تحول الحلم إلى حقيقة.. إنه الحلم العربي الشعار الذي رفعته مدينة قطر الصغيرة جغرافيا والكبيرة بالكفاءات والطموحات فقهرت أقوى قوى العالم في يوم تاريخي بزيوريخ السويسرية.. حلم تنظيم كأس العالم في بلد عربي إسلامي ظل يراود الجميع وسعى إليه أكثر من بلد عربي..
ستكون قطر 2022 أول بلد عربي وإسلامي يحظى بشرف تنظيم أكبر حدث كروي في العالم بعد منافسة شرسة من أقوى بلدان القارات الثلاث آسيا واستراليا وأمريكا.
لم يكن مسار قطر مفروشا بالورد، بل كانت نتيجة تضحيات كبيرة.. فبمجرد انك عربي هذا يعني انك لست أحق بتنظيم الأحداث الكبرى.. شعار رفعته أيادي خفية في الفيفا فخرج المغرب من المنافسة في ثلاث مرات.. ومصر بصفر مونديالي ولحقتها ليبيا وتونس في الملف المشترك .. لكن الأمر اختلف مع قطر التي غيرت الكثير من المفاهيم.
ولاح في الأفق أن قطر ستكون الحصان الأسود في ملف 2022 رغم محاولات التشويش على الفيفا باختلاق الذرائع بداية من تأثير درجة الحرارة العالية ثم صغر المساحة الجغرافية وبعدها إلغاء نظام التناوب وتحول الملف الأمريكي من الترشح في 2018 إلى 2022 وهي شكوك راودت الجميع.
ويبدو أن فطنة الطرف القطري كانت في الموعد من خلال السياسة الرشيدة للحكومة القطرية والقائمين على الملف الذين بدؤوه في الوهلة الأولى بحشد اكبر عدد من النجوم مثل زيدان ودو بوير وغوارديولا.. حتى أضحت قطر قبلة نجوم الكرة العالمية.. وانتقلت بعدها الى اقناع العالم يقدرة هذا البلد في تنظيم الحدث العالمي من خلال ملف صقيل جدا بملاعب عالية الجودة واستعمال تقنية التبريد التي ستكون سابقة في المونديال، بعدما سبقت قطر ذلك من خلال استاد خليفة لنادي السد.
وكانت الأيام الأخيرة عصيبة خاصة بعد محاولة الطرف الانجليز بالتأثير في مسار الاقتراع لأعضاء الفيفا من خلال سلسلة تقارير تكشف من خلال تلقي المصوتين لرشاوى، وهي حملة استباقية لم تنل من عزيمة الطرف القطري.
سيبقى الثاني من ديسمبر 2010 تاريخيا للعرب جميعا.. خاصة بعد تردد رئيس الفيفا في إعلان اسم الفائز.. لكن عملية الاقتراع أسقطت الأقنعة.. فسقطت اليابان وكوريا الجنوبية وتلاها استراليا ليأتي الدور على أمريكا في الدور الثالث الذي منح ممثل العرب شرف الإطاحة بملف يحمل في طياته دعما من أقوى الشركات العالمية ويرأسه بيل كلينتون رئيس السابق لأقوى دولة في العالم.
عجزت الألسن عن الحديث.. امتزجت الأحاسيس ارتفعت دقات القلوب.. مشاعر لم يستطع أي عربي أن يتغلب عليها أو يتمالك نفسه وهو يرتص أمام شاشات التلفزيون.. نعم انه الحلم العربي الشعار الذي رفعه الأشقاء القطريون والتفت حوله الأمة الإسلامية.
شكرا قطر.. شكرا جميعا لكل من منح العرب هذا الشرف.. شكرا لأمير قطر وحرمه وأفراد عائلته.. شكرا لكل من حمل على عاتقه هذا العبء.
وقد مثل تقديم العروض وإعلان مستضيفي نهائيات كأس العالم 2018 و2022 أحد أكبر الأحداث الإعلامية التي احتضنتها سويسرا على الإطلاق. فقد نقلت 70 قناة تلفزيونية لحظة الإعلان مباشرة على الهواء من مركز زيوريخ للمؤتمرات، حيث أشرف على تغطية الحدث حوالي ألف إعلامي وإعلامية من مختلف أنحاء العالم.
وكانت قطر رائدة من خلال منبر الجزيرة والتغطية المميزة لقناة الجزيرة الرياضية على مدار اليومين الماضيين ما يعني ان القطريين حفظوا درس بقية ممثلي العرب الذين تساقطوا كأوراق التوت لعدة اسباب، ففضلوا العمل على الكلام الزائد في الثقة ولم يتبجحوا اطلاقا بانهم هم اعظم بلد في العالم العربي.. وهم أول من يحظى بشرف تنظيم المونديال، بل ركزت على ان الملف القطري هو ملف موحد للعرب جميعا تحت مسمى "الشرق الأوسط" فكانت خدعة بصرية شكلت ضربة قاصمة لبقية المنافسين.
التعليقات (0)