مواضيع اليوم

تقرير عن الحفل الختامي لشعراء واعدون 3

 


بدأ الحفل الذي نشطه الشاعر رائد أنيس الجشي بتلاوة عطرة من المقرئ الصغير مهدي أبو سعيد  الذي كان أحد الفائزين  بالمركز الأول في فروع المسابقة السنوية لدار القرآن التي أقيمت في شهر رمضان الكريم بالقطيف..ثم تقدم الشاعر أمين حيان إلى المنصة آسرا قلوب التلقي ببوح يتألق بالعزة والإباء جاء فيه
(أنا عاجزٌ عن وصفِ غيرتكَ التي

مدت بظل الانسكاب شرابا

يتقطرُ الإحسانُ منك إغاثة
للظامئين فتغمرُ الأكوابا )

ثم اعتلى المنصة الشاعر صالح الخنيزي ليلقى نص الشاعرة السيدة أفنان العوامي بالنيابة عنها وهي تتابع عبر اثير الإنترنت الرقمي وعبر مجموعة (أنا أحبك يا لقطيف ) على الفيس بووك ما تبثه اللجنة من معلومات ومتابعات مباشرة لمجريات الحفل..فتماهى الشاعر  مع النص الجميل وعطشه إلى الوطن ..جاء في نصها ( ظمأ اغترابي )
(فهل أعود بزهوي بين أذرعها

ويستريح بعيني الطين والصدفُ

وهل تحط على كفي يمامتها؟
وهل سيغفو على أحداقيَ السعفُ

في رحلتي لا أرى زاداً لراحلتي
إلا فتاتَ حنينٍ ملؤه الأسفُ)

بعد ذلك كانت المشاركة لضيف الدورة الشاعر المتألق محمد الحمادي ..قاسم بها الجمهور نصوصه وشغفه الشعري بمقطوعات  شعرية ونثرية شعرية ..فأورق صورا وأثمر شعرا اقتطف الجمهور دهشته وطربوا بعذوب
ته
جاء في أحد نصوصه الموسوم ب (لعنة الطين)



وحدي أسامرُ كل شيء ٍ فيَّ
مجنون ٌ بضحكتها
ومفتون ٌ ببعض ِ ملامح ِ الأنثى
ومشنوق ٌ على فمها الصغير ِ
وحائرٌ 
ما بينَ أروقة ِ الضجيج ِ
كسنديان ٍ في مسافاتِ الذهول ِ
ولا أرى إلا أنايَ
سأقطفُ النارنجَ
من جسد ِ الحقيقة ِ
كي أعيش َ 
بلعنة ٍ قبلَ الحصادِ
فمن أكونُ
سوى مساء ٍ أزرق ٍ
يلتفُ في ثوب ِ القصيدةِ
هل أعيش ُ كنطفةٍ سوداءَ
في رحم ٍ
من الوهم ِ المدنس ِ ؟
هل ستخذلني ممراتُ الغواية ِ ؟
هل سيلهمني الشتاء ُ
برقصةٍ حمراءَ )

ثم اعتلى المرشح الثالث السيد عماد العلويات المنصة وكان بوحه نسيما هادئا في الإلقاء وموسيقى حرفه يجللها شيء يشبه الأصالة والسكو  ولكنه كان يحمل دوامة من الرؤى والأسئلة التي تستثير الفكر بشاعرية الرزينة جاء في نصه (تيهٌ في مدارِ الذات)

تتأدلجُ الأشياءُ حولي

تنتشي بالمستحيلِ
..
إنسانيَّ المجهولَ 
من زمنِ اغترابِ الغيم
تاهَ عن الحقيقةِ
في مساراتِ التلاشي
أُخضعَ البوحُ المبكرِ
لانهماراتِ المُقلْ.

