7 ـ رسالة منتظرة
وها أنا أجلس مكاني أنتظره ، لقد طال غيابه عني :
ـ جنة ما أخبارك مع وسام .
ـ سمر لا أعرف ماذا أقول .. لم أراه سوي مرتان .. عام كامل مشحون بالحزن والبكاء .. عام أعيش مع الذكريات .. ذكريات اللحظات التي جمعتنا
فقالت روجينا :
هذا لا ينفع .. التعب وقلة النوم يظهروا عليكي .. بهذه الحالة سيصيبك مكروه .
ـ لا أستطع منع نفسي من التفكير فيه .. أسعد أيامي كانت معه .. لم أري الأحلام تتحقق إلا معه .. كلما سمعت أغنية أحس بأنه يغينها لي .
لطالما سمعت صوته يناديني .. أهرول نحو النافذة فلا أجده .. فأعود والحزن يفترسني .
فقالت سمر
ـ بهذه الحالة سيصيبك الجنون .. لما لا تذهبي وتريه .
ـ حاولت مئات المرات الذهاب كي أراها .. ولكن والدته تخبرني بأنه ليس موجود .. لكن قلبي يخبرني بأنه يسمعني .
أتحدث باستمرار بصوت عالي كي يسمعني .. ربما يشعر بي وبعذابي ويحدثني .. لكنه لم يفعل .
هل يستطع المرء أن يفقد حياته بهذه السهولة .. لا حياتنا شيدناها معا ً لن أتركه يهدمها هكذا مهما كان العذاب .
فقالت ليلي :
ـ أمازالت نغمات الشوق تنتظر من يغني علي أوتارها .. أمازالتي تقضي طوال اليوم أمام النافذة .. تنتظري مروره أمامك .
ـ أجل .. لو لا والدته لما رأيته .. كانت تشعر بالحزن والعذاب اللذان بداخلي .. لذا كانت تترك النافذة علي مصراعيه كي أراه .
وبالفعل بعد انقطاع .. وجدته ذات يوم مار أمامي .. وفجأة توقف .. وقفت أنظر إليه في لهفة وشوق .
كنت أتنفس بسرعة من الفرحة .. كانت أنفاسي تعزف لحن عذابي .. فسمعها .. لكم كنت أتمني حينها أضمه بين ذراعي وأحمل عنه العذاب والألم .
ردت عينه بنظرة غير مقصودة .. نظرة مملوءه بحب وحنان وعذاب .. عينه اشتاقت إلي .. وعيني اشتاقت له كثيرا ً .
لحظات تركت فيها عيني تحتضن عينه .. فإذا به يشعر بالضعف .. هرول هربا ًمني .. هرولت مثل المجنونة نحو الشرائط ابحث عن أغنية تعبر عن عذابي وحبي .
" ما في أعيش إلا معك " .. وضعت الشريط في الكاسيت .. أسرعت نحو النافذة فرأيت خياله .. يقف بجانبه .
كان حديث أصعب من أي حديث .. فلما يهرب مني ؟.. لما ؟.. واثقة من حبه فلما إذا ً ؟.
فقالت روجينا :
ـ من كثرة حبك يبتعد عنكي .. يرفض يعذبك معه .. حبه طاهر وقوي لذا يمنحه القوة علي بعدك .. امنحيه الوقت من يعرف ربما يعود إليكي في لحظة .
ـ يارب .. أتعذب في بعده عني .. نسيت اسأل ما أخبار منال ؟.
فقالت ليلي :
ـ بسبب عدم نجاح عملية التلقيح يرغب في الزواج للمرة الثالثة .. أرأيتم أكثر من هذا ظلم .. يرغب في طفل منه علي طبق من ذهب .. هذا الرجل يثير جنوني .
ـ الله وحده يعلم ماذا يحدث له ؟.
فقالت روجينا :
ـ أظن الوقت حان كي نخلد للنوم .
نزلت والحزن والآسي يعتصر قلبي ، لما لا يجيب علي ويريح قلبي المجروح ، أحبه ولا أتحمل فراقي عنه ، أحبه وأتمنى يعود لحضني .
ـ ـــــــ ــــــــــ ـــــــــــــ ـــــــــ ـ
استيقظت وأنا أتخيل أأسمع صوت كاسيت ، نظرت لخاصتي مغلق ، الصوت من عند وسام ، أول رسالة منذ زمن .
" اطمني هيجي يوم ونعيش سوي .. اطمني ، رسالة مملوءة بالأمل ، مازال يحبني .. مازال ، الفرحة وأنا اسمع رده علي لا يحتمل .
