحمل بين يده ساعة ذهبية جديدة .
ـ لمن هذه أبي ؟ .. مؤكد لأمي .
ـ لا لك ِ .
ـ بأي مناسبة .
لدي مناسبة رائعة .. بمناسبة خطوبتك .
ـ خطوبتي .. علي من ؟.
ـ علي المهندس وسام .. مديرك وصاحب الشركة .
ـ متى تقدم لخطبتي ؟ .. وكيف وافقت دون أخذ رأي ؟ .. أليس هذا زواج .. ليس لعبة تشترها من المتجر ونرميها بمجرد الانتهاء منها .
ـ عندك حق ولكني وجدته مناسب .. شاب وسيم .. ثري .. متعلم .. حاصل علي الدكتوراه في الهندسة .. وأري بينكم مودة .. فما المانع إذا ؟.
ـ حسنا ً أبي لك ما تريد .
ـ سأخبره بموافقتك غدا ً .
لا أعرف لما وافقته بهذه السهولة ، ولكني أحببته لذا وافقته دون جدلا ً ، اتصل أبي وأخبره بموافقتي ، وصف لي أبي صيحة وضحكاته ، كان كالمجنون ، حبه جمل عالمي ، ملأه شوق وحنان وأمل في المستقبل .
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
مر أسبوع بسرعة فائقة ، خلاله قمنا بجميع التحضيرات اللازمة لخطوبتنا ، الجميع من حولنا سعداء ، بدأت الموسيقي تعزف ، وقفنا وتشابكت أصابعنا ، عيناه تحتضن عيني ، تمتزج دقات الموسيقي بدقات قلبنا ، لتتلألأ أعيننا كالنجوم .
نرقص وآه من عيون الحساد ، ترقبنا في ضجة وسكوني ، عبرت أعيننا بما كمن في قلوبنا ، وها هي الأنغام تنتهي ، فتشابكت يدي بيديه ، نسيت الجميع وعبرت عما بداخلي علي مسمع الجميع . صحت وقلت بصوت عالي :
ـ بحبك .
لا أعرف كيف استطعت فعل ذلك !! ، والأغرب رد فعل وسام ، قال بصوت أعلي :
ـ بحبك .. بحبك يا ملكة قلبي .. ملاكي الجميل بين يدي لا أصدق .
بعدها ضمني بشدة ، رفعني عن الأرض وأخذ يدور بي ، خفق قلبي من الفرح ، نسينا العالم من حولنا ، رقصنا مرات أخري دون توقف ، نرقص ونغنى بشغف .
الحضور لا يصدقوا ما نفعله ، لم تكتفي بذلك ، هربنا منهم وركبنا يخت لنبتعد عن الأعين ، ذهابنا برحلة بمياه النيل علي أنغام موسيقي الحب ، رقصنا وأخبرنا بعضنا بحبنا علي ضوء القمر ، كان شاهد علي حب لن ينفذ أبدا ً .
ـ بحبك كلمة لا تصف حبي لكي .
ـ بحبك ليست كفاية .. بموت في هواك .. لا تكفي أيضا ً .. الحب .. ..
ـ من اليوم سأنتظر يوم زفافنا .. لأطمئن بأنك أصبحتي ملكتي .. ملكة قلبي .
ـ أنا أيضا ً انتظر اليوم لأكون ملكة بيتك .. التواجد بالقرب منك هو الأمان .
ـ تمر الدقائق والساعات أفكر فيك ِ.. كل ما مر علينا سيناريو من خيال مبدع .ز ليس خيال عادي .. هو القدر لذا لا مجال لتلاعب .. لا أتخيل لحظة تغيبي عن عيني .
ـ أليس كلام العيون أصدق .. لنتركهم يتحدثوا ونستمتع بالمنظر الطبيعي والجو الرومانسي .. حلمت به منذ أمد .
هكذا انتهي كلام الشفايف ، ليبدأ كلام العيون ، تركنا العنان لأنفسنا لنستمتع بكل لحظة .
ـ وسام حان وقت العودة .
ـ سأتصل بصديقي علاء ليلتقي بنا عند المرفأ .
خمس دقائق والتقينا به ، صعدنا للسيارة وخلال الطريق أعيننا مركزه علي بعضنا ، أيدينا متشابكة ، نتمنى الطريق يطول كي لا نفترق .
صعدنا معاً والسعادة سكنت قلبنا وعقولنا وأجسادنا ، لم تكن السعادة عابرة ، كانت حقيقة تمسك بتلابيبنا بقيود من فولاذ ، حمل ذيل فستاني ، وعند الباب قبل يدي ، طرقت الباب ودخلت لنفترق .
بدلت فستاني لأجد رسالة حب تأتني ، قرأتها ليخفق قلبي بشدة ، هرولت نحو النافذة أراه .
ـ أستنامي الآن ؟.. الوقت مازال باكر .
ـ الحفل أتعبني .. جسدي يحتاج للراحة كي أستطع الذهاب للعمل إذا ً .
ـ لما لا تأخذي إذا أجازة .. ترتاحي بالمنزل قليلا ً .
ـ آلا تريد رؤيتي غدا ً .. التواجد معك بمكان واحد يشعرني بالأمان .. واطمئن عليك .
ـ حسناً لكني لا أستطع النوم .. خائف يكون حلم وأستيقظ منه ولا أجدك بجواري .. علي الرغم من الجدران التي تفصلنا .. لكني أشعر بالأمان بعد خطوبتنا .
ـ مستحيل يكون كل هذا حلم .. هيا اذهب للفراش .. أرتاح قليلا ً .. بمجرد ما تغمض عينك ستراني أمامك .. تصبح علي خير .
ـ تصبح ِ علي أحلام سعيدة .
_ _ _ _ _ _ __ __ _ _ _ _ _ _ _ _ _
انتظروا الأحداث القادمة
التعليقات (0)