بصمة المعلم أولى من ..!
وزارة التعليم السعودية قبل الهيكلة وبعد تسعى وبكل جهد لتطبيق أنظمة ضبط إداري ولم تجد أفضل طريقة من تطبيق نظام البصمة على موظفي الوزارة ومعلميها الذين باتوا بين مطرقة البصمة وسندان رداءة التطوير المهني والحوافز الغائبة بقدرة قادر!.
عملية إدارة الموظفين معقدة جداً خاصة إذا كان عدد الموظفين يتزايد عاماً بعد عام , تطبيق آليات ضبط إداري مرنة وحديثة مطلب وضرورة لتعزيز الإنتاجية لكن أليس من الأولى أن يسبق الضبط الإداري عدداً من الإجراءات والدراسات , إن الواقع يقول لابد أن يسبق الضبط الإداري للعملية الإدارية و دوام الموظفين إجراءات مرنة متنوعة متعددة تبدأ بالشفافية والمحاسبة وتنتهي بتطوير الأداء وزيادة الحوافز المادية للموظف خاصة المعلم الذي بات خارج نطاق التغطية منذ زمن بعيد ؟.!.
وزارة التعليم بموازنتها المالية ذات الأرقام الخيالية لم تجد بٌداً من تدوير تلك الأموال وتبديدها على مشروعات هلامية تٌسمى نظاماً بمشروع التطوير وواقعاً بمشروع النسخ واللصق , مليارات متتالية ومشاريع التطوير تراوح مكانها ومن باب الشفافية وبما أن الوزارة تتبع سياسة التحديث والتطور والمرونة عليها أن تٌفصح عن تلك المليارات وتٌعيد تقييم الواقع لتستشرف المستقبل في زمن النهضة والتنمية المستدامة , مليارات الوزارة لم تسعفها في تحويل المدارس لبيئة تعليمية جاذبة ولم تسعفها في تلافي أخطاء المناهج اللغوية والكارثية ولم تسعفها أيضاً في إيقاف نزيف دماء المعلمات التي تنزف صباح كل يوم تعليمي فكم من معلمة خرجت صباحاً وعادت لمنزلها جثة هامدة , ولم تسعفها في تطوير المناهج تطويراً حقيقياً ينقل المجتمع من حالة السكون المعرفي إلى حالة التفاعل والتواصل الديناميكي المرن , ولم تسعفها في حل معضلة الحوافز ,لكنها أسعفتها في تطبيق إجراءات الضبط والربط والتضييق , فالوزارة تنظر من الأعلى ومن ينظر من الأعلى لا يرى بوضوح وتلك وزارة التعليم وأخواتها ؟.
ضبط الدوام الصباحي والانصراف ضرورة وحق قانوني للوزارة , لكن قبل ذلك على الوزارة أن تبدأ بما هو أهم من كل ذلك , فتطوير التعليم لا يبدأ ببصمة معلم وأصبع معلمة ولا يبدأ بنزع الثقة من المعلم والمعلمة , بل يبدأ بتطوير وتحديث شامل لكل شيء بداً من المناهج والبيئة المدرسية كمبنى ووسائل مساعدة وانتهاءً بالمناهج وبين ذلك وتلك يكون تطوير المعلم والمعلمة مهنياً ومعرفياً أولوية وأساس لتحقيق نتائج مرضية على كافة المستويات .
وزارة التعليم تعيش في واقع منفصل عن المعلم والمعلمة , ومجالس المعلمين والمعلمات لم تحقق شيئاً لتغيير ذلك الواقع أو على الأقل تقريب الوزارة من هموم المعلم والمعلمة , الأولى أن تكون تلك المجالس منتخبة بحرية تامة وحتى تكون كذلك يجب على الوزارة إلغاء تلك المجالس الصورية توفيراً للمال وتوفيراً لعبارات الثناء والمديح فمشروع البصمة بحاجة لتركيز ومال وفير ليرى النور بأقصى سرعة وهاهو آت ليت كل الأحلام مثل البصمة التي أتت بسرعة البرق فكل التبريرات والإجراءات البيروقراطية سقطت أمام البصمة ولم تسقط أمام مطالبات التغيير والتحديث والحوافز والتطوير المهني الحقيقي بل بقيت صامدة متحجرة ؟.!.
التعليقات (0)