مواضيع اليوم

ج 4 ـ بحبك وهذا الأهم .. من رواية رغبة أرواح القمر

أمل جمال النيلي

2011-07-13 10:09:36

0

 

ج 4 ـ بحبك وهذا الأهم من رواية رغبة أرواح القمر

 

 

 

 

 

     حسام :

 

ـ فعلت مثلما أخبرني أبي .. ولكن لم أستطع النوم .. كلما أغمضت عيني رأيتها تبكي وملابسها ممزقة .. تنادي علي وأنا لم أستطع حمايتها .. حاولت الهرب من الألم وأنا جالس بمكاني ولكن لم أستطع .

أشرقت شمس الألم وأنا جالس بمكاني .. عاجز عن كل شيء إلا عن حبها .. لن يتوقف ولو للحظة عن الابتعاد عن النبع الصافي .. سيظل في نظري صافي لم يشرب منه غيري .

حاولت مكالمتها كعادتنا علي المحمول .. ولكنه كان مغلق .. فاتصلت بالأراضي فأخبرني والدتها بأنها ترفض الأكل والكلام مع أي شخص .. فاستأذنتها كي أتي لرؤيتها .

وقفت أمام الباب :

ـ نور أرجوكي افتحي الباب أريد رؤيتك .. أرجوك ِ.. أرجوك  نور مازالت أحبك .. أحبك بجنون .. ولن يتوقف قلبي عن حبك للأبد .. أرجوك ِ كلميني .. أريد سماع صوتك .

فردت علي وقالت :

ـ أنت لا تستحق أظل وسمة عار علي جبينك العمر كله ِ .. لن تمحي هذه الذكري .. أنها محفورة بقلبي وجسدي .. لن أستطيع تخيل نفسي بعد الآن بين أحضانك .

أنام علي صدرك لأسمع دقات قلبك .. ولا أستطيع النظر لعينك لأري نظرة حب وشوق يغيم عليها نظرة ألم .. لن أستطع تركك تقترب مني .. أصبحت أكره نفسي وجسدي بشدة .

لم أعد منبعك الصافي .. شرب منه حقير ولوثه .. الاقتراب من النار سيحرقك .. ليتني عرفت قبلها .. فقدت كل شيء لم يعد عندي غالي أعطيه لك .. أنا آسفة .. آسفة .. ..

حسام :

ـ قلبك هو الغالي .. نور حبنا سيمحو أي ذكري .. سأنسيك ِ ما حدث .. معا ً سنبدأ حياتنا من جديد .. مستحيل حبنا ينتهي قبل أن يبدأ .. قصتنا بدأت .. سنسير معا ً ونكمل حبنا .. لن أستسلم لقهر الدنيا .

من سيجلس معي في الشرفة ويتأمل القمر معي .. من سأكمل معه حياتي .. من سأتشاجر معه حينما يمر الزمن وأصبح عجوز .. من سيغار علي لو نظرت لي فتاة نظرت إعجاب .

نورهان :

ـ ستجد من تجلس بدل مني .. طريقنا انتهي قبلما نخطو .. غدر الدنيا لم يعطي لنا الفرصة لنحيا .. كتبت شهادة وفاة حبنا بالأمس .. آسفة ما بداخلي لن يستطع أحد محوه غير الموت .. ليته يأتي ويريحني من عذاب لن أقدر عليه .. أرحل واتركني .

أرحل لم يعد عندي شيء أخبرك به .. أرحل والألم سيزول مع الوقت وستنساني .. سأكون ذكري مع الوقت لن تجد لها وجود .

حسام : 

ـ هي الحوار .. حاولت أكلمها ولكنها كانت تصر علي الرفض .. فكرت كثيرا ً أن أقتله .. ولكني كنت أرجع بكلامي .. في أمل ترجع لي ونعيش معا ً من جديد ...

مرت الأيام يوم يليه يوم .. حينما كانت تغيب يوم عن الكلية أجن .. غيابها وصلني لحالة من الاكتئاب الحاد .. أرفض الكلام .. أكل كي أحيا في أمل تقرر رؤيتي .. كانت بترفض حتى محادثتي .. لا هاتف ولا مقابلة .

أصعب أيام مرت علي ِ .. حبيبتي تنهار ولا أستطع مساعدتها .. تقترب من الموت في دوامة من الألم والبكاء .. ولا أستطع فعل أي شيء لها .. حتي الشرطة لم تستطع إثبات شيء عليه .  

 

نورهان :

 ـ عرفت وقتها بأني ضائعة .. لا مكان لي بهذه الدنيا .. لا أريد رؤية سوي حسام .. ولكني شعرت وقتها بأني لا أستحقه .. فقررت الخروج من حياته رغم الألم والعذاب .فضلت يكون العذاب من نصيبي .. فهو سيتعذب لفترة قصيرة ثم ينسي .. كلما أغمضت عيني أري ما حدث لي .. أستيقظ وأنا أصرخ .