هرولت وغيرت ملابسي ، اتجهت صوب الباب كي أراه :
ـ جنة إلي أين ؟.
ـ إلي وسام .. ماما مازال يحبني .. لم يكرهني كما يقول أبي .. لم يكرهني .
ـ جنة انتظري .. وزياد ماذا ستفعلي معه ؟.
ـ اتركيه يصدم رأسه في أي حائط يريد .
ـ جنة لا أستطيع قولي ذلك لوالدك .
ـ سأخبره حينما يعود .
هرولت غير مصدقه ، فتحت الباب وطرقت باب شقته ، فتحت والدته الباب ، قبلتها وأنا أضحك وأقفز .
ـ جنة.. هل رد علي رسائلك ؟.
ـ أجل ..اطمني هيجي يوم ونعيش سوي .. بحبه ..
ـ وأنا أيضا ً بحبك وبحبه .
هرولت نحو غرفته ، فتحت الباب ببطء ، وجدته ممسك بصورتي وهو يبكي ، وقفت أمامه وجلست علي الأرض ، مسحت دموعه فلم يعد للدموع والأحزان مكان ، قلبه خفق بالحب من جديد ، قشعريرة الحب تملكتني أنا ووسام .
ـ كنت أعرف أنك ستأتي .
ـ أتيت كثيرا ً ولكنك رفضت لقائي .
ـ لم أحتمل أن تراني هكذا .
ـ لكن عذابي كان أكثر من بعدك .. قاسي وجاف .
ـ لم هناك فراق بعد الآن .
ـ ماذا حدث ؟.. أخبرني كل ما حدث من البداية إلي هذه اللحظة .
ـ في البداية وقبل أي كلام .. بحبك .. بحبك يا أجمل ملاك رأته عيني .. كيف كنت سأحتمل وقوفك أمامي ولا أراكي ..
ـ بحبك يا حبي العائد إلي أحضان قلبي .. بحبك يا روحي وقلبي وعمري .. بحبك .
ـ بعدما استيقظت وغرفت أنني فقدت بصري .. لم أستطع تحمل الأمر .. لم أستطع تخيل حياتي من دونك .. قلبي ليس له غيرك .
كيف ستكوني معي ولا أستطع رؤية ابتسامتك ؟.. كيف ستتحملي حياتك مع أعمي .. ألم يصعب تحمله .. أكبر ألم هو الاعتماد علي شخص .. أصبحت عاجز .
في لحظتها لم أملك سوي الابتعاد عنكي .. وبداخلي كنت علي يقين أنك ستنتظرني .. كنت انتظر عودتي لك .. ولكن بنظري كي أري وجهك .
استمريت علي العلاج كي أعود .. وبالأمس أخبرني الدكتور أنني سأخضع لعملية غدا ً إن شاء الله .. سيكون نجاحه بنسبة كبيرة .
لم أكن أريد أخبارك إلا عندما تراني أمامك .. لكن شوقك وعذابك أجبروني .. لم أستطع تحمل بعدك .
كنت اسمع بكاءك المستمر وأنينك بغرفتك .. أسمع نداءك .. ورسائلك .. وإذا لم أسمعها تخبرني أمي .
كل لحظة مرت علي في بعدك .. كانت بمثابة الموت .. لكن من الآن سأصبح إن شاء الله بجانبك .. بمجرد نجاح العملية سأتمم الزفاف .
أكملت الفيلا .. تذكري الأثاث .. مصحوبة بشرائط مسجل عليها عذابي .. سأعطيها لكي بعد الزواج .. لتحرقيها بنفسك .. حتي لا نتذكر لحظات الألم والعذاب .
ـ لقد أخبرتني أن العملية ستتم غدا ً .
ـ أجل صحيح .
ـ حسناً سآتي معك .. ولا تقول لا .. لن أسمعها بعد اليوم .
ـ حسنا ً وأنا طوع أمرك سيدتي .
ـ بحبك .
ـ ألن تخبرني ما حدث معك.. لقد سمعت أن والدك أجبرك علي فسخ خطوبتنا .. وتمت خطوبتك برجل أعمال كبير يدعي زياد .
ـ أجل لقد تم ذلك .. ولكي أخبرك ما حدث .. يجب فتح قبو الماضي .. مازالت لا تريد.
ـ افتحي القبو وأخبرني بما يحتوي .. أريد معرفة لما يحتمل نفورك وعدم مقابلتك له .
ـ حسنا ً سأخبرك .
ـ وأنا مستمع .
ــ ــ ــ ــ ـ ــ ـــ ـ
انتظروا الأحداث القادمة
التعليقات (0)