جاء في الحديث : { لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على شيء إذا
فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم } [رواه مسلم ].
وفي الحديث المتفق عليه أن رجلاً سأل رسول الله : أي الإسلام خير؟ قال: { تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف }. وفي هذا حثّ على إشاعة السلام بين المسلمين، وأنه ليس مقتصراً على معارفك وأصحابك فحسب! بل للمسلمين جميعاً. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغدو إلى السوق ويقول: ( إنما نغدو من أجل السلام، فنسلم على من لقيناه ). والسلام يدل على تواضع المسلم ومحبته لغيره، وينبئ عن نزاهة قلبه من الحسد والحقد والبغض والكبر والاحتقار، وهو من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، ومن أسباب حصول التعارف والألفة وزيادة المودة والمحبة، وهو من أسباب تحصيل الحسنات ودخول الجنات، وفي إشاعته إحياء لسنة المصطفى . قال عليه الصلاة والسلام: { خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، وإتباع الجنائز } [رواه مسلم]. والواجب على من ألقي عليه السلام أن يرد امتثالاً لأمر الرسول ، فعن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: { إياكم والجلوس في الطرقات } فقالوا: يا رسول الله: ما لنا من مجالسنا بدّ نتحدث فيها، فقال: { إذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه } قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: { غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر } [متفق عليه]. قال الإمام النووي رحمه الله: ( واعلم أن ابتداء السلام سنة ورده واجب، وإن كان المُسلم جماعة فهو سنة كفاية في حقهم، وإذا سلم بعضهم حصلت سنة السلام في حق جميعهم، فإن كان المسلم عليه واحد تعين عليه الرد، وإن كانوا جماعة كان الرد فرض كفاية في حقهم، فإن رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين، والأفضل أن يبتدئ الجميع بالسلام وأن يرد الجميع ).
أخي الحبيب ماذا تعرف عن ثواب السلام باليد ( المصافحة ) على أخيك المسلم؟
هل تكتفي بالسلام باللسان ، أم تسلم باليد ؟
هل سلامك باليد هو عادة أم عبادة ؟
إقرأ أخي الحبيب هذه الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و اجعل سلامك باليد عبادة خالصة لوجه الله تعالى :
" قُلْتُ لأَنَسٍ أَكَانَتِ الْمُصَافَحَةُ فِى أَصْحَابِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: نَعَمْ." صحيح البخاري6263 تحفة 1405
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم :
"ما من مسلمين يلتقيان فيسلم أحدهما على صاحبه و يأخذ بيده - لا يأخذ بيده إلا لله - فلا يفترقان حتى يُغفر لهما " صحيح الجامع الصغير5778
و قال – صلى الله عليه وسلم -:
" أيما مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه فتصافحا وحمدا الله تعالى جميعا، تفرقا و ليس بينهما خطيئة " صحيح الجامع الصغير2741
و قال – صلى الله عليه وسلم -:
"ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غُفر لهما قبل أن يتفرقا " صحيح الجامع الصغير5777
وقال – صلى الله عليه وسلم -:
" إذا تصافح المسلمان لم تفرق أكفهما حتى يُغفر لهما " صحيح الجامع الصغير433
إذاً ما عليك أخي الحبيب إلا أن تكثر من مصافحتك باليد لإخوانك مستشعرا الثواب العظيم لهذه العبادة السهلة و إذا كنت في بيت عزاء أو مناسبة سعيدة فلتكن واقفا مع الذين يستقبلون الناس
و يصافحوهم ...
يا من بدنيـاه اشتغـل وغــره طــول الأمـل
الـمـوت يأتـي بغـتــة والقبر صندوق العمل
فإتقوا الله إخوة الإسلام و كونوا عباد الله إخوانا و أفشوا السلام بينكم و إجعلوا السلام بالقلوب قبل الايدي و إياكم و النفاق و الشقاق و الخلاف و حب لأخيك ما تحب لنفسك .... اسال الله الإخلاص في القول و العمل و التوفيق في الدنيا و الآخرة ... أشرف هميسة
التعليقات (0)