مواضيع اليوم

جمهورية سيرياتيل: اصلاح ويموقرطية برعاية سيرياتيل

خلف علي الخلف

2009-04-18 10:43:30

0

 جمهورية سيرياتيل: اصلاح ويموقرطية برعاية سيرياتيل

بعد توقيع اتفاق الشراكة السورية – الاوربية باحرفه الاولى، وبعد الحديث الاخير أن العائق أمام إقرار هذا الاتفاقية (كان) فنيا ، وتمثل بعدم ترجمة الاستجابات السورية لمتطلبات هذه الاتفاقية ترجمة احترافية للغة الانكليزية (تصوروا دولة لا تستطيع ترجمة 400 صفحة ) ليصار إلى ترجمتها الى بقية اللغات الاوربية. وقد تضمن اتفاق الشراكة هذا بندا عن حقوق الانسان في سوريا، وضع مراعاة لجماعات حقوق الانسان والمجتمع المدني ( في اوربا طبعا وليس في سوريا فـ صوتها في سوريا لا يصل لاحد ) على ما رشح من احد اعضاء الوفد الاوربي لاحد اعضاء الوفد السوري.

وتبدو الحكومة السورية (ويستخدم هذا التعبير اصطلاحا فحكومتنا لاتملك تقرير شيء كما هو معلوم للقاصي والداني وتأثيرها في سياسة البلاد لا يتعدى تأثيري في قضية الشرق الاوسط) في الاعلام الرسمي والاعلام الخارجي ايضا، انها تحث الخطى نحو الاصلاح الشامل (على وزن السلام الشامل ) إلا ان هذا الحث للخطى لازال متسمراً في مكانه منذ اكثر من عقد من الزمن رغم كل الضجيج والقرارت والمراسيم والقرارات المضادة مما حدا باحد الكتاب ان يطلق على فترة حكم الرئيس بشار الاسد ثورة المراسيم.

وتبدو هذه الحال الراكدة اشبه ببكرة خيط مشربكة الكل يحاول ان يمسك براس الخيط الا انه لا يجده وهكذا الكل يتسلى بفكفكة بكرة الاصلاح المشربكة ولا احد يعرف من اين يبدأ وهذا هو التصور المحايد لشخص يثق بما يقوله اركان النظام اما التصور الحقيقي فهو معروف للسوريين. ويشبه الامر لغويا ايضا عيي يتأتأ في الحرف الاول لمفردة اصلاح ولا يستطيع نطق سوى الحرف الاول منها. 

اما والامر كذلك فاننا نعتقد ان الاصلاح بحاجة الى جهة راعية اذا اريد له ان تزال الحبسة من نطقه ولا اجد غضاضة في القول انه وبناء على التزامنا بالسيادة الوطنية وعدم التدخل الخارجي ( والداخلي: المعارضين الذين لهم اجندة مشبوهة !! ) بشؤوننا فإن الجهة الراعية يجب ان تكون وطنية ( بمعنى محلية وليس مشتقة من مفهوم الوطنية ) ولا أجد جهة قادرة على تحمل هذا العبء سوى سيرياتيل. 

من هي سيرياتيل المقترحة كجهة راعية للاصلاح؟

سيرياتيل هي شركة الاتصالات المشغلة لخدمة الهاتف النقال (وتشاركها شقيقتها سبيستيل التي تحولت إلى اريبا وتعود لنفس المالك في خبر غير مؤكد!! ولكم ان تتخيلو ان شركة اتصالات لا يعرف شخص اهتم بموضوعها من هو مالكها!!! وسنشير في كل تعبير لاحق الى سيرياتيل فقط دون الاشارة الى شقيقتها لاننا نؤيد وجهة النظر التي تقول انهما لنفس المالك ) وحازت هذه الشركة على عقد التشغيل الاحتكاري في مطلع الالفية هذه ويستمر العقد لمدة 15 عاما وكعقد احتكاري حتى عام 2008ودفعت للدولة مقابل هذا العقد مليار ليرة ( مايعادل اقل من 4 مليون دولار ) وقد اثير كثير من اللغط حول هذا العقد. 

وقد اعد عضو مجلس الشعب والسجين لاحقا (افرج عنه مؤخراً ) رياض سيف تقريرا مطولا ناقشه في مجلس الشعب يشكك في الالية التي تم ارساء هذا العقد من خلالها على هذه الشركة كما يؤكد ان هذا العقد فوت على خزينة الدولة حوالي اربعمئة مليار ليرة سورية (الدولار يعادل 55 ليرة ) وكان نتيجة هذا التقرير حسب راي الشارع السوري هو زج رياض سيف في سجنه تحت يافطة اخرى هي المطالبة بتعديل الدستور. ويزيد على هذا بعض الذين يؤمنون بذراع هذه الشركة الطويل انها السبب في سجن صحفي سوري يعمل مديرا لمكتب احد الصحف العربية في دمشق بعد كتابته لعدة تقارير لصحيفته عن هذه الشركة وشقيقتها وخصوصا خلافها مع رجل الاعمال المصري نجيب ساويرس الذي اسفر عن (تشليحه ) حصته في الشركة. وقد تم اتخاذ ذريعة لسجن هذا الصحفي نشره خبرا لاقامة سوريا مخيمات لاستقبال اللاجئين العراقيين قبل حرب الاطاحة بصدام، وقد كان هذا الخبر صحيحا ومؤكدا حسب شهود عيان في حينها. 

