علينا أن نُذكِّر جماعة الأخوان بأنها وإن كانت تظن أنها تعرف كيف تؤكل الكتف فعليها أن تعود لذاكرتها عندما تعاونت مع الملك فاروق فكان الشعار وقتها "الشعب مع النحاس" فإذ بالجماعة ترفع شعار "الله مع الملك ! " قبل أن ينقلبا على بعضهما البعض وكان إغتيال الإمام حسن البنا ، وبعدها حاولت الجماعة مرة أُخرى مع جمال عبدالناصر وتكرر نفس ما حدث والذى نعلمه جميعاً .. لذلك علينا فقط أن نُنبه الأخوان إلى أنه وإن كانت الجماعة تظن أنها تُجيد كيفية أكل الكتف فعليها أن تتذكر أن الكتف فى الأعم الأغلب للأسف كانت مسمومة !.
كثير من الأشياء كتبناها منذ سنوات ونراها الآن أمامنا ، ومنها تلك المشاركة التى كُتبت من خمس سنوات بالتمام والكمال تحت عنوان "مصر بيضة مقشرة .. والجماعة فى الخص عينيها بتبص" ونشرتها جريدة "الميدان" المصرية فى عددها 690 الصادر بتاريخ 31 يناير 2007 وتوقعت أن تحصد جماعة الإخوان المسلمين ما سوف يزرعه الآخرون والآتى هو نص ما قلته (( ما نعيشه الآن فى مصر هو نتاج ثغرة سياسية ونتائجها واضحة لكل عين فاحصة ولكن حتى الآن لا تريد أن تعترف بها المؤسسات الحاكمة . حدثت الثغرة عند بدء إحلال الحرس الجديد بالحزب الوطنى مكان الحرس القديم الذى كان يشتهر بقبضته الفولاذية على كل مناحى الحياة فى مصر وكان متمسكاً بمكانه ولا يريد أن يتزحزح عنه ولكن مع الأيام وبعد أن تم أخذهم فرادى استسلموا للأمر الواقع وتركوا أماكنهم وهم يقهقهون فى أعماق نفوسهم قائلين " بكرة نقعد على الحيطة ونسمع الزيطة " وهكذا تحمل الحرس الجديد مسئولية كبيرة وأكبر من حجمه وخبرته وحملوا تركة ضخمة من الفساد والمحسوبية والاستبداد فكيف يكون - للغربال الجديد شدة - مع عدم وجود خيوط لهذه الشده !! وإن كان الحرس الجديد يتميز بعضهم بالفكر ونظافة اليد إلا أن هناك أيضا الكثير منهم من تربى وترعرع وتربح بمساعدة الحرس القديم لذلك يمكن اعتبار هؤلاء أبناء بالتبنى للحرس القديم - يعنى طلعنا من حفرة الحرس القديم وقعنا فى دحديرة الحرس الجديد - ومع ظهور هذه الثغرة ومع تردى الأوضاع فى جميع المجالات وظهور عوامل مساعدة استغلتها بذكاء الصحف المستقلة وكوكبة جريئة وشريفة من كتابها ورؤساء تحريرها وبدأت هذه الصحف تتفاعل مع القارىء وبدأت تكتب عن الفساد فكسرت بذلك حاجز الخوف ويجب ألا ننكر العامل الذى لم يستمر طويلا وهو الضغوط الأمريكية لنشر الديمقراطية وظهرت أيضا حركة كفاية والتى ساعدت أيضا فى إتساع ثغرة الديمقراطية و النتيجة التى كسبها المجتمع من هذه الثغرة هذا الحراك السياسى الذى نراه أمامنا لذلك يجب أن تتوحد جميع القوى السياسية حتى لا يتقهقر هامش الديمقراطية وتخسر بعض الأمتار القليلة التى حصلت عليها بشق الأنفس وحتى يتم الوصول للديمقراطية الحقيقية التى أمامنا الكثير لنصل إليها .
وعلى القوى السياسية أن تعلم أن الحكومة لا ترضخ إلا لمن يلوى ذراعها ليا أقرب لتحطيم ضلوعها مثل - العمل الحضارى - الذى قام به عمال المحلة والذى زلزل الحكومة زلزالا شديدا وإن بدا مكتوما .. والمشكلة أن المسئولين ما زالوا يتعاملون بالعقول والأفكار القديمة وكأنهم لا يرون أن الناس لم تعد ترضى بالظلم لأنها ملت وسئمت منه لكثرته ولكن هناك سؤال ما إذا إكتملت أركان الديمقراطية فى مصر فما هى التوقعات المحتملة ؟! التوقع هو أنه بعد أن تصبح البيضة - مصر - مقشرة لن يلتهمها سوى جماعة الإخوان فمع أنها أكبر جماعة فى مصر إلا أنها لم تفعل شيئا يساوى حجمها .. فالجماعة - قاعدة فى الخٌص وعينيها بتبص - وستحصد بإنتهازية ما زرعه غيرها .. فبعد أن جرب الشعب المصرى حفرة - الحزن - الوطنى مكتوب عليه فى المستقبل أن يجرب " دحديرة " الإخوان المسلمين. ))
التعليقات (0)