تحذير إلى الإخوة في حركة فتح والجهاد الإسلامي من الوقوع في الشّرك
التاريخ : 31/10/2009
اسم الكاتب : د- ناصر إسماعيل جربوع
د- ناصر إسماعيل جربوع / إن المتتبع لطبيعة العلاقات الأخوية بين حركتي فتح والجهاد الإسلامي يدرك مدى الترابط في النسيج الفلسطيني الثوري المقاوم للاحتلال منذ أكثر من عشرين عاما ، لم تشهد خلاله تلك السنوات أدنى نوع من الصراع الداخلي ، ولا حتى منهجية التراشق بالكلمات المشوهة للعلاقات الحميمة التي ربطت بين الإخوة ، واخص بالذكر هنا الكتائب العاملة على ارض المعركة والتلاحم بين المرابطين على ثغور غزة الشرقية ، عدا عن العمليات البطولية المشتركة التي أربكت مخططات العدو والتي كان أشهرها عملية( ميناء أسدود وعملية معبر ( ايرز) ، هذا عدا عن مشاركة الحركتين سويا وبشكل واضح في الساحة الداخلية بكافة مهرجاناتهما وندواتهما ونقاشاتهما لرسم صورة تاريخية لمستقبل فلسطين المنتظر
0
لاحظنا كمتابعين لتطور العلاقات بين الحركات الفلسطينية في الآونة الأخيرة ارتفاع وتيرة النقد والتراشق اللفظي بين الإخوة في الحركتين !! حاول أن يصب بعض المأفونين الزيت على النار ؟ وهلل البعض وسن المتلهفين لتعميق الانقسام الفلسطيني أقلامهم المسمومة ، وتناولت بعض المنتديات التي تضم بين عناصرها فئة جاهلة صبوا نيران حقدهم وجهلهم وعماهم السياسي فنجد بعض منهم يتلبس بلبوس الجهاد وآخر بلبوس فتح ! ويبدأ بكتابة تعليقاته التافهة المأجورة أحياناً ، متناسين أن الأمر اكبر من حجم أقلامهم وعقولهم التافهة ..
الأخ الرئيس محمود عباس التقى أخاه رمضان شلح -الذي لازلنا نحترمه ونحترم عائلته ، - وأقول ذلك من منطلق ارتباطي بعلاقة طيبة مع هذه الأسرة المناضلة - اللقاء كان حميمي جدا بين الأخوين في دمشق بعد أحداث غزة السوداء ، وخرج لنا الأخ رمضان بتصريحات متوازنة تدعو إلى لحمة الصف الفلسطيني بالتوافق مع تصريحات أبو مازن ، كما وشارك الأخ رمضان إخوانه في حركة فتح في مراسيم العزاء للزعيم الراحل ياسر عرفات ، وتوجت حركة الجهاد موقفها ببيانات تدعو للرد على اليهود انتقاما من اغتيال الزعيم الراحل ياسر عرفات رحمه الله ، أما على صعيد العلاقات الداخلية بين الإخوة الميدانين السياسيين منهم والعسكريين فلا تزال هناك أواصر من المحبة والعلاقات الاجتماعية تربط بين كوادر الحركتين ، هذا عدا عن علاقات النسب والمصاهرة بين غالبية عائلاتهم الأصيلة في قطاع غزة ، ولكن يبدو أن من خطط للانقسام الفلسطيني السابق ! لم يرتح كثيرا لان الانقسام كان ثنائي - لذا - يحاول الخراصون أن يجعلوا الصراع ثلاثي ورباعي وخماسي حتى تكتمل رؤيتهم الخبيثة المدبر لها بليل أسود ، ويوأد الحلم الفلسطيني ، وتتحول أحزابنا وحركاتنا المقاومة إلى قطيع من الغنم يسهل اقتيادها وتوجيهها والتحكم بها ، ولكن هيهات هيهات فلازال فينا الوعي ، والإدراك لم يمت وطبيعة المخططات الخبيثة لن تنطلي علينا، وستبقى العلاقات المميزة بين الإخوة في فتح والجهاد مميزة ، ولن تؤثر عليها مطر سحابة صيف نزلت في مياه آسن لا يصلح لري الأرض وإطفاء الظمأ 0
ولو نظرنا للموقف الشعبي والرسمي الفتحاوي بشكل موضوعي ومتزن ، لرأينا أن عمالقة الفكر الفتحاوي لازالوا يكنون للإخوة في حركة الجهاد بوافر الاحترام والتقدير ، وتكررت الدعوات لهم لقيادة المشروع الإسلامي تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية ، وهذا الأمر ينسحب أيضا على خطاب الأخ رمضان شلح في خطابه اليوم في ذكري استشهاد القائد المفكر فتحي الشقاقى - رحمه الله - حيث كان متوازناً مقدرًا لحركة فتح وصاغ بيانه الخطابي بصورة معتدلة - تدعو إلى التقدير والاحترام - معبرًا عن رؤية حركته الخاصة من مشاريع السلام وهذا شأنه الخاص 0
وانطلاقاً من تلك الرؤى أدعو الأخوة في حركتي فتح والجهاد إلى تفويت الفرصة على المتربصين الكائدين الهائمين بين الحفر ، وان يقوم الإخوة في حركة الجهاد بدور اكبر لتثبيت اللحمة الفلسطينية انطلاقاً من المسؤولية التاريخية والوطنية الملقاة على عاتقهم بهذه المرحلة العصيبة من تاريخ شعبنا ، وليعلموا أن التاريخ المعاصر ينتظر منهم الكثير ولا يمكن كفلسطينيين أن ننتظر منهم عكس ذلك ، فهل وصلت رسالتنا الفلسطينية الخالصة الصافية إليكم يا مجاهدينا الأبرار أم نرضخ لمنهجية دهاقنة الفسق الماسوني ؟ د. ناصر إسماعيل جربوع(اليافاوي) كاتب باحث ومؤرخ – موجه التاريخ والقضايا المعاصرة بوزارة التعليم الفلسطينية
التعليقات (0)