بِناءُ شَبابِ المُسْتَقْبَلِ .. في فِكرِ الأستاذِ المحقّق الصرخيّ
عندما يقترن العمل بالنية الخالصة، وتتجلي النفوس بالصفاء والمحبة والإخاء، ويكون تقديم العمل وجني ثماره لا للدنيا الزائلة وزخرفها وزبرجها، بل يكون أولًا زادًا للآخرة ومعادها، ومن هذا يتأتى ثانيًا أن نشرُ الوعي بين الشباب المسلم وتحصينهم، إنما يصبُ في تكاملِ النفوسِ والأخلاقِ، وبالتالي يَصبُ في إنشاءِ مجتمع متكامل رصين البناء يحافظ على هوية الأمة من الضياع وعلى رسالة الإسلام من الابتداع
، فمثالُ الشبابِ الواعي المسلم هو نواة للمجتمعِ الذي يتقبل فكرةِ الإمام العادل: الذي يملأها قسطاًاوعدلًا بعد أنْ مُلِئَتْ ظلمًا وجورًا، وبِأيٍ كانت المسميات من قبيل:المنتظر، المصلح ولكل الطوائف والأديان، فهؤلاء الشباب الذين ركزوا على إحياء شعائر الإسلام ونفض غبار الابتداع عنها، ونزع رداء التميع منها، وإخراجها في رونقها المثالي من حيث الإبتداء بقراءة القرآن في كل مجلس والاختتام بالدعاء، والخروج بها عن الشكليات الروتينية التي لم تعالج انحرافات المجتمع وخاصة أجيال الشباب الذين لم يعد لا نمط التربية المدرسية قادرًا على صقلهم بالأخلاق المثالية، ولا منابر الدين الروزخونية والإعلام المرئي المبتذل!! باستطاعتها احتواءهم في السير بالمسار الأخلاقي الرسالي.
لذلك جاءت هذه الوثبة التربوية للأُستاذ المحقق الصرخي لاستنهاض وتحفيز تلك الفطرة السليمة التي جُبِلَ الإنسان عليها، فهي مثل غامد الآبار مدفونة في جوانح القلب إن تثاقلت عليه قذارات الذنوب، وانحرافات النفس اندثرت وتلاشت، وإن كُشِفَتْ عنها تلك الأدران والأثقال انبعث ماؤها عذبًا زلالًا تُحيى به الأبدانِ كما تطيب به النفوس؛ لذلك سيكون ذلك الشور الرسالي نابضًا بتفجيرِ طاقات الفكر والإبداع لدى الشباب وإبراز مواهبهم وتسييرها لخدمةِ المجتمعاتِ والإنسانية ، وسيكون الندمِ والحسرةِ على الآباءِ الذين لم يلتحق أبناؤهم بهذه القوافل الرسالية التي تعد النموذج الأمثل والنواة الأُولى لِبناءِ المستقبل المشرق.
التعليقات (0)