مواضيع اليوم

ا لــحـــب ا لأ و ل .......

أشرف هميسة

2011-10-18 12:02:55

0

                                                نقل فؤادك حيث شئت من الهوى .. ما الحب إلا للحبيب الأول ..
  
الحب هو ذلك الشيء الذي لا يستطيع أن يستوعبه أكبر عقل , بينما يستطيع أن يستوعبه أصغر قلب ..
إن الحب كعاطفة له أكثر من وجه .. إنه كغرفة المرايا السحرية التي يرى الإنسان نفسه فيها و هو يضحك مرة و يبكي مرة أخرى ..
لكن كيف يصل الإنسان إلى تمييز مشاعره فعلاً ؟
لا أحد يستطيع أن يضع قائمة محددة لأنواع الحب المختلفة ، فهنالك الحب الخيالي و هناك الحب الجنسي ، و هناك الحب الرومانسي ، و الحب الاول حب إستراتيجي قد يؤثر فينا مدى الحياة  لأنه حب فطري نقي عفوي خالص مثالي طاهر و برئ ... يشكّل وجداننا العمر كله و يؤثر على سلوكياتنا الحياتية بطريق مباشر و غير مباشر ... و صدق القائل : لا خير في الدنيا بغير صبابة .... ولا في نعيم ليس فيه حبيب   !!
هل نموت و تنتهي أحلامنا و نقضي باقي حياتنا بكاءا على ذلك الحب الوهمي الغير ناضج و الغير واقعي غالبا و الذي يكون إما من طرف واحد أو غُرر فيه بالفتاه البريئة سواء بوعد بزواج أو بتبادل مشاعر إنسانية بين حبيبن كلاهما غير صادق .. لذلك ينبغي ان يكون الصدق منهج حياة للمسلمين فمن وعد أوفى و من خطب صدق القول بالعمل و إستكمل تجهيزات الزواج و إخلاص النية لله الموفق لكل خير واجب على كل مسلم و لعل السعيد من وفقه الله في الحب و تزوج بمن يحبه قلبه و في الحديث : لم ير َ للمتحابين غير النكاح ... منهج حياة و حل لهذه المعضلة و كما تعلمون فليس كل ما يتمناه المرء يدركه ، و كثير منا لم يتزوج بمن أحبه و لعل في ذلك رحمة من الله ولا ندري فالله لطيف بعبادة و عالم الغيب و يقدر لنا الخير حيث كان و ما ربك بظلام للعبيد .. فلنرضي بالنصيب نرتاح للزوجة أو الزوج الحبيب  ...
و  كثير ما كان الحب بعد الزواج و العشرة أفضل من هنا كان إتباع هددي القرآن بغض البصر و الإستقامة في الشباب تقي كثير من الشرور في الحياة .. و هكذا يمكننا التغلب علي الوقوع في العشق مبكرا  و لعل الإستغفار و التمسك بمنهج الله و إختار الزوجة أو الزوج الصالح ما يعويض عن الحب الاول و لو بنسبه . و لعل هذه الدراسة المفيدة قد تعالج لنا بعض هذه الجوانب حول الحب الأول مفههومة و تلافي أثاره :
ليس مفهوم الحب الأول مجرد أسطورة، بل هو ظاهرة واقعية! غالباً ما يكون جارفاً، عاصفاً، ممتعاً. يبقى هذا الحب على مرّ السنوات محفوراً في ذاكرتنا. لكن ما هو ثمن ذلك؟ حين تبقى تلك الذكرى حيّة في صلب حياتنا بعد مرور زمن طويل، يجب الحذر من مشاعر الحنين التي تبقى محصورة في داخلنا وتؤثر على مسار حياتنا الراهنة ..
وفقاً لعلماء النفس، تكون المرأة أكثر عرضةً للدخول في دوّامة من الصراع العاطفي التدريجي ولا تتمكن من الخروج منها بسهولة .. تكثر التجارب العاطفية من هذا النوع .. لا يستغرب الخبراء مدى أهمية الحب الأول، كونه يشكّل أول اكتشاف بالنسبة إلى أي شخص ، فيترك أثراً عميقاً في الدماغ . يضع الفرد أول شخص يحبّه في قالب مثالي و يسعى طوال حياته إلى إيجاد شخص آخر يتميّز بالصفات المثالية ذاتها . لكن قد تتحول عملية البحث هذه إلى هوس حقيقي . قد يصبح الحب الكبير عامل ضرر خطيراً ! حتى أنه يُفسد حياة البعض مدى العمر ، فيبقى الشخص عالقاً في ماضيه و يرفض المضيّ قدماً و مقابلة أشخاص آخرين أو التفكير في حب و زواج جديد .. يجب الاقتناع باحتمال ظهور حبّ جديد شرط استقباله و نسيان الماضي ..
فالإنسان من النسيا بإعتباره مجرد تجربه نتعلم منها ..
.................... و هكذا لابد من عمل حداد على الحب الأول لنتأكد أننا قد إنتهينا منه رسميا ...
وفقاً لعلماء النفس، لا ضرورة لدفن هذا الحب الأول إلى الأبد ، لكن يشكّل الحداد على تلك العلاقة عملية نفسية طبيعية . أول ما يجب فعله هو العمل على تصحيح الذات و التخيّلات و تصرفات الهوس عبر الاعتراف بأن ذلك الحب الأول لم يكن مثالياً فعلاً .. لا ضرورة لنسيانه كلياً بل الاقتناع بأنه جزء من الماضي .. في هذا الإطار ، تقول إحدى السيدات التي طبّقت هذه المقاربة : قابلتُ حبيبي الأول في سن السادسة عشرة .. كان حباً عاصفاً و فريداً من نوعه لأنني لم أشعر بالأحاسيس نفسها مع أحد سواه .. حين قابلتُ زوجي الراهن ، كلّمته عن الأمر لأن شبح الحب الأول كان يقف بيننا .. حتى أنني رفضت التخلّص من هدية قدّمها إليّ حبيبي الأول طوال عام .. مع مرور الوقت ، تعلّمتُ حجز هذا الحب في زاوية دفينة من عقلي إلى أن قابلته أخيرا ً .. كان للقائه وقع هائل عليّ ! لم يتغيّر فيه شيء و أوشكت على الإغماء لدى رؤيته .. لهذا السبب لا أستطيع نسيانه ! كلما رأيته ينقلب كياني! قبل أسبوع من هذا اللقاء ، شعرتُ بتوتّر هائل و رحتُ أتساءل عن الملابس التي يجب ارتداؤها و كأني مراهقة طائشة! لكني أعرف ألا مجال للعودة إلى الوراء .. أنا متزوّجة الآن من رجل أحبّه .. أما الحب الأول ، فهو مجرد قصّة من الماضي .. اليوم أتذكّر أحياناً ذلك الحب لكني أبقيه في مكان دفين من أعماقي.. فقط مجرد ذكرى جميلة .. و هل نضيع الحاضر الجميل الذي أعيشه بوهم ماضي لن يكون ؟
 
                                                                  الحب الأول .. ثلاثة أوهام !

ربما تكمن الصعوبة في بدء حياة جديدة بعد اختبار الحب الأول في طبيعة هذا الحب العميق . يرى الخبراء ضرورة التمييز بين الحب الكبير و الحب الحقيقي ، إذ يُطبَع النوع الأول بثلاثة أوهام كبيرة ..
يتمثّل الوهم الأول باعتبار الحبيب مثالياً و المبالغة في تقييم العلاقة الأولى .. في هذه الحالة ، يرى العاشق أنّ حبيبه هو الأفضل و الأروع و أنه يملك جميع المواصفات المنشودة ..
يتمثّل الوهم الثاني بمفهوم توأم الروح، أي الاقتناع بأنّ طرفي العلاقة متشابهان في كلّ شيء ..
أما الوهم الثالث، فيتمثّل بالتماهي مع الآخر . ما إن يبدأ الواقع بالتسلل إلى حياة الحبيبين و تبدأ ظلال الروتين اليومي بالتخييم على العلاقة ، تسقط الأوهام . عندها يدرك الطرفان أن الآخر ليس بطلاً فعلياً و أنه مختلف على جميع المستويات!

يشرح الخبراء أنّ الحب الحقيقي يعني تقبّل الآخر حتى لو كان مختلفاً .. يتميّز الحب الحقيقي بالانتقال من مرحلة التماهي أو الذوبان مع الآخر إلى استقلالية الطرفين .. يذهب بعض علماء النفس إلى حدّ التشديد على ضرورة الشعور بالخيبة من الشريك و تقبّلها .. بهذه الطريقة ، يستوعب الفرد اختلاف الآخر و يدرك احتمال عدم الشعور بالرضى الدائم معه .. قد لا يكون الوضع حباً كبيراً فعلياً بل مجرد توهّم .. عند إدراك ذلك ، يمكن الحصول على المواساة اللازمة و الدعم النفسي ..

على المرء أن يسعى إلى عيش حب جديد لكن بطريقة مختلفة .. قد يكون القول أسهل من الفعل ، إذ لا وجود لحلّ سحري في هذا المجال . تروي إحدى السيدات 25 عاماً ، ذكرياتها عن الحب الأول بفكاهة :
جميعنا نحلم بفارس الأحلام المثالي الذي سنتزوّجه و نؤسس عائلة معه و ننعم بحياة رائعة إلى جانبه .. اليوم ، حين أفكّر بالأمر ، أدرك أنها كانت علاقة مبنية على الأوهام .. و قد كان الوهم كبيراً إلى حد أنني احتجتُ إلى عام كامل لتخطّي الأمر .. كنت أخشى أن أفقده .. لم يدم هذا الحب سنة كاملة، لكني كنت واثقة من أنه فتى أحلامي .. لا تزال الذكريات حاضرة في ذهني حتى الآن ، لكني بدأت صفحة جديدة. أدين بالكثير لزوجي الراهن الذي أغرقني بحبه و عطفه و حنانه .. في البداية كنت أقارن تلقائياً بينه و بين حبيبي الأول . لحسن الحظ ، كان زوجي متفهّماً جداً و لا ينزعج من كلامي أو مقارناتي !!.

صحيح أنّ الحب الجديد يسهّل عملية الانطلاق مجدداً في الحياة، لكنّ الحلّ لا يقتصر على ذلك .. يرتكز نجاح قصة الحب على تقبّل خصوصية الآخر و استقلاليته .. في المقابل ، ينسى الفرد نفسه في علاقة الحب الأول ، و ينكر وجوده من دون الآخر ، و تنكشف جميع الأمور بين الطرفين ، و يختفي عامل الغموض الضروري للحفاظ على شعلة العلاقة .. قد يكون الحب الأول في بعض الحالات بمثابة قنبلة موقوتة ، فهو يحصل خلال فترة قصيرة لكن سرعان ما تختفي المشاعر تدريجاً .. لا داعي لأن يقلق الأشخاص الرومنسيون ، إذ ثمة حلّ للمشكلة :
اكتشاف حب كبير جديد ! يجب مداواة الداء بالداء ! أحياناً ، يقابل الفرد حبّه الأول بعد مرور سنوات طويلة فيكتشف أنه شخص تافه و أنّ ذلك الحب كان مجرد وهم منذ البداية .. في انتظار سقوط الأوهام ، يمكنك الشعور بالارتياح لأنّ علماء النفس يؤكدون أن الفرد يعيش علاقتَي حب حقيقي أو ثلاثاً في حياته .. لا داعي للقلق إذاً ..!!
 
                                                                                 رأي علماء النفس
 

لماذا يصعب تخطّي الحب الأول ؟

حيث يرتبط الحب الأول بصراعات داخلية متعلقة بعقدة أوديب الشهيرة .. في مرحلة الطفولة ، ترى الفتاة في والدها صورة الرجل المثالي فترغب في الزواج بنسخة منه .. خلال تلك المرحلة ، تنحصر مشاعر الحب الفعلي و الوحيد بالأب .. يتطلب الخروج من هذه الحالة فترة من الزمن .. نتيجةً لذلك ، حين لا تمرّ مرحلة عقدة أوديب بالشكل السليم ، تنشأ مشاكل عدة مع الحب الأول الذي يتكوّن في نهاية المراهقة عموماً .. بالتالي ، يتعلق الفرد بهذا الحب و يصعب عليه التخلي عنه ..

هل تعاني المرأة صعوبة أكبر في تخطّي الحب الأول ؟

نعم ، إذ لا تترك العلاقة الآثار ذاتها لدى الرجل و المرأة .. ينجح الرجل في بناء حياة جديدة بسرعة أكبر ، فيبدأ علاقة أخرى خلال فترة زمنية قصيرة كونه يتمتع بقدرة أكبر على النسيان و قلبه متغير  و الحب غالبا جزء من حياته .. فضلاً عن ذلك ، يؤثر فشل العلاقة على غرور الرجل فينتقل إلى حب جديد لإثبات عدم تأثّره بالانفصال ..
في المقابل ، يترك هذا الفشل آثاراً عميقة في نفسيه المرأة .. الرقيقة صاحبة القلب الثابت حيث يكون الحب كل حياتها .. خلق الله آدم من تراب فجُعلت نهمته في الأرض و الحب رغم أهميته فهو جزء من حياته أما حواء خلقت من ضلع آدام  فكانت نهمتها في الرجل و الحب كل حياتها .. من هنا كان تأثير فشل الحب أشد على المرأة ..
لكن تبقى طريقة التعامل مع الحب الكبير متعلقة بتربية كلّ شخص ...

   كيف نطوي صفحة الماضي ؟

يجب قطع أي صلة مع الحبيب السابق و تخطّي الماضي عبر العودة إلى الانخراط في العالم الخارجي و الحب الحالي و الحياة الزوجية الحالية و الشعور بالجاذبية مجدداً  و بالذات مجددا ..

أخيرا  : يجب ان لا يكون الحب الاول كابوس يعكر صفو حياتنا بل يجب ان يكون ذكرى  جميلة نبتسم حين نتذكره ... أسأل الله التوفيق و السعادة في الدنيا و الآخرة ....... أشرف هميسة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !