تشريف إلاهى
"والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين "آلعمران 134
نماذج ثلاثة من الناس ترقوا عن مقام العدل الذى وضعته الشريعة لمن يريد حقه وأوجبت أن يعان عليه -ولكن هؤلاء الثلاثة آثروا التقرب إلى الله والفوز برضاه...
أما (الكاظمون الغيظ ) فكبتوا مشاعر الغضب من ظالميهم و تحملوا مرارة الصبر عليهم
وأما (العافون عن الناس ) فارتقوا درجة أعلى فقد كبتوا غيظهم ثم انتزعوا هذا الغيظ ليحل الصفح عمن أساء ليهم
وأما (المحسنون ) فقد تسنموا الذروة حيث كبتوا غيظهم وصفحوا ولم يكتفوا بل بادروا بمد يد الإحسان إلى من أساء ...
ولاشك أن الله تعالى يحب الكاظمين الغيظ
ولاريب أن الله تعالى يحب العافين عن الناس
ولكن الملاحظ فى الآية أن لفظ الجلالة لم يظهر إلا مع المحسنين
وفى هذا تشريف للمحسنين بمقام المعية مع الله
وفى هذا حث للطائفتين الأخريين على اللحاق بهم
وفى هذا حث لأهل العدل أن يرقوا إلى مقام الفضل
وفى هذا حث لعموم الناس أن يلجوا أبواب التسامح وأن يتنسموا روائح البذل وحلاوة العطاء
وفى هذا لفت لأنظار الناس إلى ماهو أبقى وأتقى وأرقى وأنقى
فطوبى للمحسنين
منقول من مدونة -ابو المجد
التعليقات (0)