ثم كان ختام مشاركة المرشحين الشاعر سعيد الجشي بعذوبة يوسفية النكهة صورها تتسم بالحب والصبر والفراق والأمل جاء
في قصيدته جرحُ في سورة يعقوب
هل في وصالك للهوى أحباب
أو من شفاهك تسكب الأنخابُ

شوق بكأس الحب ذاب كلامه
خمراً به يتعتقُ الإعرابُ

و أنا هنا ثملٌ و كل مشاعري
سكرى إليك تقودُهَ الأكوابُ

ثم اعتلى عضو لجنة التحكيم الشاعر الكبير  الأستاذ شفيق العبادي المنصة وقدم كلمة لجنة التحكيم بلغة شاعرية أشبهت قصيدة نثر تدلت من شفاه القمر فكانته .وعبر بها عن سعادته بتقارب مستوى النصوص المشاركة يستجلي عظمة الشعر ويغلف نقده الإيجابي بسيمياء شاعرية طبقية البعد النقدي والتوجيهي جاء فيها
(
إذ ليس باليسير احـتطاب سندبانة رهلتها خـربـشات الزمن المعتق بنبيذ السنين بضربة  فأس يتيمة . فالمحطات التي عـبرتها (قـصـيدتـنا المحلية ) عبر مشوارها التاريخي الطويل تماهت ومختلف الإنعـطافات الفـنـية التـي خاضتها ( القصيدة الأم ) ,  دون المساومة على قـداسة وطهر لغـتها قـبال أي لــوثة حـضارية تمـس بكارة هذه ( اللغة البتول ), لتكون جديرة بإرستقراطيتها الثقافية , أو قفصها الذي تنفست فيه بعيدا عن هموم البسطاء من الناس , نقية من شوائب الهامش ,وعوالق المسكوت عنه . أستثني بعض أصوات كانت جسر عبورنا للحظتنا الراهنة 

لاأدري ماالذي ساورني لفتح هـذا الصندوق الأسود ؟ ربما لأن روعة التـجاور الذي ظهـرت به النـصوص المتسابقة فـرض مسار هـذه الكلمة ! ، كـدليل عـلى مـستــوى التجذر الذي حفرته الإجتهادات الشعرية الحديثة .)


ثم أعلن السيد منير العوامي مدير مجموعة ( أنا أحبك يا لقطيف ) عن نتائج تصويت الفيس بووك وذهبت الجائزة إلى الشاعر العذب سعيد الجشي بفرق صوت واحد عن الشاعر أمين حيان ...وسلمه الجائزة شخصيا ..ثم تم الإعلان عن جائزة شاعر الجمهور وقد حصدها أيضا الشاعر الجميل سعيد الجشي بفارق 3 أصوات عن الشاعر السيد عماد العلويات ..وبعد ذلك صعدت لجنة التحكيم المنصة وأعلن عن الفائزين  بالمركز الثالث وهما السيد عماد العلويات و أمين حيان ثم صاحب المركزالثاني الشاعر سعيد الجشي  ثم توجت السيدة أفنان العوامي فائزة بالمركز الأول في هذه الدورة الشعرية بعد أن حصدت أعلى النقاط بتشريحها من قبل عضوين من لجنة التحكيم للمركز الأول هما الأديبان  شفيق العبادي ومحمد رضي الشماسي وترشيحها للمركز الثاني من قبل الأديب السيد عباس الشبركة .ثم كرم العاملون بصمت من كوادر متطوعة من لجنة العمل التطوعي وأنا أحبك يا لقطيف و شركة فيوجنري التي صورت الحفل بإخراج الأستاذ السيد نجيب السيهاتب ثم كُرمت لجنة التحكيم من قبل رئيس خيرية القطيف الأستاذ وجيه رمضان ومشاركة عضو المجلس البلدي عباس الشماسي.
والجدير بالذكر أن لجنة المنظمة صرحت بأن ثمة شعراء لم يوفقوا للوصول إلى الحفل الختامي إلا أنهم حصلوا على ترشيح لمراكز متقدمة من المسابقة .وهذا التنافس القوي والمستوى العالي من المرشحين الأربعة يبهج القطيف الوطن ..
انتهى الحفل ومازال صخب البهجة يراود الأمكنة ..

..........

3-استعراض النصوص الفائزة
المركز الأول
ظمأ اغترابي (السيدة أفنان العوامي)


خذني لأرضي فقد أعيانيَ اللهفُ
أغفو على شطها بالرمل ألتحفُ

وأغسل الروح من أمواج أبحرها
ليسكن الجرح والأشواق تنصرفُ

فهل أعود بزهوي بين أذرعها
ويستريح بعيني الطين والصدفُ

وهل تحط على كفي يمامتها؟
وهل سيغفو على أحداقيَ السعفُ

في رحلتي لا أرى زاداً لراحلتي
إلا فتاتَ حنينٍ ملؤه الأسفُ

فالعين تحبس دمعاً والحشا وجعاً
وأنني بين عيني والحشاأقفُ

فالحب للأرض موسوم على كتفي
وليس يجتاحه ضرٌ ولا تلفُ

وإنه فطرةٌ مجبولةٌ بدمي
وليس وهماً ولاجاءت به الصدفُ

أنأى وأحملها في كل جارحةٍ
فينبت الطهر من عيني والأنفُ

أنتِ بلادي على رمضائك حلمي
وفوق أغصانك الميادة الهدفُ

لم ألق إلاكِ ورداً طاب منهله
فجئتك قدحاً بالحب أغترفُ

تسري إليكِ صباباتيعلى عجلٍ
مجدافها سعفٌ والمركب الحشفُ

أن زاد شيءٌ غدى إكثاره سرفٌ
إلا ازدياد هواكِ مابه سرفُ

وإنه لعجيب أمر عاشقكِ
وأمر من عشق الأوطان يختلفُ

تراه يلثم أحجاراً وأتربةً
وبالغبار ترى الأنفاسَ تأتلفُ

ينأى ببردة عشقٍ منك يلبسها
لكنه في النوىلازال يرتجفُ

يشدو بذكرك حتى لا يعي زمناً
ولامكاناً كمن قد نابه خرفُ

ولهى وفي جعبتي نظمٌ وقافيةٌ
تزفها الباءُ فوق الموج والألفُ

لكن أرى الشعر مشلول اليدين إذا
يشدو النخيل بحب الأرض أو يصف

وإن بدا شجرٌ يفشي محاسنها
ترى كروم قوافٍ منه تنعزفُ

والبدر ينثر شعراً فوق غيمته
والحرف فوق تلال الحب ينجرفُ

أرى القصيدةفناً كان من عدمٍ
ومن قطيف الهوى شيدت له النطفُ

هي التي سكبت في الحرف رونقها
ففاض لحناً وراح الشعر يغترفُ

هي الرحيبة إن ما ضُيقت سبلي
هي الضياء إذا الأنوار تنكسفُ

تزهو كعقد جمانٍ في الدجى قبساً
يحيا على نورها الأمجادوالشرف

إني أتيتُ أحاسيساً مبعثرةً
مفضوحةليس تُرخى فوقها سُجفُ

نَظمتُ شعراً و إني لست أتقنه
فزانه محض حبٍ فيه ينكشف

إني فديتكِ ما شعري و ما قلمي
وهل أرد لكِ فضلاً اذا أصفٌ

أراكِ شمساً تُزينُ الأرض طلعَتُها
وكل أمصارها في جنبك كسف

قطيفُ طفْتُ بلادَ الله قاطبة
ولم يكن بسواك القلب يأتلفُ

و عدتُ بالروحِ ِ ظمأى يا ربى بلدي
فيضي حناناً وخلي الروح ترتشف

...............