سيرياتيل وطرح أسهمها للإكتاب العام:

في الفترة القريبة الماضية طرحت هذه الشركة 10.5 من اسهمها للاكتتاب العام ورغم فشل الاكتتاب الا ان الشركة مددته الى حين اخر وتوجهت الى السوريين في المغتربات ليكتتبوا باسهمها. وكان احد الاسئلة المهمة التي لم يستطع الاجابة عليها حتى مسؤولون في الحكومة هو كيف تطرح الشركة اسهمها للاكتتاب العام وهي شركة متعاقدة مع الدولة حسب نظام بوت (بناء - استثمار – اعادة للدولة ) فقد قالت الشركة في موقعها الالكتروني انها تعيد الشبكة للدولة وليس الشركة ولا نعلم ماهي الشركة بدون الشبكة، ولا يدري احد على أي اساس تم تقييم الشركة التي صدرت اسمهمها بقيمة اسمية هي 25 ليرة وبعلاوة اصدار هي اربعمئة ليرة فقط لا غير.

ولا كيف تم تقييم السهم طالما ان الشبكة ستكون مملوكة للدولة بعد حين ولا ولا .. ومن اطرف ما سمععنا حلا لهذه المعضلة هو قول احد المسؤولين ان الاسهم المطروحة تخص شركة كمبيوتر ستقوم بانشاءها الشركة

ولا حاجة لذكر ان مالك هذه الشركة هو رجل الاعمال الشاب رامي مخلوف ولا كذلك لصلة قرابته بالرئيس السوري فهو ابن خاله وهذا معروف للقاصي والداني.

آلية عمل سيريا تيل:

لقد فرضت سيرياتيل اجورا مرتفعة مقابل خدماتها نظرا لاحتكارها للسوق بدأ من اجور المكالمات مرورا بالاشتراك الشهري وليس انتهاءا بالميزات التي يطلبها المشترك فقد فرضت رسما على ميزة اظهار رقم المتصل

الذي تقدمه كل شبكات العالم مجانا ويثير هذا تذمر واحتجاج " المواطن " السوري دائما الا انه كما هو معلوم رايه لا ياخذ به دائما أيضاً.

الا ان هذه الشركة اقامت مراكز خدمات راقية جديدة على المواطن السوري بدءا من الات تنظيم الدور بالارقام الى ابتسامة الموظفات الساحرة والانيقة وليس انتهاءا برجال امن الشركة ذوو البدلات الانيقة والموحدة

ولا كذلك اللغة اللبقة التي يستخدمها موظفو الاستعلامات الهاتفية لديها، محترمين المتصل اشد احترام حتى ليحسب نفسه شخصا مهما بعد اتصاله بهذه الشركة.

النشاطات الاجتماعية لسيرياتيل:

ان الاموال الطائلة التي تجنيها الشركة من" المواطن" السوري عبر هذا العقد الاحتكاري جعلها تفكر بالجانب الاجتماعي لبيئة عمل الشركات (على الطريقة الاوربية ) فقد اصبحت تصرف الاموال بسخاء منقطع النظير على النشاطات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفنية

ولا يبدأ هذا ببيئة العمل التي توفرها لموظفيها ولا بالرواتب المجزية التي ياخذونها ولا بالميزات التي تمنحها لهم وقل نظيرها في القطاع العام والخاص السوري.

فقد اصبحت سيرياتيل الراعي الرسمي لكل النشاطات الفنية في سوريا وقد وقفت بقوة "خلف " رويدا عطية ايام برنامج سوبر ستار العرب اضافة الى رعاية حفلات غنائية لمطربين عرب اخرين في سوريا دفعت لهم بسخاء لم يألفوه من " أي جهة سورية " اخرى.

وقد رعت سيرياتيل كذلك الرياضة (دورات / بطولات/ مباريات) بل انها ابتكرت دورات رياضية خاصة بها

وكذلك احدثت هذه الشركة منح دراسية داخلية وخارجية وهدايا للمتفوقين خصص لها التلفزيون الرسمي ساعات طويلة لبثها. وكذلك تقيم هذه الشركة يوما وطنيا للتشحير يقوم كل موظف منها بزرع شجرة لتجعلنا نتنفس هواءا نقيا. ومن اخر ابداعات سيرياتيل في الجانب الاجتماعي/ الديني انها اراحت " المواطن " المؤمن من عناء البحث عمن يعطيه زكاة الفطر فقط على المؤمن ان يتصل بسيرياتيل لتخصم منه مبلغ الزكاة لتوزعه هي على الفقراء بمعرفتها. 

