سماحة العلامة السيّد محمّد عليّ الحسينيّ- حفظه الله- المرجع الاسلامي لشيعة العرب
انها دعوة مبارکة أيها العراقيون
العلامة السيد محمد علي الحسيني.
النداء المتسم بروح الحرص والمسٶولية العالية في إلتزام قضايا المسلمين والعروبة والذي وجهه خادم الحرمين الشريفين لقادة العراق لعقد لقاء في العاصمة السعودية الرياض عقب موسم الحج تحت مظلة الجامعة العربية، تجسد المصداقية المميزة للدور الکبير الذي لعبته وتلعبه المملکة العربية السعودية ازاء القضايا الاسلامية والعربية وهي تعکس نهجا خاصا تمسکت وتتمسك به وطن الرسالة المحمدية والعروبة الاصيلة قبال الامتين الاسلامية و العربية.
النداء الذي وجهه خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد کل ذلك التأخير الذي رافق ويرافق تشکيل الحکومة العراقية، يؤکد للعالم أجمع نقاء وحرص ومصداقية الدور الإيجابي الذي تلعبه المملکة العربية السعودية بالنسبة للوضع في العراق وهو في نفس الوقت إمتداد طبيعي لذات الدور الذي إلتزمته وتتلزمه دولة مهبط الوحي والرسالة المحمدية ازاء مختلف الازمات والمشاکل التي تعصف بالعالمين العربي والاسلامي، ومثلما رأينا بالامس القريب دورا إيجابيا مشهودا له من الخصوم قبل الاشقاء والاصدقاء لعبته المملکة المبارکة بخصوص الازمة في لبنان، وازاء قضايا أخرى کثيرة لامجال لحصرها او عدها في هذا المجال الضيق، فإن هذه المبادرة المبارکة والبالغة الايجابية التي طرحها خادم الحرمين الشريفين تعکس عمق إلتزام وحرص المملکة بالقضية العراقية وجديتها الاستثنائيتين في السعي الصادق والنبيل من أجل إيجاد حل ومخرج مناسب للأزمة السياسية التي تعصف بعملية تشکيل الحکومة العراقية، خصوصا وان المملکة العربية السعودية وإنطلاقا من موقفها المبدئي الثابت والواضح من المشهد العراقي، قد وقفت وتقف دوما على مساحة واحدة من کل الاطراف والفئات العراقية من دون أدنى فرق او تمييز، وهو أمر تقر به کافة الاطراف والاطياف العراقية بدون إستثناء، وان مبادرة خادم الحرمين الشريفين بناءا واستنادا على هذه الحقيقة، تجسد أملا کبيرا وضاءا للخروج من الازمة السياسية في العراق و تشکيل الحکومة العراقية الجديدة بعون الله ومشيئته تعالى.
ان مبادرة العاهل السعودي التي تطرح في وقت يمر العراق باوضاع معقدة وبالغة الصعوبة وتکثر فيه المخاوف والتکهنات بشأن المستقبلين القريب والبعيد لهذا القطر الشقيق، تمثل موقفا مشرفا يمثل الاخلاق العربية والاسلامية بأنصع صوره وأصدق معانيه وهو بمثابة طوق نجاة للأشقاء العراقيين من الدوامة المخيفة التي باتت تلف وتدور بهم من دون نهاية وان المملكة التي کان وسيبقى لها دورا إيجابيا مميزا ونظيفا ومخلصا من العراق والقضية العراقية تمثل الحکم والفيصل الاجدر والانسب والاخلص لحسم قضية تشکيل الحکومة العراقية وإخراجها من عنق الازمة.
اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، وإنطلاقا من موقعنا وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، نؤيد وبقوة هذه المبادرة الکريمة وندعو وبقوة کافة الاطراف العراقية للإرتقاء بمستوى إحساسها بالمسؤولية وتلبية هذه الدعوة الرشيدة المفعمة بالحرص والاخلاص واننا نجدها المخرج الافضل والاحسن للخروج بالازمة العراقية الى عتبة الحل الامثل للجميع بعيدا عن التأثيرات والتجاذبات والاملاءات الاقليمية والدولية المضادة والمناقضة لمصلحة وأمن الشعب العراقي، ونجد من صميم واجبنا حث القادة العراقيين على عدم تفويت هذه الفرصة الکبيرة والمميزة وإستغلالها خدمة لمصلحة أمن العراق وشعبه.
المرجع السياسي للشيعة العرب.
التعليقات (0)