ثقافة الانبطاح ياسعادة السفير
كثير هي الأمور التي تعودنا عليها في حياتنا وجعلناها منهج نسير عليه لا نقيم بها ذواتنا فضلاً أن نحكم بها على أنفسنا فقط بل نجبر الآخرين عليها حتى لو خالفت الدين أو العرف أو التقاليد والأدهى أن لا نفرق بين أمر وواقع وعمل نقوم به خلال فترة زمنية معينة أو خلال فترة من اليوم كتلك التي نزاول فيها أعمالنا الوظيفية فكثير منها تنتهي حين ينتهي الدوام أو الأعمال التي نزاولها خارج وقت الدوام لذا لابد أن تعرف عندما تخرج من عملك فأنت مواطن يجب عليك أمور ولك كل التقدير والاحترام وليس للناس علاقة بمن أنت خلال الدوام الرسمي سواء كنت قائد أمن احد الأسواق التجارية الكبرى أو إنشاء الله موظف كاشير.
والأدهى أن تفرض أمر من الأمور على موظفيك أو زوجتك وأبنائك أو زملائك لأنك كنت تقوم به في عملك السابق أو في بيت أهلك أو حتى أمام زملائك الآخرين أيام المراهقة .
سفير سعودي سابق عمل فترة طويلة في السلك العسكري ثم كرم بتعيينه سفيراً جمع موظفيه دبلوماسيين ومحليين ليعلمهم شيئاً مما علمته الحياة وكان الهاجس الأمني متقداً تلك اللحظة ليخبر الجميع انه في حالة أي هجوم أو أي نوع من التدهور الأمني فعلى الجميع الأنبطاح حتى زوال الخطر فخاطبه الدبلوماسيين الموجودين أن التوجيهات التي لديهم هي إخلاء المبنى والنزول عبر سلالم الطوارئ المتوفرة لاسيما وأن المبنى في عمارة المهم طال الحديث ولأنه مجرد حديث انتهى بإنهاء سعادة السفير الاجتماع . ومع مرور الأيام تقوم إدارة المبنى بعمل إخلاء تجريبي وحين ضرب جرس الطوارئ تدافع الموظفون على سلالم الطوارئ إلا سعادة السفير الذي رفع صوته عالياً بكلمة ( انبطاح ) كانت كفيلة أن ينبطح هو والسكرتيرة والقهوجي الخاص به بينما خرج الجميع بما فيهم رجال الأمن وسعادة القنصل عن طريق سلالم الطوارئ كانت هذه الحالة سبباً ان يفتح سعادة السفير تحقيقاً في الحادثة مع كل من خرج من هذه السلالم . ولولا تدخل كبار المسئولين بوزارة الخارجية لكان هناك لفت نظر وشجب واستهجان لكافة موظفي تلك السفارة . أنا لست ضد مخالفة التيار دام ان التيار صحيح المعتقد ويحافظ على عادات المجتمع وقيمة ومبادئة لكني أخالف وبشدة ضد من يفرض أمر على أن هذا الأمر يناسب هواه هذه اللحظة وبالتالي يفرضه اليوم وينهى عنه بالغد أو أن يفرض علي أمر ثم من الغد يأتي من هو اكبر منه ليفرض عليه إلغاء مافرضه وكل يد فوقها يد ويد الله هي العليا.
التعليقات (0)