مع إحترامنا للأستاذ الكبير للسيد محمد حسنين هيكل فقد وردت في حلقته المسجلة على الجزيرة يوم الخميس 21 مايو الجاري أشارة ألى ليبيا وإشتراك أمريكا من قاعدة ويلس فيلد بطرابلس في ضرب المطارات المصرية يوم 5 يونيو1967, وهذا شئ لا أساس له من الصحة في جميع المستندات الرسمية الموثوقة التي نشرت .وقد تكون رغبة الكاتب التقليل من قدرة إسرائيل على الضربة الاسرائلية القاصمة التي وجهت لمصر ودفاعا عن نظام خدمه وأشترك فيه. رغم أن ليبيا ليس لها أشراف كلي على القاعدة الأمريكية في طرابلس إلا أنه يوجد جهاز من الجيش الليبي في القاعدة لمراقبة الطائرات الأمريكية في فترة الأستعدادات التي كانت تجري للجلاء عن القاعدة بطلب من الحكومة الليبية . ولا يمكن للطائرات الأمريكية الأشتراك في الأعتداء الأسرائيلي وعمل عسكري كبير كهذا ضد مصر دون علم الحكومة الليبية . بعد طلب ليبيا سنة 1964ا الجلاء عن القواعد العسكرية الاجنبية الليبية. طلبت أمريكا من ليبيا إعطائها مهلة لأيجاد محل مناسب للقاعدة الأمريكية في بلاد أخرى وبعد تدخل الرئيس عبد التاصر شخصيا في الموافقة على إعطاء الأمريكان مهلة لاخلاء قاعدة ويلس فيلد واففث الحكومة الليبية بشرط السماح للجيش الليبي بأنشاء وحدة إشراف على مراقبة هيوط وإقلاع الطائرات الأمريكية من القاعدة للتأكد من عدم مهاجمة ابة دولة عربية من القاعدة حسب نصوص الأتفاقية . ولا شك أن امريكا تستطيع خداع الأشراف الليبي ولكنها لا تستطيع إخفاء الأعداد لحملة إعتداء كبيرة على مصر دون معرفة جهاز الأشراف الليبي في ويلس فيلد أو المطارات الليبية الاخري على طول ليبيا وعرضها . أما أحتجاج بعض ضباط الطيران الليبي في القاعدة فكان تضامنا مع مظاهرات الشعب الليبي ضد أمريكا وبريطانيا التي كان صوت العرب يتهمهما بالتدخل باساطيلهما من البحر الأبيض المتوسط ودعم هذا الأتهام راديو الأردن . وقد شارك في هذا الأحتجاج كل ضباط وجنود الجيش الليبي وقوات الامن وفئات الشعب الليبي والحكومة تجاوبا مع دعوة صوت العرب. وقد سارعا سفيرا امريكا وبريطانيا بأبلاغ الحكومة الليبية رسميا بعدم صحة إدعاء صوت العرب وبعد هذا سارع الأردن إلى تصحيح ما أعلنه عند اول المعركة من تدخل أمريكي وبريطاني من البحر . أمريكا لها أساطيل على سواحل مصر وإسرائيل وقواعد عسكرية في بلاد عربية قريبة وليست في حاجة ألى إستخدام طائرات من بعد ألفين ميل تقريبا من ويلس فيلد وكان من الممكن إذا أرادت أحضارها من قواعدها في أوربا وهي أقرب من طرابلس للقاهرة . من الدقائق الأولى يوم 5 يونيو أوقف إقلاع الطائرات الأمريكية بطلب من ليبيا ونفت أمريكا لليبيا في الدقائق الأولى من الأعتداء رسميا ما أذاعة صوت العرب من إشتراك أمريكا وبريطانيا في الأعتداء . وهل للدكتور هيكل أن يتكرم بمستند رسمي حكومي أمريكي يؤيد إدعاءه هذا للتاريخ . لقد ذكر الأستاذ هيكل في أول كلامه بالمستندات أن الضربة خططت في جنوب إسرائيل والطيارون أجتمعوا وفطروا مع قائدهم قبل بدء الضربة ذ لك اليوم وجاءت الطائرات على علو 50 مترا على سطح البحر . صحيح أمريكا تمد أسرائيل بالأسلحة والمعلومات وهذا ليس سرا وفي هذا تستخدم قواعها العسكرية في جميع أنحاء العالم بما في ذلك قواعدها في الدول العربية ومنها ليبيا لكن أمريكا ليست مغفلة وتستعمل قاعدة عسكرية في بلاد عربية في الإعتداء على دولة عربية أخرى دون موافقتها وتعرض مصالحها ورعاياها إلى خطر لا يمكن تلافيه خاصة وأن تمديد فترة جلاء القوات الأمريكية من ويلس فيلد تم بطلب من الرئيس جمال عبد الناصر وحده . والأمريكان يعرفون حساسية الليبيين وحبهم المنقطع النظيرلمصر . أما أشارة الاستاذ هيكل إلى ملاحظة الجنرال ديجول للسفير المصري في باريس فلم يذكر ديجول مشاركة امريكا في الأعتداء أنما هو أنتقاد لسياسة امريكا المعروف به . أقول هذا لا نقلا من مراجع مشبوهة أو كتب مشكوك في صحتها وأنما أقول هذا عن معرفة شخصية بالأأتصالات على أعلى المستويات تمت صباح 5 من يونيو بين الحكومة الليبية وممثلي بريطانيا وأمريكا . أقول هذا ونؤكد إعتزازنا بالرئيس عبد الناصر وحبنا له الذي لا يتغير. و أن نكسة أو هزيمة حرب يونيو 1967 ليست مسئولية عبد الناصر وحده بل هي مسئولية كل العرب . كما أن الرئيس عب الناصر نفسه أكد مرار حرص ليبيا على عدم السماح للأمريكان والبريطانيين بأستخدام قواعهما في ليبيا .
التعليقات (0)