 

 

 

 

 


المركز الثاني

جرحُ في سورة يعقوب (سعيد سامي الجشي )


هل في وصالك للهوى أحباب
أو من شفاهك تسكب الأنخابُ

شوق بكأس الحب ذاب كلامه
خمراً به يتعتقُ الإعرابُ

و أنا هنا ثملٌ و كل مشاعري
سكرى إليك تقودُهَ الأكوابُ

أهواك عنقوداً يصوغك قبلةً
ينساب في ثغرٍ به أنسابُ

و على عيونك قد تناثر مغرمٌ
من فرط ما اتحدت به الأهدابُ

هذا فراقك قد أذيب بخاطري
و الآه صبرٌ بالجراح تذابُ

قالوا حبيبك من هُيامك تائبٌ
بل أنت و هم عندهُ و سرابُ

و بأنه قد أغلق الباب الذي
سالت للون حنينه الأبوابُ

و بأنه ألقاك من أعتابهِ
حتى بكت لجفائه الأعتابُ

هو كالسراب يقول حباً زائفاً
هو موعدٌ في صدقهِ كذابُ

فأجبت و الدمعاتُ فتت هيكلي
صمتٌ تكسر داخلي و جوابُ

في صدريَ أختنقَ الغرام من الأسى
و على فمي تتحطم الأسبابُ

إن كنت في قربي له متعذباً
فلأن شوقاً داخلي لهابُ

و لأنني أهوى العذاب و إنما
جل الغرامُ له و طاب عذابُ

أغلقت أضلاعي عليه بخافقٍ
فإذا ضلوعيَ من هواه تصابُ

يعقوب ذاتي للبكاء مصادقٌ
فكأن أجفاني له محرابُ

هو سورة الآلام تقرأ في دمي
آياته وجعٌ علي يذابُ

والصمت من عيني يقول همومه
جرحٌ و أوجاعٌ ، جوىً غلابُ

عد لي فقد صلى الحنين بناظري
و القلب حزناً يحتويه غيابُ

علقت في دمعي عتاب خواطرٍ
آه على دمعٍ هواه عتابُ

..............

 

 

صاحب المركز الثالث

تصحرٌ في احتساء المسافات
(أمين حيان )

يا سيدي ضعُفَتْ وشابتْ أحرفي 
وتكسَّرتْ لمَّا أردتُ جوابا

من أي فج أبدأُ الإحرام في
معناكَ يا صبحاً طفا وتصابى؟ 

وتخُضُّني أنَّى ذكرتكَ لهفتي
والشوقُ يمخرُ في يدي الأعصابا

أنا عاجزٌ عن وصفِ غيرتكَ التي
مدت بظل الانسكاب شرابا

يتقطرُ الإحسانُ منك إغاثة
للظامئين فتغمرُ الأكوابا

ولقد أتيتكَ والسؤالُ بحوزتي
وأرى الفرارَ إليكَ لذَّ وطابا

ملهوفةٌ حد التصحرِ تربتي
ما خاب طالبُ حاجةٍ ما خابا

عباسةُ التكوينِ شهقةُ فكرتي
حتى ولو أمسى القطافُ غيابا

لاغرو إذ أرنو بشرفة مذهلٍ 
لا ليس يلقى في العلو صِعابا

ولذا فأشجعُ من أتاهُ مُبارزاً
قد جاءهُ متثاقلاً هيَّابا

نطقتْ به الأوصافُ فاستعصتْ ولم
ألقى لزمِّ عبابها الأسبابا 

فالطفُ يشهدُ أنه أعجوبةٌ

مُذ هبَّ يقتاتُ الإبى محرابا

تبتزُّ مني القافياتُ دويها 
وإليك تطمحُ أن تكون كتابا

يا سيدي إن كنت تنظرُ لهفتي
فأفضْ عليها الحبَ والإعجابا

إذ أنت تأتي بالبعيدِ تسوقُهُ
في كل معقودٍ وجدتك بابا

فهنا أجيء على امتلاء أصابعي
أخطو أشابه في الورود ضبابا

ولأنك الشهم الجزيل عطاؤه
قد بتُّ أجمعُ أحسبُ الأوصابا

فارحم فُتاتي فاللقاءُ مسافةٌ
تحتاجُ أن أهبَ المراد سحابا

.......

 

 

 

 

 

 

صاحب المركز الثالث (مكرر)

تيهٌ في مدارِ الذات
( سيد عماد العلويات )

أحتارُ .. كيفَ سيُقبِلُ العيدُ الموشَّى
بإنسكاباتِ الرتابةِ ملء كاساتي الصديقةُ للفراغ؟!
و كيفَ أجتازُ الثواني
المستفيضةُ بالمللْ؟

يستفحلُ التيهُ الحميمُ
بداخلي
و أعيشُ في كهفي
الملبدِ بالمنى
أسقي جروحي نخبَ خيباتي
أُمشطُ لونها الممجوجَ
من فجرِ الأملْ.!

