يحيا عنصرى الأمة معاً فى الضراء قبل السراء ويعانون ويهُزمون وسوياً ينتصرون ، نقف فى الطوابير وفى الأتوبيسات ونغرق فى العبَّارات وفى المعديَّات ونُحرق دون تمييز فى القطارات ، وتعالوا إلى مدينة فاقوس لتروا كيف نشترى ونبيع ونتعامل ولا نشعر بفرق بيننا ، ونعانى معاً من الفساد والرشوة والمحسوبية والتمييز وكذلك الإنتقائية ، ثم نأتى اليوم ونطلق خطئاً على جرائم جنائية محضة أنها فتنة طائفية ، فمأساة نجع حمادى ورغم قسوتها وشناعتها فهى جريمة جنائية إمتزجت فيها الدموع والدماء وإن كانت دوافعها إلى حد ما مجهولة فهى غير مبررة على الإطلاق ، ونحن نعلم أنه لا تزر وازرة - واحدة - وزر أخرى فما بالنا لو كانت الأُخرى أوزاراً كثيرة وليست واحدة ، نعوم معاً فى بحار من التدين الشكلى ونغرق فى معاملات بعيدة عن تعاليم السماء ، فرغم أن القطة تعلم الحلال من الحرام إلا أننا نعيش فى حالة إسهال من الفتاوى الدينية الغريبة بسبب سبوبة عدد غير قليل من شيوخ ومستشيخين جدد يقتاتون من قنوات فضائية دينية تغرف من زكاة – أو غسيل - أموال الآبار البترولية الخليجية ، لقد فتشنا فى عقل وضمير كل إمام لزاوية أو مسجد لا يسمعه ولا يراه فى أفضل الظروف سوى عشرات المصلين وتركنا مستشيخى الفضائيات الذين يراهم ويشاهدهم الملايين دون أن ندرى شيئاً عن مؤهلاتهم العلمية أو صحة قواهم الفكرية ، لذلك لا أرى مبرراً لأن يقدم أحدنا إعتذاراً أو عزاءاً فالمأتم مأتمنا والمصيبة مصيبتنا جميعاً .
التعليقات (0)