سماحة العلامة السيّد محمّد عليّ الحسينيّ- حفظه الله- المرجع الاسلامي لشيعة العرب
وأخيرا أحمدي نجاد يرمي إسرائيل بحجر
العلامة السيد محمد علي الحسيني
کثيرة ومتنوعة وقوية کانت الادعاءات الصادرة من قبل قادة النظام الايراني بخصوص نيتهم في ضرب إسرائيل بل وحتى محوها من الخارطة والوجود. وبديهي أن المتابعين والمتخصصين بالشأن الايراني وبملف العلاقات الايرانية الاسرائيلية کانوا دوما يوجهون إنتقادات لاذعة بهذا السياق حيث أنهم لم يعتبروا رمي إسرائيل بأيادي غير أياديهم وبوجوه غير وجههم، ماهو إلا إضفاء ضبابية وحالة من الالتباس المقصود على أصل نية النظام الايراني.
وطوال العقود الماضية التي مرت على عمر هذا النظام، وعشية رمضان کل عام، کانوا يقيمون مايسمونه يوم القدس العالمي، والذي وعلى الرغم من کل المظاهر التي تحيط به، لايتعدى عن کونه مجرد بالونة إعلامية للإستهلاکين المحلي والاسلامي، لأن هذا النظام وعلى أرض الواقع لم يخطو ولو حتى مجرد خطوة فعلية لکي يوجه ولو مجرد طلقة واحدة ضد الکيان الصهيوني، لکن، اليوم وکما علمنا من(مصادر موثوقة) بأن احمدي نجاد سوف يقطع المسافة الطويلة من إيران إلى جنوب لبنان العربي وتحديدا إلى بوابة فاطمة على الحدود مع فلسطين المحتلة على الشريط الشائك ليرمي حجرا على جندي اسرائيلي وبناءا على ذلك سوف لن يقال بعد الان ان النظام الايراني لم يرم حجر على الکيان الصهيوني بصورة مباشرة!!
ان إصرار النظام الايراني على هکذا ممارسات ديماغوجية وغير منطقية وبعيدة کل البعد عن أصل المسألة وجوهر القضية، هو تلاعب مکشوف و قفز واضح على الحقائق وتجاوز واقع المشکلة واساسها، وان زيارة احمدي نجاد من أساسها للبنان هي لعبة إعلامية يراد منها ذر الرماد في العيون ومنح نوعا من التصعيد للصراع الايراني الاسرائيلي القائم من أساسه على مديات وحدود نفوذ کل منهما في المنطقة وليس له اي علاقة بمضامين ومباني دينية کما يسعى النظام الايراني لإظهار ذلك، وان هذه الزيارة هي وبکل المقاييس ليس بإمکانها ان تکون مفيدة للبنان والمنطقة بقدر ماستلحق بکلاهما أضرارا وتساهم في إضفاء المزيد من القلق والتوجس على الموقف.
النظام الايراني الذي سعى ويسعى لکي يظهر نفسه بمظهر حامل راية المقاومة والممانعة والتصدي للکيان الصهيوني، ينکس هذه الراية کلما إقتضت مصالحه وإستدعت الضرورة ذلك(وللضرورات أحکام!)، بل وانه مستعد حتى لتمزيقها لو وجد الطرف الاخر متفهما ومتقبلا لمساحة النفوذ التي يرتجيها في المنطقة.
اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، ومن خلال استقرائنا لمجريات الامور وأبجديات الاوضاع المعقدة في لبنان والمنطقة، نؤکد بأن زيارة احمدي نجاد لن تکون سوى حلقة أخرى من حلقات المزيد من تعقيد الاوضاع وإيصالها الى حافة الازمة والانفجار في غير وقته وبديهي أن ذلك لن يکون مفيدا إلا لأجندة خاصة لاعلاقة لها البتة بمصالح وأهداف لبنان والوطن العربي والقضية الفلسطينية نفسها قبل کل ذلك واننا نرفض هذه الزيارة جملة وتفصيلا وندعو لإلغائها من أجل مصلحة لبنان والمنطقة، وان اولئك الذين يريدون محو اسرائيل من خارطة الوجود ليذهبوا ويفعلوا مايدعونه بعيدا عن الارض اللبنانية وعموم الارض العربية لأن لبنان وشعب لبنان قد دفع ثمنا باهظا من جراء مواجهات وهمية وکاذبة ومزيفة مع الکيان الغاصب لأرض فلسطين.
المرجع الإسلامي للشيعة العرب
التعليقات (0)