تتأدلجُ الأشياءُ حولي
تنتشي بالمستحيلِ
..
إنسانيَّ المجهولَ 
من زمنِ اغترابِ الغيم
تاهَ عن الحقيقةِ
في مساراتِ التلاشي
أُخضعَ البوحُ المبكرِ
لانهماراتِ المُقلْ.

ما عادَ يُغريني اشتهاء الحلم
و الرؤيا.. ضبابٌ لولبيٌّ
ما بقى من اغنياتِ الطفلِ:
موالٌ حزينٌ يُتقنُ (اليامال)
ترتيلُ البُكارى و الغزلْ.

و أسيرُ في عمري الفقيرِ 
إلى الندى
أهذي بلونِ اللاشعورِ
فلا (الأنا) تدري
بكنهِ حقيقتي
ضاعت ببحرِ اللذةَ الأولى
و عقلي.. في مساحاتِ التصارعِ
يرتدي ثوبَ التبعثرِ و الفشلْ.

و عقيدتي بالحبِ كفرٌ
لا انبثاقٌ يحتوي المعنى الذي
خبأتهُ في ذاتِ إشراقٍ
يترجمهُ أصيلَ اللحظة السكرى
بألحانِ الإلوهةِ و الزجلْ

و الروحُ حيرى 
بإنشطارتِ السؤالاتِ القديمةِ
في الوجودِ
و لا حكيمٌ يُسكتَ الآلام
من جوفي
و يروي عاطشَ الأفكارِ
إن عقلي سألْ.!

لا نافذاتٌ تُشرقَ الضوءَ
المُكللِ في دمي
و سحابةُ النجمِ الصديقِ تبعثرت
لا جاذبيةَ في خلايايَّ الشقيةَ
يا نبي الأرضِ
و الشيخُ الذي أغوى تعاويذي 
رسولٌ من زحلْ!

أغفو: على همسِ الخيالِ المُستطيلِ
مضرجاً بالعطرِ و البُنِ الحزينْ
أصحو: على 
صوتِ التحطمِ
و الكللْ.


و أفرُ من بعضي الذي
لا يستقيمُ على طريقٍ للمطرْ
أهفو إلى وحيِّ البنفسجِ
و اخضرارِ الوقتِ
و اللونِ الذي
في ذاتِ صيفٍ
قد جفلْ.!

متوشحٌ أعماقَ أتعابَ السنين
بداخلي
و يأستُ من زيفِ الحياةِ
و ليسَ يغريني الوجودُ
إذا أطلّ.

أقضي شرودَ العمرِ
في الترفِ المكللِ بالسرابِ
و أقتفي المجهولَ 
لا ألوي على ثمنِ انشطارِ البعضِ
من بعضي
و ملّتْ عزلتي التجديفَ
في اللاشيءِ 
..
أني
خاسرٌ من كل ما أُعطيتُ
يا رب الحقيقةُ و الأزلْ 

........


4-مقتطفات من نصوص ضيف الدورة /الشاعر محمد الحمادي

لعنة الطين



وحدي أسامرُ كل شيء ٍ فيَّ
مجنون ٌ بضحكتها
ومفتون ٌ ببعض ِ ملامح ِ الأنثى
ومشنوق ٌ على فمها الصغير ِ
وحائرٌ 
ما بينَ أروقة ِ الضجيج ِ
كسنديان ٍ في مسافاتِ الذهول ِ
ولا أرى إلا أنايَ
سأقطفُ النارنجَ
من جسد ِ الحقيقة ِ
كي أعيش َ 
بلعنة ٍ قبلَ الحصادِ
فمن أكونُ
سوى مساء ٍ أزرق ٍ
يلتفُ في ثوب ِ القصيدةِ
هل أعيش ُ كنطفةٍ سوداءَ
في رحم ٍ
من الوهم ِ المدنس ِ ؟
هل ستخذلني ممراتُ الغواية ِ ؟
هل سيلهمني الشتاء ُ
برقصةٍ حمراءَ 
أو صفراءَ 
أو خضراءَ ؟
لا أدري أتمتمُ دائماً
وأراوغ ُ الدنيا
بوشم ِ خطيئة ِ الكلماتِ
مجنون ٌ بضحكتها
ومفتون ٌ ببعض ِ ملامح ِ الأنثى
ومشنوق ٌ على فمها الصغير

