بالقرب من حيث اسكن يوجد مدرسة ابتدائية بنين كانت محاطة بسور حديدي
يكشف ما بداخلها بحيث يمكن لكل من تصادف مرورة بجانبها ان يشاهد التلاميذ
ويسمع اصواتهم وهم يلعبون في باحتها وفنائها في منضر يشعرك بتواصل
المدرسة ومن بداخلها مع البيئة المحيطة ويكشف لك مابداخل المدرسة وكان
مشهد التلاميذ وهم يؤدون انشطتهم الرياضية او يستمتعون باللعب اثناء الفسح
اكثر من رائع وحقيقة كنت استمتع بصيحات وضحكات التلاميذ كلما مررت بالقرب منها
ولكن بعد مدة وجدت ان تلك الاسوار تم تغطيتعا بالكامل ولم تعد تري مابداخلها
وكانك تمر بجانب مدرسة للبنات وليس للاولاد او ثكنة عسكرية ولا اعلم من المسئول
الذي امر بذلك ولا الحكمة منها ولكنها نبهتني الى حالة تعترينا يمكن ان اسميها
مجازا ثقافة الاسوار والتي نبالغ فيها بشكل كبير ونطوق بها حياتنا وابنائنا
ونجعلهم يعيشون في دوائر من الاسوار العالية حتى انعكس ذلك علي نفسياتنا وتعاملاتنا
مع بعضنا البعض وازدادت نوايا الشك والريبة بين الناس فاصبح الجار يبنى جدار من الاسمنت
ثم يزيد علية بمثلة من السواتر الحديدية واصبحت فوبيا الخصوصية المنشودة
هاجس وعادة انتقلت الى الاماكن العامة والا فماهو الداعي ان يكون هناك اسوار علي
الحدائق والمستشفيات والمدارس والادارات الخدمية غير الحساسة واللتي لاتستدعي
كل ذلك الكم الهائل من الاسوار المحيطة بها , امر احيانا ببعض القري القديمة المهجورة
واتامل في بيوتها فلااشاهد تلك الاسوار التي نطوق بها منازلنا اليوم سوى بعض الارتفاعات البسيطة التى لاتتجاوز
منتصف جسم الشخص الواقف مع مافيها من التقارب والتلاصق بين جدران تلك المنازل
الا انهم لم يشغلوا نفسهم بتلك الاسوار وتلك الاوهام التي نخفي خلفها اسوار حياتنا اليوم
التعليقات (0)