جلود تدر دخلا
كنت أشاهد عبر التلفاز أحد البرامج الحوارية ،
ضيوف البرنامج المهندس / فلان " ذو اللحية المرسلة " رئيس أحد الأحزاب و المهندس / علان " ذو اللحية المشذبة و المهذبة " رئيس حزب اخر .
و كان الموضوع حول مدنية الدولة ، و الدولة الدينية ، و الدولة ذات المرجعية الدينية .
مذيعة البرنامج أو المعد حدد ضيوفه على أساس أنهما وجهتى نظر .
و أجتهد الضيوف فى محاولة ابراز هذه الفكرة أنهما غير متطابقى وجهات النظر .
معرفتى بالاثنين منذ منتصف السبعينات . و قراءتى فيما يطرحانه من أفكار . و تمسك أحدهما بالآراء المتشددة و سلوكيات العنف والتى دفع ثمنها أحلى سنين عمره داخل السجون .
بينما تنقل الآخر بين الأفكار و الهيئات و الجماعات المعلنة و السرية من الجماعات الاسلامية الى الجهاد الى الاخوان المسلمين الى الاسلام الوسطى جعلته نجما من نجوم الشباك و ضيفا شبه دائم على قنوات التلفاز .
أعلم ، و يعلم كثيرون غيرى أنهما شخص واحد . لن أقول وجهان لعملة واحدة لأنه فى الأصل لا توجد عمله . و جميعهم تلاميذ نجباء لتنظيم الاخوان . فقط ما يقومان به هو مجرد توزيع أدوار .
و ما كثرة الأحزاب الدينية – الاسلامية تحديدا – الا استنتاج لفكرتى . فهل لو كانوا متفقين لكان حزب واحد يجمعهم جميعا . و الا ، علام الاختلاف . هل هم مذاهب و فرق مختلفة .
انها حيلة قديمة جدا كنا نفعلها أيام انتخابات اتحاد الطلاب فى الجامعة – و لعلهم لو قرأوا سيتذكرون – حيث كنا نقوم بترشيح أعداد كبيرة فى السنوات الدراسية المختلفة . ثم يقوم بعضهم بالتنازل عن الترشيح ترضية لمرشح معين و فى المقابل يكون الثمن أن يتنازل بعض الخصوم أمام أحدنا أيضا . و سوف تأتى الانتخابات التشريعية القادمة لتؤكد صدق استنتاجى .
و أنا أتابع الكذب العلنى و الكلمات الممجوجة و المستهلكة و الحديث عن التزامات دينية و أخلاقية – غير موجوده لدي كثيرين منهم – .
أثناء متابعتى ، قرأت شريط الأخبار أسفل الشاشة و كان الخبر الذى أستوقفنى " فتاة المانية تنجح فى اختراع ماكينة تنتج جلودا بشرية " .
تمنيت أن تناقشهم المذيعة فى هذا الخبر كى تسمع و يسمع و يرى المشاهد عن آراء الحرام و الحلال و عن الغرب العلمانى . و عن الا جتراء و الإفتراء على خلق من خلق الله عز و جل و تمنيت أن أسمع منهم ماذا أخترعوا هم .
بل سألت نفسى من أين لهم بكل هذه المصاريف لتأسيس الأحزاب و من أين لهم مصاريف السعى عبر القطر جيئة و ذهابا . بل و سفريات الى الخارج ، و هم بلا عمل محدد يدر دخلا .
زالت حيرتى ، حين اعملت الفكر بنظرية المؤامره .
فليس من قبيل المصادفة أن يكون خبر المصنع أثناء ضيافتهما ، و قلت لنفسى أوليسا مهندسان ، لعلهما شركاء لهذه الفتاة الألمانية فى مصنع انتاج الجلود البشرية .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)