مر شهر علي كأنها سنة .. وفي يوم قررت الخروج من البيت لعلي أجد حل لهذه المصيبة .. لم أجد غير مكاني المفضل .حينما تضيق بي الدنيا أنا وحسام نأتي للبحيرة .. نتأمل مياهها الجارية .. ونلقي همومنا فيها لتمحو آلامنا .. نستنشق عطرها الذكي فتخدرنا لنمضي في الحياة .نزلت من البيت ومشيت .. لا أذكر كيف تحملت طول الطريق .. لكنني وصلت لأجد حسام واقف أمام المياه وهو يقول لها :

ـ " آلا أجد عندك حل .. أحبها بجنون ولا أستطيع تحمل بعدها عني " .وقفت عاجزة أريد رؤيته .. ولكن لا أستطيع الاقتراب مثل الأول .. فقدت كل شيء .. فكيف أرجع مثلما كنت .. الأفكار تقتلني ببطء .. فلم يكن أمامي سوي التقدم والتحدث معه .

حالته كانت سيئة .. لم أتوقع رؤيته في هذا الذبول والحزن .. كنت أتوقع ينسني بعد أيام ..ولكن من الواضح كان خطأ .. يبدو عليه الشرود ودموعه لا تتوقف .

فقلت له :   

ـ لما أنت بهذه الحالة ؟.

فقال :

ـ لا أستطيع الابتعاد عنك ِ .. فأنتي حياتي وقلبي .. حبي البكر الذي أنار حياتي .. حب العمر لا أستطيع التخلي عنه لأي سبب من الأسباب .. السبب أنا جزء منه لم أستطع حمايتك .

أرجوك ِ أنسي ما حدث .. كفاكي عذاب لم أعد أحتمل عذابي ولا عذابك .. سنتزوج ونعيش حياتنا .. أرجوك ِ وافقي .. أرجوك ِ .

فقلت :

ـ لا أستطيع ما حدث لا يمكن نسيانه .. أحدثت شرخ في علاقتنا .. لن نستطع إرجاع علاقتنا كالسابق .. الكارثة محفورة بحسدي وقلبي .. عقلي لا يستطيع نسيانها ولا أنت ستستطيع .. سامحني لا أستطيع أن أقف منكسرة في يوم وعلي جبيني وسمة عار ." 

 

 

 

 

 

ـ عجزت بعدها عن الكلام .. تملكني الألم ولم أستطع كبح دموعي .. سباق الدموع انطلق من غير صفارة الانطلاق لم يستطع منعها .

أقترب مني قليلا ً ورفع يده ليمسح دموعي ..ولكني مسكت يده ..لم أستطع تركه يلمسني علي الرغم من احتياجي للمسة حنان تشعرني بالحب .. شعرت بأنني لا أستحق هذا الحب والحنان .

فجأة وسط بكائي رأيت سيف يقترب منا وهو يقول :

 

ـ أهلا ً بالحبيبان .

حسام :

ـ ألم يكفيك ما حدث .. ماذا تريد هذه المرة ؟.

سيف :

ـ أريد حياتكم .. ما فعلته غرضه إبعاده عنك ِ بعدها أخذك أنا .. ولكن لم تنجح  خطتي .. أنتم مرتبطين ببعضكم  .. إذا ً حان الوقت لنهايتكم .

حسام :

ـ شعرت بنفس الغضب الذي ملأ عينه في المرة السابقة .. شعرت بنذير يخبرني بأن مكروه سيلحق بنا .فجأة أخرج مسدسه ورفعه في وجه نور .. أسرعت ووقفت أمامه .. لم ينتظر  ليفكر أطلق الرصاصة لتسكن قلبي المجروح .   

 


 لم يعرف بأنه هكذا يرحني .. ولكن الخوف تملكني أكثر من الألم .. ماذا سيحل بنور ؟.. لكني لم أستطع الصمود .. سقطت علي ركبتي ولكن لست مذلول .

عيني تعلقت بعينها لأسمع طلقة .. ظننت أنه أطلق النار علي مرة ثانية .. لكنني وجدت عيناها اهتزت واندفعت الدموع منها.. بدأت في السقوط وعيناها معلقة بي .تأكدت حينها بأن نور ربما ستلحق بي .. الألم يزداد لا يتوقف .. شعرت بروحي تنسحب .. فأسندت علي جدار البحيرة .. وأحتضانتها  لأول مرة وآخر مرة .. امتزجت دمائنا .

نورهان :

ـ علي الرغم من أن الألم يعذبني .. إلا أن الموت كان الراحة لما يستنتج  بعد ذلك .. موتي بين أحضان حبيبي .. أتذكر لحظتها .

قلت له :

"ـ لكم تمنيت الموت بين أحضانك ".تملكنا الصمت في نفس اللحظة .. وجدنا أنفسنا هنا فقررنا الانتقام لمن فعل بنا ذلك .. فبدأنا نجمع أخبار عنه .. عرفنا أنه يعمل بتجارة المخدرات .. بدأنا نظهر له وهو نائم ونقول له :

" لن نترك أبدا ً مهما بعدت " .فيستيقظ مفزوع فيجدنا أمامه .. وفي كل مكان يذهب إليه يفتشه .. إلي أن وصل لحالة من الجنون .. والآن حان دورك في الانتقام . 

 

 

 

                              ..................... 

 

 

 

مروان :

ـ الخطأ لم يكن منك ولا نورهان .. أنتم المجني عليهم وهو الجاني .. ولكن أنتم أصبته بالجنون .. فماذا تريدوا بعد ذلك ؟.

حسام :

ـ يجب أن يأخذ عقوبته علي مقتلنا وتجارته للمخدرات .

مروان :

ـ وما الدليل علي أفعاله؟.

 نورهان :

ـ في الخزنة التي في منزله .. دليل مقتلنا أما المخدرات سيسلم شحنة قريبا ً .

مروان :

ـ إذا ً سيكون الانتقام من خلال حكم المحكمة .. تريدوا العدل بالقضاء ؟.. حسنا ً متى موعد التسليم وسأبلغ الشرطة ؟.

حسام :

ـ التسليم في الغد عند الفجر .. عرفنا ذلك قبل بدأ الحوار معك .. ماذا ستفعل ؟.. سنكون موجودين في نفس الموقع لنري العدل يتحقق .

سيكون التسليم في بداية الطريق الصحراوي .. الألم الذي شعرنا به يستحق أن نسعى لأجله .. رحلنا بدون ذنب عن أهلنا .

خرجت من البحيرة وتوجهت صوب التليفون العمومي في الشارع المجاور ، اتصلت بالشرطة وقلت :

ـ " أريد التبليغ عن موعد تسليم كمية كبيرة من المخدرات فجر اليوم .. عند بداية الطريق الصحراوي لإسكندرية  .. كما توجد معلومات عن الشحنة في خزنة سيف مراد .. القاطن في شارع البحيرة .. فيلا عشرين .

لم انتظر رد الضباط ، أغلقت الهاتف وتوجهت صوب البحيرة كي أذهب معهم ، حينما وصلت لم أجدهم فهرولت مسرعا ً ، ركبت تاكسي وتوجهت نحو الموقع ، وفي هذه الأثناء انطلق رجل الشرطة طبقا ً للأوامر ، بعدما حصلوا علي التصريح .

نزلت قبل الموقع كي لا تحدث صوت السيارة ضجة ، بمجرد ما وصلت وجدتهم موجودين ، علي فكرة لا يراهم غيري .

وصلت سيارتان جيب سوداء ، خرج من السيارة اليسر رجل يحمل حقيبة ، بينما خرج سيف من السيارة الآخر ، تقدموا وتبادلوا الحقائب .

برهة وانقض رجال الشرطة عليهم ، انقض عليهم مثلما ينقض الأسد علي فريسته ، لذا لم يكن لديهم فرصة للهرب ، فتمت عملية الانتقام الأولي بنجاح . 

 نورهان لم تكتفي بذلك ، أسرعت نحو سيف وهي تحمل حبل المشنقة ، صاح كالمجنون حينما رآهم ، بينما هم يضحكوا بشدة فآلامهم لا تمحي إلا بالعدالة .

جاءت اللحظة الحاسمة حينما توجه رجال الشرطة صوب الفيلا التي يملكها سيف ، بدأت عملية التفتيش منذ دخولهم ، يفتشوا إلي أن وجدوا الخزنة بغرفة المكتب ، أمره الضباط بفتحها فتوجه نحوها ويده ترتعش .

فالخوف يعلن عن تملكه حياته لأول مرة ، كانت الضربة القاضية هي خير ختام ، وجدوا أوراق لها علاقة بالشحنة وصور لحسام ونورهان والمسدس .

فسأله الضباط :

ـ أليست هذه هي المرأة اتهمت بمقتلها هي وحبيبها .. اثبت عدم تواجدك في البلاد .. أظن الآن الدليل موجود .. قدرك جعلني أكون نفس ضابط جريمة القتل .كل الشواهد وقتها كانت ضدك .. ولكن لم نملك وقتها الدليل .. لكن الأمر اختلف الآن .. قبض عليك بتهمة الاتجار بالمخدرات والقتل العمد .. نهايتك وشكت علي الانتهاء.

مروان :

ـ أمرت النيابة بحبس سيف والرجل الآخر إلي أن يتم التحقيق .. وأرسل المسدس للمعمل الجنائي .. اثبت أنه نفس المسدس المستخدم بجريمة القتل المزدوج .بدأت التحريات حوله إلي أن جاء تقرير المعمل الجنائي .. ليثبت صحة شك الضابط .. هو المسدس المطلوب .إلي هنا انتهي دوري .. اثبت عليه جريمة القتل والاتجار بالمخدرات .. وإدخال كميات هائلة  منها .. لم يكن أمامه فرصة .. الأوراق قضيت عليه .. عدت للبحيرة لأجدهم لأول مرة السعادة تتملكهم .


 فقلت لهم :

ـ الآن تم الانتقام وتحققت العدالة .. سيحكم عليه خلال الأسبوع القادم .. من سيكون التالي ؟

رد حسام وهو سعيد:

ـ السيد علاء .. لكنك تحتاج للراحة .. عد للمنزل وغدا ً تستمع له . 

 

 

 

                                      ................ 

 

 

 

                          انتظروا الأحداث القادمة مع السيد علاء وحكايته      




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !