القاهرة - كتب // أحمد الجارالله -
هل بدأت حركة حماس تنفيذ خطتها لاعلان دويلة انفصالية في غزة? فالتعميم الذي أصدرته ما يسمى وزارة الاعلام في غزة والذي طلبت فيه من وسائل الاعلام عدم استخدام مصطلح الحكومة المقالة و استبداله بمصطلح الحكومة في غزة, هو الخطوة الاولى في هذا الاتجاه. كلنا يعرف ان مؤشرات الانفصال تبدأ دائما في الامور الصغيرة والثانوية, فان تكرست تتجه بعدها الى الخطوات الاخطر, وهذا يعني ان مماطلة حماس في عدم التوقيع على المصالحة الوطنية لم يكن فقط خدمة لايران ومخططاتها في المنطقة, بل كان ايضا تمهيدا لتكريس الامر الواقع في فصل غزة عن الضفة الغربية, وتحقيق المخطط الاسرائيلي في تصفية القضية وعلى أيدي الفلسطينيين أنفسهم.
ويبدو ان تجار الدم لم يكتفوا بكل ما جروه على غزة خلال السنوات الماضية, بعد ان جعلوا القطاع سجنا كبيرا تمارس فيه كل أنواع البلطجة والبطش, فها هم الآن يمهدون للانفصال بكل صفاقة.
كان على هذه الفئة الباغية ان تعلن كامل مخططها قبل ان تخضع أكثر من مليون فلسطيني للجحيم على مدى ثلاث سنوات, لكانت وفرت على هذا الشعب الدماء والخسائر التي كبدته إياها طوال تلك الفترة.
المضحك المبكي ان حكومةحماس تتهم في بيانها الانفصالي الشرعية الفلسطينية و وسائل الاعلام والمجتمع الدولي بقلب الحقائق وهي التي دأبت على التزوير والمماطلة, و سرقت كل المساعدات الدولية من أفواه جياع غزة, ولم تكتف بذلك, بل عمدت الى ممارسة أقسى أنواع التنكيل ضد الغزاويين الذين تحملوا القهر والاذلال الممارس من قبل أبناء جلدتهم.
ان حماس المهووسة ب¯تحديد المفاهيم الدقيقة وإزالة اللبس والغموض في بعض المصطلحات المستخدمة, كما تقول, مطالبة قبل اي شيء آخر ان تزيل اللبس والغموض عن ارتباطاتها بالخارج غير العربي, وتنهي مأساة استزلامها له, وتغسل العار الذي ألحقته بالقضية الفلسطينية عبر أساليب العهر السياسي التي ما زالت تمارسها حتى تاريخه. وحماس هذه التي تعمل الان على صناعة نكبة فلسطينية جديدة أين منها نكبة العام 1948 مطالبة, ايضا, بفك أسر قطاع غزة قبل ان تحوله الى مقبرة جماعية للشعب الفلسطيني, اذ كيف للمجتمع الدولي ان يتعامل مع حكومة مرتهنة فاقدة الشرعية, وتمارس سلطة الأمر الواقع بقوة القمع والقتل والسرقة?
ما أعلنته حكومة اسماعيل هنية المقالة باصرار لا يقف عند حدود تصحيح المصطلحات, وليس عند حدود تداعيات الانقلاب الذي نفذته في عام 2007,بل انه الفصل الاكثر مأساوية في تاريخ القضية الفلسطينية الذي يعني بكل صراحة ان هؤلاء الظلاميين يريدون إطالة أمد المعاناة اكثر فترة ممكنة عبر تكريس الانفصال الفلسطيني, ويذبحون المصالحة ويدفنونها الى الأبد.
التعليقات (0)