 

 


الخط الأحمر 

أتنفس التاريخ بين جوانحي 
ويقلب الأوراق نبض فؤادي 

وأطارد الأحداث حيث وجدتها 
وأراقص الصفحات في انشادي 

لا شيء يسجدي الوقوف لأنني 
أنمو بغير مواسمي وحصادي 



فاتنات البحيرة 

هذي أساورنا التي سقطت بمنتصف الطريق
فهل تحررنا الأساور

تركوك في ظل البحيرة والهزيمة خدعة 
والعري أن تبكي أساك 
بحلن دوزنة المقابر 

5- كلمة عضو لجنة التحكيم الأديب الأستاذ/ شفيق العبادي


في مقاربة ثقافية ( حول علاقة النص ببيئته ) رحت أرصد ملامح قصيدتنا المحـلية  ( الحديثة ) من خلال نهر من الكتابات الجارف والذي أذاب كتل الطين الملبـد عـلى مصبات شعريتها الحقيقية حسب ظني . أجتهد بذلك محمولا على جـناح الدهشة مـن قصر المسافة التي عملت على ترويض ذائـقـة كانت للأمس القريب فـرسا جمـوح  . لاتلين صهوتها إلا لمن أسلمها عصمة الشوط . وإذا تواضعـنا رسمت لها شـرفة في جدار من الوهم يطل على البعيد.إذ ليس باليسير احـتطاب سندبانة رهلتها خـربـشات الزمن المعتق بنبيذ السنين بضربة  فأس يتيمة . فالمحطات التي عـبرتها (قـصـيدتـنا المحلية ) عبر مشوارها التاريخي الطويل تماهت ومختلف الإنعـطافات الفـنـية التـي خاضتها ( القصيدة الأم ) ,  دون المساومة على قـداسة وطهر لغـتها قـبال أي لــوثة حـضارية تمـس بكارة هذه ( اللغة البتول ), لتكون جديرة بإرستقراطيتها الثقافية , أو قفصها الذي تنفست فيه بعيدا عن هموم البسطاء من الناس , نقية من شوائب الهامش ,وعوالق المسكوت عنه . أستثني بعض أصوات كانت جسر عبورنا للحظتنا الراهنة 

لاأدري ماالذي ساورني لفتح هـذا الصندوق الأسود ؟ ربما لأن روعة التـجاور الذي ظهـرت به النـصوص المتسابقة فـرض مسار هـذه الكلمة ! ، كـدليل عـلى مـستــوى التجذر الذي حفرته الإجتهادات الشعرية الحديثة .

فأن تقف نـصوص بمختلف الإتجاهات للتـنافس عـلى شيء اسمه ( الشعر ) وفـقـط , يعني ذلك دليل على تجاوزنا لثنائية الشكل والمضمون والذي استهلـكت مـن طاقاتنا الكثير . صحيح  أنها اجتهادات لغوية واسلوبية ربما تكون سابقة لمرحلتها , فاللغـة كعصاة الساحر مالم يكن متمكنا ( لن يقنعنا أنها حية تسعى ) . لكن مايعنينا هنا روح المغامرة أو المقامرة سيان , والذي أرى أنها تفـتح البوابة عـلى نافـذة الإحـتمالات .

شكرا لكم جميعا , هنيئا للمشاركين جميعا , هنيئا لنا وللقطيف بكم .

.......
مع تحيات اللجنة الإعلامية للمسابقة
رائد أنيس الجشي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !