تمور عراقية .
كنت مدعوا فى أحد حفلات الافطار الجماعى .
جلست الى الطاولة فى المكان الذى أشار على المضيف به .
قصد المضيف أن يجلس المدعوون بشكل انتقائى , فقد تعمد أن يبعد الأصحاب و الأقارب و زملاء العمل عن بعضهم البعض . و ذلك بقصد زيارة التعارف و التآلف .
ولم يكن له أى مما أراد .
فالناس اليوم زاهدة فى الكلام . مولعة بالموائد و الطعام . و مثقلة بمشاكل الحياة و هموم الدنيا , اضافة الى فقدان الثقة المتنامى , فالكل يعتقد أن بعض الجالسين هم وشاه أو مخبرون أو من معدى التقارير .
و حسن النية فيهم يعتقد فى بعضهم حاقدون أو حاسدون أو سيطلبون مغانم شخصية اذاما علموا وظيفته و رتبته .
طاف علينا أحد المضيفين و فى يده علبة كرتونية بها تمور .
أخذ كل منا ما يكفيه كى يفتتح به فطوره .
استقرت العلبة أمامى على الطاولة , بعد أن فرغ من تلبية احتياجات الصائمين .
قرأت عليها " تمور عراقية من بلد الرافدين الى وادى النيل " .
تقافزت الصور و الذكريات و بعض المعلومات القديمة ممزوجة بشرائط الأخبار فى القنوات الاخبارية عن الوضع الحالى .
مصر و العراق أصحاب حضارات قديمة ( فرعونية ، بابلية ، اشورية ) – مازالت الآثار شاهدة على عظمتهما .
مصر و العراق لديهما نهر و دلتا و أرض خصبة ( النيل ، دجلة ، الفرات ) – يزيد العراق بأن لديه بترول .
مصر و العراق لديهما توجهات قومية و ملكات ريادة .
المصرى و العراقى له بنيان قوى و اصرار على النجاح – يزيد أن معظم العراقين يعفون شواربهم .
مصر و العراق بوابات حماية لعرب الداخل و لديهم أفضل الجنود ( ضد الحيثين و ضد الفرس ) .
مصر و العراق دائما فى اختبار ( فى رباط ) ومستهدفون و يراد لهما ألا تقوم لهما قائمة .
مهما انتقلت مراكز الثقل . أو أراد الغرب اعادة توزيع الأدوار بحسب الثروة ستبقى مصر و العراق يمثلان الرأس بالنسبة للجسد العربى .
مصر و العراق منابع النهضة و مناهل المعرفة ( مكتبة بغداد ، مكتبة الأسكندرية ) .
مصر و العراق معامل تفريخ للعلماء و النوابغ ( مشرفة ، المشد ) .
مصر و العراق محتومة بقدرية الزعماء ( عبد الناصر ، صدام ).
مصر و العراق هى الحدود المحتملة و المأمولة للكيان الصهيونى ( اسرائيل الكبرى , من النيل الى الفرات ) .
كل هذا جال بخاطرى و أنا أقرأ الكلمات التى أختيرت بعناية و كتبت على علبة التمر .
اضافة الى الطعم الجميل للتمر و طريقة التجفيف و التغليف الرائعة .
و انتقاء الكلمات الدعائية الجميلة التى كتبت على العلبة فكأن مسئول الدعاية هو "السياب " أو " البياتى " بل ربما تم انتداب " أحمد شوقى " أو " ابراهيم ناجى " على سبيل الاعارة لمدة موسم واحد .
تحية الى أبناء الرافدين . و أبناء وادى النيل .
تحية الى شعبنا العربى فى كل مكان .
مع دعوات بأن يزيل الله غمة اخواننا فى العراق و يفرج كربهم .
( تحية مصرية من وادى النيل الى بلاد الرافدين ).
حول الموضوع :
لاعتزازى بالكثير من المدونين – و خاصة العراقيين -
سأحاول التنبؤ بصياغة بعض التعليقات حول الموضوع .
جمال الهنداوى :
أخى السيد ( أبا خالد ) تحية معطرة بالورود و الياسمين
اعلم ما تكنه من مشاعر حب وتقدير تجاه العراقيين وأنا
أبادلك نفس المشاعر تجاه اخواننا فى مصر .
و ان كان لديك سقطة – أنت تعلمها – ولن أفاتحك فيها
الأن حتى لا أفسد بهجة الموضوع . دمت لنا .
نزار النهرى :
و هل خرب مصر و العراق سوى المقبور " صدام " و المقبور " عبد الناصر " .
و لعلمك فان الاسلام هو سبب تخلف العربان و البدو .
و أنت أحد الأمثلة على هذا التخلف
أزهر مهدى :
مقالك ملئ بالمغالطات و لن أرد عليه كاملا فهو يحتاج
الى مقال كامل , و لكنكم أنتم القوميون العرب دائما ما تفسرون
الأحداث فى صالحكم . و أعتقد أن البلح هدية بالمجان .
فنحن دائما ما نتفضل عليكم فى مصر . و أنتم تحبون
" صدام " لأنكم عشتم فى العراق أحسن مما عاش
أبناءها و عدتم محملين بالمال و الهدايا .
زين الدين الكعبى :
أشكرك على مشاعرك تجاه العراقيين . و أتفق تماما مع
الأستاذ جمال الهنداوى . فقط قل لى هل هذا الافطار
الجماعى كان مدعوا به بعض العراقيين و هم من أحضروا معهم التمر العراقى.
و هل تم تصويره بالفيديو و عرضه على شاشة ثلاثية الأبعاد .
عبد العراقى :
الأستاذ سيد بدر الدين المحترم أشكرك على مشاعرك القومية العالية و سيبقى " عبد الناصر " و " صدام " تاج على رأس هذه الأمة .
– و لكن الشهيد صدام بالأخص و على الأكثر - رغم أنف الشعوبيون و الصفويون و أشياع الفرس فى ايران .
كلكامش العراق :
لولا أمريكا ما وصلت اليكم هذه التمور أيتها الشعوب المتخلفة .
فأنتم ايها العرب المستعربة تنكرون دائما فضل امريكا عليكم .
حنان العراق :
أؤيدك يا نزار فى كل ما ذهبت اليه .
سامى جلال :
وان كنا نتفق مع كثير مما جاء بالموضوع الااننا نرى
أن التوقيت قد خانك فقد انتهى رمضان و لم يعد هناك
فطور جماعى .
أماز يغى حر :
عايز أكول ان التمور ليست بس من العراك . فى تمور
من الوهابية مذبوحة على الشريعة الاسلامية ( هه هه )
تاكلوا تمور على الفطور . أنتم ستضلون متخلفين يا
عربان . و أحب أكول نزار على حق و أنتم أزوووول .
و اننا فيرى كوووووووووول .
كان بودى أن أستمر . لولا طول الموضوع . حيث استنفذت المساحة المخصصة لى .
عود على بدء :
" تمورعراقية ، من بلد الرافدين الى وادى النيل "
التعليقات (0)