إن حالة الاستقرار التي تشوب الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية , و التي هي انعكاس تلقائي لحالة الاستقرار الأمني التي تعيشها الضفة الغربية بأكملها , لا تروق لحركة حماس و كتلتها التي تطلق على نفسها أنها إسلامية .
حيث أن الجميع يعلم و يرى المفارقة العظمى بين الحالتين الأمنيتين في الضفة الغربية و قطاع غزة , فبالضفة الأمن مسيطر عليه من قبل العيون الساهرة التي تعمل ليل نهار من أجل راحة المواطنين , أما في غزة فالتفجيرات هنا و هناك و حوادث القتل و السرقة و النهب و النصب و عربدة أبناء حماس حدث ولا حرج .
إن الحالة المستقرة التي تمر بها جامعات الضفة الغربية , يعاني طلاب قطاع غزة من عدم وجودها في جامعاتهم , حيث إن اقتحام مليشيات حماس لجامعة الأزهر و جامعة القدس المفتوحة و محاولات السيطرة على جامعة الأقصى من قبل زمرة الانقلاب ما زالت مستمرة و مكثفة , و القمع الذي يتعرض له أبناء الأطر الطلابية في الجامعة الإسلامية من قبل كتلة حماس و إدارة الجامعة ليس بخاف عن أحد .
بعد الانتخابات التي جرت في جامعة بيرزيت و فوز حركة الشبيبة الطلابية بغالبية مقاعد المجلس , تتهم حماس و عبر موقعها الالكتروني , أجهزت الأمن الفلسطينية بملاحقة أبناء الكتلة الإسلامية في الضفة , و أنها تتدخل في الشؤون الداخلية للجامعات , كما أنها تجبر الكتلة على الانسحاب من الانتخابات .
إن كتلة حماس رفضت دخول الانتخابات في جامعة بيرزيت و ذلك لسببين معروفين جيدا لسكان الضفة الغربية بشكل عام , و لطلاب جامعة بيرزيت بشكل خاص , السبب الأول هو معرفة الكتلة لحجمها بالجامعة , و أنها سوف تخسر أي انتخابات تخوضها أمام حركة الشبيبة الطلابية , و السبب الثاني هو الطعن في نتائج الانتخابات و اتهام الشبيبة بالتزوير , علما بأن الجامعة كانت مشرفة بشكل كبير على عمليات الاقتراع و فرز الأصوات و النتائج , كما أن مراقبين خارجيين كانوا متواجدين حتى آخر لحظة في إعلان النتائج , و جميعهم أثنوا على العملية الديمقراطية التي جرت داخل الحرم الجامعي .
بهاء الدين القيادي في الشبيبة الطلابية قال لنا كنا نتمنى من الكتلة الإسلامية المشاركة في هذه الانتخابات , حتى ترى حجمها أمام أبناء الفتح كم يساوي في جامعة بيرزيت
ان عدم مشاركة حماس في انتخابات مجالس الطلبة يعكس خوفها من خسارة هذه الانتخابات , و هذا ما هو معروف عنها , و بالتالي ينعكس تأخير حماس لتوقيع ورقة المصالحة المصرية , خوفا منها من إجراء انتخابات تشريعية و رئاسية جديدة , تخسرها , فالجميع يعلم ان حماس عادة ما تفضل مصلحتها على مصلحة المواطنين , و انها تتخذ الشعب بأكمله في قطاع غزة كرهينة لتنفيذ مصالحها و مخطط جماعة الإخوان المسلمين .
التعليقات (0)