قد يستغرب البعض من عنوان المقال الذي يدور محوره حول شخصية فرضية وانا متأكد من وجود مصاديق قد مرت وتمر بتجربة تلك الشخصية الفرضية, ولكي نوضح الفرض نرمز لهذه الشخصية بأسم وهو ( زيد), زيد كان على غير دين الاسلام وبعد البحث والفحص والتدقيق وجد ان الدين عند الله الاسلام فدخل الاسلام, وبعد دخوله الاسلام تفاجئ بوجدو فرق وطوائف ومذاهب متعددة في الاسلام, وكل فرقة وطائفة تدعي الاحقية والارجحية والقرب لله سبحانه وتعالى.
فقرر زيد ان يبحث ويدقق ويفحص عن الطائفة او المذهب الاقرب لله سبحانه وتعالى وحسب بحثه واستقراءه توصل زيد الى ان مذهب التشيع هو المذهب الحق, لكنه تفاجئ مرة أخرى بأن هذا المذهب أيضا فيه فرق متعددة!!! بين مغالين و بترية و اخبارية إمامية اثني عشرية ووو, فقرر البحث والفحص عن الفرقة التي تمثل الخط الالهي والرسالي وتسير بنهج هذا الخط, وبعد البحث والفحص وجد ان الشيعة الامامية الاثني عشرية هي الاقرب لله سبحانه وتعالى لانها تقر بولاية الائمة المعصومين عليهم السلام جميعا من بعد الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ولكن زيد تفاجئ مرة أخرى ان هذه الفرقة او الطائفة أو المذهب توجد فيه شخصيات ورموز تحمل عنوان المرجعية, ووجد زيد انه ملزما بحكم العقل والشرع ان يقلد شخص يسمى " المرجع " يأخذ منه الفتوى التي من خلالها تصح المعاملات والعبادات, لكنه وجد الكثير ممن يحمل عنوان المرجع ويقول بأنه الاعلم!!, فأصبح زيد في حيرة إذ وجد ان جميع المراجع يقولون (يجب تقليد الاعلم) وتكمن حيرت زيد في كيف يعرف من هو الاعلم من بين هؤلاء المراجع ؟؟!!.
فقرر ان يبحث عن الآلية أو الطريقة المثلى التي تساعده في اختيار وتشخيص المرجع الاعلم الجامع للشرائط, فوجد ان الجميع يقول ان الاعلم يتم تحديده عن طريق شهادة أهل الخبرة وعن طريق الشياع بالاضافة الى شهادة المرجع السابق للمرجع اللاحق بالاجتهاد, فبقي زيد في حيرة من أمره أيضا فكل من تصدى لعنوان المرجعية يمتلك تلك الشهادة " الاجازة" بالاجتهاد, وكذلك يوجد لكل واحد منهم من يشهد له من أهل الخبرة وأيضا له شياع, فإحتار زيد كيف يشخص الاعلم من بين هؤلاء!!؟؟, لانه أولا وجد ان هناك تعارضا بين أهل الخبرة والشياع في الاشارة للأعلم وبحكم العقل اذا حصل التعارض بين اهل الخبرة فإنهم يتساقطون وكذا الحال بالنسبة للشياع, وثانيا ان الشياع وأهل الخبرة وحتى الاجازة التي حصل عليها فلان مرجع ليست حجة عليه لانه كان على غير دين ولم يتعايش مع أهل الخبرة ولا الشياع ولا من أجاز هذا المجتهد أو المرجع, فما هو الطريق الصحيح والاصوب والافضل والذي يوصله الى الاعلم بدون أي تعب وعناء وتعارض ؟؟!!.
فقرر زيد أخيرا ان يلجأ الى البحث بالجانب العلمي من حيث الاصدارات الاصولية والبحوث الفقهية والتقريرات التي كتبها كل متصدي لأستاذه "كون كل متصدي يقول عندي بحوث اصولية وفقهية استدلالية وهي دليل اجتهادي وأعلميتي" فوجد هناك من المراجع من لايملك أي بحث فقهي استدلالي او تقريرات لأستاذه أو اي شي اخر وانما مجرد مؤلفات نثرية غير علمية او مؤلفات مأخوذة من أشخاص أخرين ونسبها لنفسه, والبعض الاخر لديه مؤلفات اصولية وبحثو فقهية استدلالية لكنها قد تعرضت للنقض والاشكالات الامر الذي ادى الى فقدان صاحبها سمة وصفة الاعلمية دون ان يدافع عنها أصحابها ويدفعون تلك الاشكالات والنقوض, ووجد من بين هؤلاء شخص واحد لديه بحوث اصولية واخرى فقهية استدلالية مع تقريرات لأستاذه, وكذلك بحوث اصولية عالية فيها اشكالات ونقوض على من تصدى لعنوان المرجعية, كما انه لاحظ عدم وجود أي رد على هذه الاشكالات, وأيضا لم يصدر من البقية اي اشكال تجاه ما ألفه هذا المرجع من بحوث أصولية أو بحوث فقهية استدلالية, فحصل الاصمئنان التام عند زيد لذلك المرجع وقرر أن يقلده, وأخيرا اهتدى زيد بعد ذلك العناء الطويل والبحث المرير لذلك المرجع الاعلم الجامع للشرائط الذي من خلاله تصح معاملاته وعباداته .
https://www.youtube.com/watch?v=Dq2AVvkmIRk
الكاتب :: احمد الملا
التعليقات (0)