تسبح ببحر الأدب
إذا أراد شخص ما السباحة فإنه يٌفكر في أخذ الحيطة والحذر قبل الدخول في عالم المجهول , وبالمقابل فإن التفكير صفة تلازم الشخص الحذر المتيقظ الذي يحاول تجنب الخسائر قد الإمكان , في هذا الزمن المٌثير في كل شيء لم يعد هناك حواجز أو عقبات تعترض طريق من أراد البحث عن الجديد فوسائل الاتصال والتواصل فتحت نافذة التلقي بلا قيود أو شروط مسبقة .
من عالم تويتر كانت البداية الغير متوقعة وقعت ذات يوم على تغريدات غير معهودة ومسبوقة تغريدات فريدة مليئة بالحداثة والتجديد والبساطة والزجالة , وبعد طول متابعة كان عراب ذلك الإبداع يختبيء خلف لقب " مختلفة عقلياً" لم تمضي شهور حتى حدثت المفاجأة صدور كتاب للأكاديمية الإعلامية نوره شنار معنون بتويتات يحمل توقيعها الاسمي ونظم حروفها الأدبي , جمال الكتاب الأنف الذكر لا ينحصر في غلافه أو طريقة إخراجه بل فيما يحويه من مفردات أدبية تٌصنف ضمن أدب التواصل والحنين والحٌب والشكوى والمستقبل والأمل والحزن والصمود , من الوهلة الأولى يحتار القاريء الحذق من أي مدرسة خرج ذلك الكتاب وإلى أي جهة أدبية يمكن تصنيفه , حيرة القاري مبررة خاصة وأن ذلك الكتاب ليس كتاباً تحليلياً أو نقدياً بل كتاب يحتوي على مفردات تعبيرية تشبه خيوط الشمس بعد ظلام دامس وتشبه ضوء القمر في ليلة ظلماء , من وجهة نظري يعد كتاب " تويتات " للأكاديمية الإعلامية نوره شنار مدرسة أدبية جديدة لا تنتمي لمدرسة الحنين ولا لمدرسة الشوق والمستقبل ولا لمدرسة الماضي فهو مدرسة جمعت كل المدارس الأدبية والفنية في قالب واحد وحق أن يٌطلق عليه جامع الحكمة والبلاغة واليسر والسهولة والجزالة اللفظية والمعاني الصادقة .
المتتبع لتدوينات الإعلامية الأكاديمية نوره شنار التي لم تغيرها ظروف الزمان وقسوة المكان ولم يبعدها عملها الشاق عن الأدب والحكمة والمعرفة يجد أن هناك شخصية مختبئة خلف المحبرة , تغازل الحروف وتجذبها نحو الأوراق لتأتيها الكلمات منقادة دون كلل أو ملل مستسلمة للجمال والروعة الأدبية , ترقص بين الحروف لتغريها ومن ثم تخطف بريقها وتعيد تشكيلها من جديد بقالب فريد لم يسبقها إليه أحد ولسان حال الحروف يقول قتلتني ونلت من قسوتي .
رقص بين الحروف يتبعه نظم ويعقبه إعادة صياغة وتشكيل وينتهي بإخراج فريد في الشكل والمضمون وحق للقاري أن يقول في النهاية إنها تسبح ببحر الأدب ومحيط الكلمات فأستمري في السباحة والرقص بين الحروف والكلمات !.
التعليقات (0)