اثر سيرياتيل على النشاط الاقتصادي:

تمثل سيرياتيل قطاعا حيويا محرضا في الاقتصاد " الوطني " وقد احدثت امتدادات خلفية وامامية لها في هذا الاقتصاد فقد وفرت اضافة لفرص العمل المباشرة الاف فرص العمل غير المباشرة الا انها احساسا بالمسؤولية (التاريخية) الملقاة على عاتقها لم تكتف بهذا بل باشرت الى المساهمة المباشرة في تحريك قطاعات اقتصادية اخرى ستظل راكدة لولاها، فهي الان المعلن الرئيسي لدى شركات الاعلانات الطرقية وكذلك في الصحف الحزبية والخاصة والحكومية وذلك رغم ان عقدها احتكاري بالتالي ليست بحاجة للاعلان لان لامنافس لها الا انها احساسا بواجبها اتجاه هذه الشركات والصحف المسكينة تنشر هذه الاعلانات رغم انها تعرف مثلا ان صحافتنا الحكومية والحزبية ايضا لا احد يقراها. 

سيرياتيل  والشارع السوري:

رغم كل ماذكرناه انفا عن سيرياتيل واياديها البيضاء على " المواطن " السوري إلا أنها غير مرضي عنها من قبل الشارع السوري ويتداول الناس الاحاديث شفاها عن هذه الشركة ونقول شفاها لانه من غير المسموح تناول هذه الشركة في الصحافة ووسائل الاعلام المحلية إلا على استحياء وبأمور هامشية : احتجاج على تعثر الاتصال مثلا... حتى ان وزارة التقانة أعدت تقريرا يستشرف مستقبل التقانة والاتصالات في سوريا ويطالب بالغاء العقد الاحتكاري لهذه الشركة بناءا على وصول رقم المشتركين لسقفه المحدد في العقد وتخفيض اجور المكالمات واعباء الاشتراك على مشتركيها الا ان التقرير سحب من التداول.

اذا فالسوري الذي معروف عنه " النق " ولا يعجبه العجب (وهي اسطورة شفهية بائدة عن السوريين لانهم مساكين لم يستيطيعوا الا ان يعجبوا بكل العقود الاربعة المنصرمة والعقود القادمة التي لا يعرف احدا على وجه الدقة متى تنتهي ) لم يعجبه حتى إعلان سيرياتيل الاخير " سيرياتيل كانت معك والان صارت إلك " فيتداول أحاديثا شفهية عن هذه الشركة ومن نافل القول انها لاتؤثر على مسيرة الشركة المظفرة إلا أنه يمكن ذكر عينة على هذه الأحاديث : أحد الاصدقاء كان يتحدث عن احد الصحفيين الناشطين في كشف بعض " الفسادات " الصغيرة في بعض الدوائر الحكومية، وفي معرض الحديث قال مازحاً تريدون تخلصوا منه ؟؟ قال البعض كيف؟ فرد: نزين له أن يكتب عن سيرياتيل ولن تروه بعدها... وبعد الضحك الكثير قال احد العقلاء: لا تحسبه وصل لهذه الدرجة من الجنون وحتى لوكان مجنونا فعندما تذكر له هذا الامر سيعود لرشده.

وفي تحليل أسباب ارتفاع صوت الناس في الحديث جهاراً عن الوضع في البلد قال أحد (المحلليين): لأمر ابسط مما تتخيلون فقد كان سابقاً " الحكي ببلاش " لذلك تحاسب عليه الاجهزة الأمنية أم الان الحكي اصبح ثمنه مدفوعا نقداً عبر سيرياتيل لذلك اصبح هناك تشجيع على الكلام لأن جزء منه سيتطلب استعمال الهاتف النقال كمواعيد التجمعات ... الخ الخ.

سيرياتيل والإصلاح:

تبرز سيرياتيل كأبرز ناشط في الإقتصاد السوري الحديث، وليس فقط لأن مالكها شاباً في بداية الثلاثينات من العمر، بل من حيث الحجم والقوة والعمالة المشغلة والمردودية على رأس المال المستثمر، وبالتالي يجب أن تكون أحد مستندات الحرس الجديد وفق التعبير الدارج(قبل انشقاق خدام ) في التحليل السياسي الذي يخص الشأن السوري، وعليه فإننا نرى أن هذه الشركة يجب أن ترعى مشروع الاصلاح المتعثر وتدعمه، صحيح أن "رويدا عطية "لم تنجح رغم وقوف هذه الشركة خلفها ورغم أن المسابقة كانت تجري في لبنان الشقيق " سابقاً " إلا انها يمكن ان تجعل مشروع الاصلاح السوري يزيل كل العقبات الكأداء من أمامه لأنها قوية وقادرة على إزالة كل الحرس القديم (والجديد أيضاً ) فقط يجب أن يضمن لها احد أنها ستظل تحتكر البلاد والعباد.

خلف علي الخلف

 

18/3/2006 إيلاف


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات