بتر العضو ..
الشاعرة الامازيغية مليكة مزان المثيرة للجدل تعود إلى الساحة بصورة جدلية مختلفة عن السابق , فقد دعت القضاء المغربي إلى قطع الأعضاء التناسلية للخليجين والسعوديين "الذكور" كردة فعل على الحكم الصادر بحق مواطن مغربي أٌتٌهم بإرتكاب جرائم سرقة بالسعودية وتحديداً بمكة , الشاعرة تمتلك إحساساً مرهفاً يختلف كلياً عن الشاعر فالأنثى مٌرهفة بالفطرة وأحاسيسها تختلف فكيف بها إذا كانت شاعرة تصوغ من الكلمات أحاسيس وتٌشكل من الحروف عقود مضيئة تٌضيء حياة العٌشاق , الشاعرة مليكة كسرت القاعدة بدعوتها العنيفة لبتر الأعضاء التناسلية رمز الرجولة بالوطن العربي والخليج , ردة فعل تنم عن غضب داخلي كبير وعميق وكان لحداثة المواطن المغربي دورٌ في تفجير الغضب وإطلاق الحمم البركانية التي ضاقت بها صفحة الشاعرة على الفيس بوك !
لكل جريمة دافع وسبب ومن يقلب صفحات علم النفس الجنائي وعلم الاجتماع الجنائي يجد الكثير من النظريات والدراسات التي تؤكد على الدافع كعامل رئيسي ومؤثر لارتكاب الجريمة , قد يكون لدى الشاعرة علم بأحكام إقامة الحدود الشرعية وشروطها المجمع عليها فقهياً قديماً وحديثاً وقد لا يكون لديها علم لكن من المؤكد أن لديها الكثير والكثير من الغضب والسوداوية تجاه المجتمع الخليجي عامة والسعودي خاصة , فهي استثنت الكثير من السياح وركزت على مجتمع بعينة قد يكون للحكم القضائي السعودي بحق مواطنها دورٌ في التركيز لكن هناك تراكمات مختزنة بعقلها الباطن ولم يٌظهرها للعيان الا الحٌكم القضائي فرب ضارة نافعة ؟.
من حق الشاعرة الغضب لأجل تراث وتاريخ بلدها ويحق لها مناهضة جميع الظواهر السلبية المتفشية بالمجتمع المغربي , ويحق لها الدعوة لحماية مجتمعها من الغزوات الحيوانية لبعض الذكور , لكن بما أنها شاعرة مرهفة الحس وصاحبة كلمة كان أولى تجنب الإثارة قدر الإمكان خاصة في مواضيع بالغة الحساسية وذات خلفية رمادية معقدة الفهم , كان عليها التضامن مع مؤسسات المجتمع المدني المغربي والعمل من أجل مشروع سياحة مغربية نظيفة والتواصل مع القنوات القانونية المغربية في ذلك الشأن وفي شأن قضية مواطنها أيضاً بدلاً من الإثارة وتجنباً لغضب صعاليك السياحة المغربية !.
سيل من الغضب أنهال على الشاعرة و بعض ردود الفعل كانت تدافع عن الحكم الشرعي لكنها تجاهلت سلوكيات وممارسات يمارسها البعض بالمغرب صيفاً وشتاءً وكأن الأحكام الشرعية مقيدة بزمان ومكان محددين , الشاعرة المغربية وغيرها الكثير بالمغرب وبغير المغرب غاضبون وناقمون والسبب ما يرونه من تصرفات وسلوكيات خارجة عن النطاق الإنساني السليم وبغطاءٍ قانوني وتحت مسمى السياحة والترويح عن النفس و إكتشاف الذات وتفريغ الطاقة , تلك التصرفات والسلوكيات حولت شاعرة مرهفة الحس إلى جلاد متوحش فأطلقت رأي يرى فيه البعض خطراً على الذكورية إذا لقي تجاوب من السلطات الرسمية !.
مثلما تنثر الكلمات في سماء الإبداع هاهي تعود لترمي بحجر ثقيل في ماء راكد فهل سيتحرك المثقف المغربي ويسجل تضامنه مع دعوة الشاعرة التي وإن كانت جدلية الإ أنها دعوة تستحق التجاوب لأنها ستفتح ملف تجارة الجنس والأجساد بالمغرب وستٌعيد فتح ملفات شائكة مرتبطة بتلك التجارة النتنة والقبيحة , فدعوة بتر العضو الذكري ليست دعوة للتنفيذ بقدر ماهي دعوة لإيقاف الكثير من الممارسات والسلوكيات الخادشة للحياء والأعراف والتقاليد وإيقاف نزيف الأخلاق والسقوط في وحل النخاسة ..
التعليقات (0)