يتعرَّض المشهد السياسيُّ في مملكة البحرين إلى تطوُّر خطير يتمثــَّل بقيام السلطات باعتقال الشيخ عليّ سلمان رئيس جمعيّة الوفاق الوطنيِّ الإسلاميّة كبرى الجمعيّات السياسيّة في البلاد.
إنَّ هذه المُمارَسات بحقِّ قيادات وطنيّة تتصف بالاعتدال، وتلتزم بالمنهج السلميِّ في تحقيق المطالب العادلة لأغلبيّة الشعب البحرينيِّ في التصدِّي للاضطهاد، والفساد، والتهميش هي مُمارَسات تفتقد إلى الحكمة، وتـُعرِّض المصالح العليا للبلاد، والسلم الاجتماعيَّ إلى مُجازَفة حقيقيّة.
إنَّ الحرص على حاضر ومُستقبَل وطن مُزدهِر ينعم فيه المُواطِنون بالحقوق المُتساوية، والحُرّيّات يتطلـَّب عدم الانسياق وراء إجراءات آنيّة تبدو في ظاهرها مكاسب سياسيّة طارئة في حين هي في العمق تـُزلزِل الثقة، وتنسف المُشترَكات، وتـُحطـِّم مُبرِّرات الحوار المُثمِر والبنـَّاء على أسس الشراكة، ورعاية المصالح العليا للبلاد.
ندعو الأشقاء في حكومة البحرين إلى إطلاق السراح الفوريِّ للشيخ عليّ سلمان، وإلى إعادة النظر بمُجمَل أجندة الإصلاح، وتلبية المطالب الشعبيّة بما يكفل محو حالة الاغتراب، والتهميش، واستعادة الحقوق والحُرّيّات؛ من أجل بحرين ينعم فيه جميع أبنائه بالحُرّيّة، والأمن، والحقوق المُتساوية، والازدهار خصوصاً أنَّ الشيخ عليّ سلمان عُرِف بالوسطيّة في التعامُل؛ ممَّا جعله محطَّ احترام أوساط الأمّة الإسلاميّة عامّة، وشعوب المنطقة خاصّة؛ كما أنـَّه حظي باحترام وثقة الشعب البحرينيِّ الكريم.
نحن بأمسِّ الحاجة لبعث رسالة المَحبّة، والثقة إلى جماهيرنا المُتواجـِدة في كلِّ مكان، ونـُؤكـِّد حرصنا على إقامة علاقات إيجابيّة بين بلدينا وشعبينا في العراق والبحرين انسجاماً مع توجُّهات الحكومة العراقيّة الحاليّة في الانفتاح على دول المنطقة.
التعليقات (0)