المرحلة الانتقالية الحالية في تونس بعد ثورة 14 جانفي ,2011 تعيد إلى الأذهان الوضع في البلد عندما نجح الجنرال زين العابدين بن علي في زحزحة الحبيب بورقيبة من الحكم، الكل يتذكر ذلك الربيع الديمقراطي الذي لم يدم طويلا وتحوّل إلى قبضة حقيقية حوّلت البلد إلى مقبرة للرأي الآخر• إنه الخوف من أن تتكرر التجربة، لكن بشكل مختلف تماما• ولعل أبرز الوجوه التي تتكرر في المشهدين هو الشيخ راشد الغنوشي الذي كان محكوما عليه بالإعدام قبل السابع من نوفمبر 1987 ليتحوّل إلى مشروع شريك سياسي وثق في الجنرال الذي قمعه قبل ذلك ليتبين زيف الوعد ويضطر الشيخ للبقاء في المنفى الاختياري الذي استمر عشرين سنة كاملة•
لقد ورد في كتب صديقنا بن علي للصحفيين الفرنسيين نيكولا بو وجان بيار تيكو هذا الكلام المقتطف من حديث للشيخ راشد الغنوشي مع صديقه الحبيب مقني بعيد انقلاب 7 نوفمبر 1987 يا حبيب بن علي صادق، دعنا نخوض التجربة
- لا يستطيع أن يغيّر شيئا حتى ولو أراد، إنه نتاج نهج معين•
- كلا لقد وعدني بإعطاء الوجود الإسلامي طابعا قانونيا على الساحة الوطنية•
- إن شاء الله•
غير أن التحوّل الجديد حوّله من موقع الموعود إلى موقع الواعد، فالرجل الذي كان رهينة غيره هو الآن في موقع الأقوى والمقرر بقوة الشرعية الشعبية التي منحته الأغلبية في انتخابات المجلس التأسيسي وجعله ذلك يختار حلفاءه براحة واختيار منهم العلمانيين من أجل الذهاب إلى دولة مدنية يجد فيها العلماني نفسه كما يجد الإسلامي•
الجنرال زين العابدين بن علي لم يكن صادقا في وعده سنة ,1987 فهل سيكون راشد الغنوشي صادقا في الوعد الذي أطلقه سنة 2011؟
التعليقات (0)