أعلن منظمو رحلة سفينة المساعدات الإنسانية اللبنانية "مريم" أمس تأجيل إبحارها إلى قطاع غزة من ميناء طرابلس في شمال لبنان بعد رفض قبرص السماح لها بالرسو في أحد موانئها نظرا لتهديد إسرائيل باستخدام القوة العسكرية ضدها، بحسب الناطقة باسم الرحلة.
وكان مقرراً أن تبحر السفينة مساء اليوم الأحد من طرابلس اللبناني إلى قبرص وعلى متنها ناشطات لبنانيات وأجنبيات ومساعدات إنسانية كي تنطلق إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليه، لكن الشرطة القبرصية أعلنت أنها لن تسمح لها بالإبحار من أي موانئ الجزيرة. كما دعا وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الحكومة اللبنانية إلى "تحمل مسؤوليتها" ومنع إبحار السفينة. وقال خلال بيان أصدره في القدس المحتلة إنه في حال أصرت السفينة على القدوم إلى القطاع، فستوقفها القوات البحرية الإسرائيلية وتقودها إلى ميناء أسدود في فلسطين. وتابع قائلاً "إن السّفينة المزمع إبحارها من لبنان لا تمتّ بصلة للقضايا الإنسانيّة، بل تشكّل عمليّة استفزاز معادية وهذه العمليّة أُعِدَّت لمعاونة منظّمة إرهابيّة، تضع نصب عينيها قتل المواطنين الإسرائيليين".
ورد وزير النقل البناني غازي العريضي على ذلك قائلاً "إن الموقف اللبناني هو أن إسرائيل وليس سواها من يمارس الاستفزاز ولسنا في معرض تلقي الدروس من باراك، وما قمنا به انطلق من رأي موحد".
وقالت المندوبة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة جابرييلا شاليف في رسالة بعثتها إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن الولي للشهر الحالي المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة "إن إسرائيل تشتبه بأنها على علاقة بمنظمة حزب الله الإرهابية، وإسرائيل تحتفظ لنفسها بحق استخدام كل الوسائل اللازمة لمنعها من الوصول إلى قطاع غزة".
وذكرت أنه لا يمكن تبديد قلق إسرائيل بشأن أن تكون "مريم" وسفينة المساعدات الإنسانية الأخرى "ناجي العلي" التي ستتبعها تحملان أسلحة أو "أشخاصاً معادين". وتابعت قائلة "تدعو إسرائيل الحكومة اللبنانية إلى العمل بشكل ينم عن تحمل المسؤولية ومنع هاتين السفينتين من الإبحار إلى غزة. فهذه الخطوة من شأنها الحيلولة دون تصعيد محتمل للأمر". واختتمت رسالتها بالقول "إسرائيل تدعو المجتمع الدولي أيضا إلى ممارسة نفوذه ضد هذا الإبحار والمشاركة فيه".
وقالت المتحدثة باسم "حركة فلسطين حرة" المنظمة للرحلة ريما فرح لصحفيين في طرابلس "نحن نجري اتصالات عاجلة عبر أكثر من قناة مع بعض الدول المحيطة بنا وبينها تركيا واليونان للحصول على إذن بالرسو في موانئها في ضوء إعلان وزير النقل اللبناني غازي عدم السماح لنا بالإبحار اذا لم نجد ميناء يوافق على استقبالنا". وأضافت أن منظمي الرحلة سيعقدون صباح اليوم مؤتمراً صحفياً في طرابلس لإعلان المستجدات. وتابعت "نحن ننتظر أجوبة من الدول التي اتصلنا بها وفي ضوئها سنعلن التاريخ الجديد للانطلاق ولن نستسلم بسهولة". واعترفت سمر الحاج بأنه لا حماس في حكومة لبنان للرحلة"، قائلة
"استقطبنا الرأي العام، لكن لم نر حماساً على مستوى المسؤولين". وناشدت العريضي معاملة قبرص بالمثل ومنع البواخر القبرصية من الرسو في المرافئ اللبنانية. وقالت "إننا نحترم القانون وإسرائيل دولة عدوة ولن نصل إلى الانطلاق مباشرة من طرابلس إلى غزة، ويبدو أن هناك حملة فظيعة على سفينة مريم مما يدل على الإرباك لدى العدو"، مشددة على ان السفينة مريم لا يمكن أن تكون "منطلقاً للحرب".
وقال عضو مجلس النواب اللبناني عن فريق "الأكثرية أحمد فتفت في مقابلة تلفزيونية "إن الاستفزاز يعطي إسرائيل حججا اضافية لتظهر نفسها بمظهر الضحية وهذا لا يصب في مصلحة المواطن اللبناني". ودعا منظمي رحلة "مريم" إلى إرسال المساعدات الإنسانية إلى ميناء العريش المصري ومنه إلى غزة.
وأعلن رئيس "حركة فلسطين حرة" ياسر قشلق أنه لم يكن أمام حركته إلاّ أن تخوض "حرباً إنسانية ضد عدو الإنسانية". وقال "قدرنا أن نولد فلسطينيين وسط هذه الأمة التي هُزمت 5 أو 6 مرات أمام هؤلاء القراصنة الإسرائيليين".
التعليقات (0)