لعلي و حسب ظني أن المساجد ليست للحملات الإنتخابية، غير أن مشروع الدستور إصلاح تاريخي مشهود يتطلب قليلا من الاستثناء، استثناء يجعل من دعاة بيوت الله أصوات تنادي في خطبة موحدة على جميع منابر المساجد في المملكة بضرورة المشاركة و قول "نعم"، فمن يستطيع قولا "لا" بعد حديث الأئمة هداة الأمة؟
إستثناء يجعل من السلطات هي من يحرك المسيرات المؤيدة مستغلة وسائلها و أجهزتها " العمومية " من أجل وضع " نعم للدستور " مثلا على الجدران..... ، إستثناء يعطي رئيس بلدية مدينة كبيرة الحق في دعوة موظفيه و أعوان البلدية و عمال التعاون الوطني الحضور فرضا و غصبا لحفل حزبي كبير من أجل "نعم"، إستثناء يجعل من الإعلام الجهوي في قناة العيون الجهوية يغطي مجالس القبائل " تكريس للطابع التنافسي بين القبائل في مجتمع يفترض فيه أن يكون مدنيا الولاء فيه للوطن لا للقبيلة " وهي تثمن الخطاب و الدستور و وتجدد الولاء تترا، فقط دون حتى الحديث عن الدستور نفسه.
على صعيد آخر و مع إستثناءات الدولة، شيوخ و مشايخ أدلوا بدلوهم في هذه الحملة المباركة، المغراوي في مراكش ينادي بنعم للدستور، كحال مصر المغراوي يقود تياره السلفي إلى المشهد السياسي المغربي، أمر يحتاج لكثير من التنازلات والمعارك ضد تيارات من داخل السلفية نفسها و من الإسلاميين الحزبيين و من التيارات العلمانية و الليبرالية، الطريقة القادرية البودشيشية ستنظم مسيرة غدا الأحد لقول "نعم"، استعراض قوى من طريقة بزغ نجمها منذ أن وصل التوفيق للأوقاف، حمزة البودشيشي يريد جر مريديه إلى شوارع الداربيضاء و أيضا إرسال رسائل مشفرة لجهات معينة تدعي خرقة التصوف و تعاند ولي الأمر، الطائفة اليهودية مع "نعم" أيضا، خطاب إعلامي للإستهلاك الخارجي، فالطائفة لا تمثل أي وزن انتخابي يذكر.
الأحد القادم سيشهد مظاهرات جديدة لحركة 20 فبراير و أخرى للتأييد، وحيدة في الميدان إلى جانب الجماعة المحظورة و حزب يساري صغير و نقابة الأموي الباحثة عن موقع يرد بعضا من تاريخها مقابل السلطة و أحزاب و نقابات و شيوخ و مشايخ، زوايا و طوائف، أعيان قبائل و رؤساء جمعيات....، قد لا يعني ذلك غلبة الطوائف بمسمياتها، فهي لا تمثل بقدها و قديدها غالبية المجتمع المغربي بقدر ما تمثل نفسها و عناوينهاالكبيرة. غير أنها للأسف تمتلك أسلحة المال و السطوة و الإعلام في بيئة يعمها الخوف و الجهل و الفقر.
التعليقات (0)