إلى كل مغربي و مغربية
كما يعلم الجميع فقد إنطلقت مظاهرات يوم 20 فبراير في بعض المدن المغربية تطالب بإصلاحات سياسية، إقتصادية و إجتماعية و بمزيد من الحقوق و الحريات. و مما لا ِيخفى على المواطن المغربي فقد تخللت هذه المظاهرات عمليات من النهب و السرقة و حرق لمنشأت عمومية و خاصة من طرف شباب طائش، همه الوحيد كان هو التخريب و إطلاق العنان لمكبوتاتهم الصبيانية اللامسؤولة، مما سبب حالة من الرعب و الهلع عند بعض سكان المدن التي شملها التخريب. ذلك الخوف الذي بث في نفوس جل المغاربة بأسابيع قبل حلول يوم 20 فبراير، و حذروا بشكل قوي من انزلاق المظاهرات و خروجها عن طابعها السلمي الحضاري وهو ما حدث بالفعل في بعض المدن مع الأسف.
لهذه الأسباب و التطورات و ومن منطلق الحس بالمسؤولية الوطنية والواجب الديني و الأخلاقي قررت الحركة الشبابية "مع الملكية لتحقيق كرامة الشعب المغربي" أن تتوجه ببيانها هذا خصوصا إلى كل المتسببين بشكل غير مباشر و المسؤولين الحقيقيين وراء هذه التجاوزات و من بينهم: ممثلي حركة 20 فبراير، تحالف اليسار الديمقراطي، النهج الديمقراطي، شباب العدل و الإحسان، و غيرها من الجميعات الحقوقية المغربية، و نعلن ما يلي :
أولا: تعازينا القلبية الحارة إلى أسر الضحايا الخمس ونطالب لسلطات بصرف مبالغ مادية لهم وبشكل عاجل، وبفتح تحقيق نزيه و شفاف لمعاقبة الجانين. كما نطالب المسؤولين بتقديم مساعدات مادية لكل مواطن تعرضت ممتلكاته للنهب أو الحرق.
ثانيا: إستنكارنا الشديد لأعمال الشغب الهمجية التي دفع ثمنها المواطن البسيط كما هي العادة في هذه البلاد الطيبة. و نؤكد رفضنا التام لمثل هذه المظاهرات في الوقت الراهن نظرا لحساسيته، و خير دليل الخسائر المادية و النفسية التي نتجت إثر سوء التدبير و إنعدام الحكمة و بعد الرؤيا عند الأطراف الداعية لهذه المسيرات، لأسباب إنتخابية قادمة و أخرى من أجل توسيع دائرة تحركاتها بين الطبقة الشعبية. كما نؤكد أننا لسنا ضد المظاهرات السلمية التي تعتبر من أبسط مبادئ الديموقراطية، و لكن ليس في هذه الظرفية الزمنية القابلة للإشتعال و بالتالي تهديد الأمن الداخلي و إستقرار البلاد.
تالثا: نحمل الداعين لتلك المظاهرة المسؤولية كاملة في كل ما وقع من خسائر مادية و جسدية، من خلال إستغلالهم لقاصرين و أخرين غير واعين بالحراك السياسي و الإجتماعي، و نطالب بمعاقبة كل من تتبث في حقه مخالفة القانون و التسبب في هذه التجاوزات
رابعا: نطالب رجال الأمن بعدم الإحتكاك بالمتظاهرين السلميين وندعوهم إلى ضبط النفس وتجنب أية ممارسات تعسفية.
خامسا: كان على هؤلاء المطالبين بمعاقبة ناهبي المال العام أن يحرسوا أنفسهم على هذا المال، الذي أتلفوا جزءا منه بما ترتب جراء دعوتهم هذه من نتائج سلبية و خسائر مادية و بشرية، والتي سيتحمل فاتورتها طبعا المواطن المثقل كاهله بالضرائب.
سادسا: كان الأحرى بالداعين و المسيرين لهذه المظاهرات، إن كانت لهم حقا نوايا حسنة و غيرة وطنية, أن ينزلوا بعد الخراب إلى الشارع لتنضيفه و تقديم يد المساعدة للمحتاجين و إبداء روح التعاون الوطني إن كان لهذا المصطلح مكان في قاموسهم، حتى يكونوا فعلا قدوة وأهلا للمطالبة بالإصلاحات و التغيير.
سابعا : نحذر أشد التحذير من كل مسيرة تدعو إليها جهات وهمية مشبوهة و لا مسؤولة، قد لا تمت بأي صلة إلى خدمة مصالح المغرب و ثوابته الدينية و الوطنية، و من أي حرب إعلامية داخلية أو خارجية وما يتبعها من إشاعات قد تشوه سمعة الوطن و تجر المواطنين إلى التخريب و فتنة الشارع.
وندعو في ختام هذا البيان كل المغاربة الأحرار، خصوصا الشباب منهم و الشابات، برفع شعار الوطن أولا و الوطن أخيرا و عدم الإنجراف وراء هذه الدعوات اللاعقلانية، خصوصا من أشخاص أبانوا عن عدم نجاعة سلوكهم الفردي وإنعدام الحس الخلقي و الوطني و تحملهم للمسؤولية، فينطبق عليهم قوله تعالى:{ كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ} سورة الحشر (59): الآية 16
التعليقات (0)