مواضيع اليوم

ترهات صوفية سنية شيعية سلفية

ابو زيد السروجي

2011-12-09 10:44:52

0

ترهات صوفية سنية شيعية سلفية  ................. //.........
   أنا مسلم .ديني الإسلام وكتابي القرآن .غير أني لست سنيا ولا شيعيا . ولست صوفيا ولا سلفيا . تلك أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم. ألقاب تكشف عن فهم تجزيئي للدين لا أكثر . وإني لأرفض بشدة أن أنعت بهذه الأسماء والصفات الدخيلة على الإسلام. غير أني في نفس الوقت لا أكره هذه الطوائف الإسلامية ولا أناصبها العداء . رغم أن هذه الطوائف كانت وليدة انحرافات في العقيدة وسوء فهم للقرآن.
   أعتبر أن هذه الطوائف من صنع الماضي البعيد . ولا يصح أن تتواجد في العصر الحالي بعد أن انتفت العوامل التي ساهمت في صنعها . وغابت تلك السباب السياسة التي جعلت الرغبة في التسلط شريعة مقدسة . وكان التناحر بين المسلمين سببا في اختراع مذاهب تبرر توجهات سياسية لا أكثر. فنشأ التشيع في ظل المطالبة بالخلافة . وظهرت المذاهب السنية لتقطع الطريق على آل البيت. وظهر الخوارج لمحاربة الاستبداد فكان ظهورهم دافعا قويا لتشجيع حركات الزهد في المجتمع الإسلامي لصد الناس عن الثورة ومحاسبة الحكام. وسرعان ما تحول الزهد إلى مذاهب صوفية موغلة في السلبية والانحراف.
     وعموما فقد أدى التصادم بين المصالح إلى الوقوع في المحظور: غرقت كل الفرق في انحرافات خطيرة في الفكر والعقيدة وفي جل الشعائر التعبدية. والأدهى من ذلك أنها وقعت في العديد من مظاهر الشرك الصريح .
     غير أن أمرا مثيرا للاستغراب هو كون كل هذه الفرق الإسلامية راحت تكيل لبعضها اتهامات تطعن في انتمائها للإسلام وتكشف عن انحرافاتها .. إلى درجة التكفير.
   ولا زال العديد من المفكرين من مختلف الفرق الإسلامية يتطلع إلى استحضار مآسي الفتنة بين علي ومعاوية وملاحم كربلاء وصلب الحلاج وفتاوى المعتزلة وابن تيمية وتخريجات الغزالي ...
     تلك أمور قد مضت وانقضت . وانتهت مع أصحابها .وليس طبيعيا أن نحاسب الآخر بأخطاء الأقدمين ولا أن نتعصب للسابقين .
فزهد المعاصرين مقبول ما لم يتحول إلى مسلك للخروج من الإسلام إلى دائرة التصوف. والتعلق بآل البيت جميل ما لم يتحول إلى تشيع مقيت. والاقتداء بسنة النبي واجب ما لم يصرفنا ذلك عن التشبع بروح الإسلام في اتساعه وشموليته.
إن لكل هذه الفرق مبادئ حميدة . غير أن بدعا كثيرة شابت تلك المحاسن . وتزايدت البدع عصرا بعد آخر ونمت الفتنة في عقول الناس .وتناسى الجميع دينا اسمه الإسلام . ليصبح الجواب عن سؤال :ما هو دينك ؟ أنا سني أو أنا صوفي أو أنا شيعي أو أنا سلفي . ولا أحد يقول أنا مسلم.
   الحاجة ملحة الآن إلى تجاوز هذه الانتماءات الضيقة. والعودة إلى الإسلام في صفائه وارتباطه بروح العصر بعيدا عن ترهات ولدتها صراعات مذهبية وحزبية ضيقة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !