مواضيع اليوم

ا لـخـطـر ا لإ يـرا نـي و ا لـحـلـيـف ا لإ مـر يـكـي ...

أشرف هميسة

2011-03-24 12:25:31

0

لابد من تفعيل و تطوير آداء جامعة الدول العربية بما يناسب المرحلة الحالية التي تشهد ثورات و تغيرات جذرية قد تفضي لوحدة عربية شعبية فمن غير الممكن أن يتم نشر المعلومات شبه الموثقة وشبه الرسمية بواسطة موقع ويكيليكس ، و أن يمر مرور الكرام ، و ذلك بما حوته الوثائق من أدلة أو استنتاجات منطقية و ربما تكون بديهية ، و التي تؤكد التنسيق المنظم و غير المعلن طبعاً ما بين الولايات المتحدة و إيران ، و هما " العدوين اللدودين " كما هو معلن لنا ، و مما يؤكد شكوكنا حول العداء المزعوم بين أميركا و إيران ، أنهما متواجدتان و بكثافة في ميدان واحد ، وهو أرض العراق ، فكان من المنطقي أن يكون هناك احتكاك ونزاع بينهما بشكل أو بآخر ، لكن جوهر الأمر أنهما متفقتين على توزيع الأدوار فيما بينهما ، و ذلك بشكل استراتيجي و متكامل ، حيث تحولت ساحة المعركة المفترضة ما بين الطرفين على أرض العراق إلى ساحة للتنسيق المكثف و الحميم لتنفيذ مآرب الدولتين المشبوهة في المنطقة ، أي أن العدوين اللدودين هما في واقع الأمر " سمن على عسل " كما يقال ، و نحن في غفلة ساهون ..! و أصبح العبث الإيراني الإسرائيلي الأمريكي في المنطقة واضحا للعيان
و لا شك بأن هذا الموضوع مقلق ، حيث يظهر من خلاله عمق التآمر الأمريكي الإيراني الصهيوني على الشعب العراقي و على كيان دولة العراق و المنطقة العربية في اليمن و البحرين و لبنان و السودان و غيره ، بيد أن الأخطر من ذلك ، هو الوجهان المتناقضان لحليف الكويت الرئيسي و هو الولايات المتحدة ، و الذي يعمل لمصالحه بالدرجة الأولى و بكل تأكيد ، و هذا شيء مشروع و مفهوم منذ البداية ، لكن الخطورة في الموضوع ، أنه ربما يأتي وقت – ولعله يكون قريباً – تكون فيه مصلحة حليفنا الحالي الأمريكي متناقضة مع مصلحة الكويت ، و قد ينتهي بنا المطاف إلى أن يتم احتلال الكويت من جانب الجار الإيراني بسكوت حليفنا الأمريكي ، إن لم نقل بتشجيعه أو مباركته و نعتقد – و بدون مقدمات – أن إيران ستحتل الكويت في أي لحظة و خلال ساعات ، و بإطار زمني لا يتعدى 10 سنوات من الآن ، و الذي هو لا شيء في عمر الدول و الشعوب ، حيث لا يخفى على أحد المعطيات الحالية ، و التي تؤكد نوايا إيران التوسعية و بسط نفوذها على منطقة الخليج و الشرق الأوسط ، و ذلك بالاستناد إلى عدة دلائل و مؤشرات ، و منها : بناء الترسانة العسكرية النووية على نحو متسارع و غير مسبوق ، أو مد حلفائها في المنطقة بالمال و السلاح و إذكائهم بالأيدولوجيات اللازمة لتجييش المشاعر و غسل الأدمغة ، و غيرها من خطوات مبرمجة و مدروسة لتحقيق أهدافها الإمبراطورية إن صح التعبير ، كما أن بسط النفوذ الإيراني الواضح و المؤثر جداً امتد إلى أفغاستان بغطاء أمريكي سافر ، و الذي لا يختلف عليه اثنان حسب اعتقادنا و نعتقد أن الكويت بوضعها الحالي تعتبر لقمة سائغة للإيرانيين من عدة محاور ، منها الحقيقة الجغرافية و معايير القوى و الأحجام، و كذلك نفوذ إيران في المجتمع المدني و في أوساط كويتية متعددة و متنوعة ، ناهيك عن تغلغلها الخطير بشكل أو بآخر في المؤسسات الرسمية الحكومية ، و منها العسكرية ، حيث لم يكن ببعيد عنا اعتقال شبكة التجسس مؤخرا ، و التى كانت تنشط في عدة مرافق حساسة ، منها مرافق عسكرية كويتية ، و قد كانت تلك الشبكة مشبوهه بقوة في العمل لصالح إيران ، بالإضافة إلى الخلايا النائمة و النشطة ، و كذلك الحال في باقي دول الخليج و مما يشجع إيران على احتلالها للكويت حالة الفساد المتفشية في دوائر الدولة ، و تشرذم المؤسسة التشريعية المتمثلة في مجلس الأمة ، و حالة اللامبالاة العامة و التفكك المجتمعي ، و استشراء الأنانية و المصلحة الشخصية البحتة مهما كانت العواقب ، و غيرها من المظاهر الخطيرة و المؤلمة ... 
                                            ( صدام الأمس و نجاد اليوم )
تذكرنا تصريحات الرئيس الإيراني السيد محمود أحمدي نجاد بشأن إسرائيل و تدميرها و محوها و إبادتها … إلخ ، بتصريحات طاغية العراق صدام حسين قبل و قبيل احتلاله للكويت (كلاكيت ثاني مرة) ، حيث كان يهدد و يتوعد إسرائيل بشتى صنوف العذاب و الدمار و الإحراق ، و فعلا نفذ تهديده ، و لكن باتجاه الكويت ، و ليس إسرائيل ، و من أسباب تهديد صدام الأمس و نجاد اليوم بتدمير إسرائيل ، هو كسب التأييد الشعبي المحلي أولاً ، ثم الخارجي بالمتاجرة بالقضية العاطفية الفلسطينية ، و ذلك لنيل مباركة الجماهير الثائرة لأي خطوة أو مبادرة أو احتلال قادم ، فلو كان صدام و نجاد صادقين في صراخهما و عدائهما تجاه إسرائيل ، لباغتا الدولة العبرية بالهجوم الصاروخي الحقيقي المكثف و المفاجئ ، دون الاكتفاء و لسنوات بتهديد العدو المزعوم بالكلام و الإعلام ، حيث إن الحرب خدعة ، فالصادق بالحرب لا ينبه العدو بها لفترة طويلة ، حتى يأخذ العدو حذره و استعداده ، بل يفاجئه بالدمار و الخراب ، و من ثم ، فإننا نعتقد أن حرب نجاد تجاه إسرائيل ليست إلا جعجعة كلامية و دعائية ، و مقدمة لحرب إيرانية حقيقية و فاصلة مع آخرين و أولهم الكويت .
و كما نرى في البحرين كما نعتقد أن الاحتلال الإيراني للكويت سيكون بمسوغات و تبريرات كثيرة معلبة و جاهزة منذ فترة و لا تحتاج إلى مجهود إضافي يُذكر ، لكن الأسباب الحقيقية وراء الاحتلال كثيرة أيضاً ، منها الطمع بالثروات الموجودة على الضفة الأخرى من الخليج ، و التي يتمتع بها حفنة من "الأعراب" من وجهة نظر نجاد و طاقمه ، و هؤلاء " الأعراب " هم الذين كانوا سبباً في انهيار امبراطوريتهم الفارسية الغابرة ، كما أن النظرة الدونية لشعوب دول الخليج العربية حاضرةٌ تماماً في أذهان شريحة عريضة من القيادات المؤثرة الإيرانية ، و ذلك بالمقارنة مع حضارتهم العريقة و الغنية و العالمية أيضاً ، وهذه طبعاً حقيقة لا ننكرها و لاينكرها عاقل ! ، و لا ننسى فوق هذا و ذاك ، الإستراتيجية الرسمية و المعلنة لجمهورية إيران الإسلامية الإيرانية بتصدير الثورة ، و التي أطلقها مؤسسها الخميني ، و التي نرى تطبيقاتها العملية حاليا على أرض الواقع بكل وضوح ، وعلى قدم و ساق ، بل و بتسارع رهيب ، و ذلك على خلفية الإسناد الأمريكي الفاعل ، و أيضا المباركة الإسرائيلية المكشوفة .أما طريقة الاحتلال الإيراني للكويت ، فهي مسألة غير مهمة في هذا المقام ، إلا أنها سهلة و سلسة بكل تأكيد ، حيث البر الكويتي لا يفصله عن البر الإيراني أكثر من بضع عشرات الكيلومترات من الناحية الشمالية الشرقية للكويت ، ناهيك عن الواجهة البحرية الكويتية البالغة نحو 250 كليو متر المفتوحة و المواجهة لإيران ، كما يجب أن لا ننسى أن العراق "السليب" تحت الوصاية الإيرانية و الأمريكية ، خاصة أن الجنوب العراقي المهم و الحيوي و المتاخم للكويت خاضع للسيطرة الإيرانية الكاملة و المطلقة و لو غير المعلنة كما نعتقد أن احتلال إيران للكويت سيكون وقتياً ، لحين إعادة صياغة المنطقة برمتها من جديد ، و ذلك وفقاً للمصالح الإيرانية الأمريكية الصهيونية المشتركة ، وذلك بعد مرحلة الصياغة المفصلية التي بدأت بإسقاط صدام حسين ، و التي اتسمت في إعادة توزيع موازين القوى في المنطقة بأهواء أمريكية و آلية إيرانية ، أو العكس ، لا يهم ، و رغم قولنا بالاحتلال المؤقت ، إلا أنه سيكون أطول من الاحتلال البعثي البالغ سبعة شهور ، كما ستكون أضراره المادية و البيئية و الإنسانية مضاعفة بمراحل عديدة للاحتلال السابق ، و لا نتوقع أن يكون الاحتلال و الضرر الإيرانيين مقتصرين على الكويت فحسب ، لكنه سيشمل باقي أو معظم دول مجلس التعاون و بعد إبداء رأينا وفقاً لما ورد أعلاه ، يجب أن نتساءل... ما هو الحل ؟ وكيف سنتصدى للخطر الداهم ؟ فعلاً هناك مجموعة أسئلة أو بالأحرى مشاكل خطيرة مقبلة و محدقة يجب التصدي لها ، و لعل أهمها العودة إلى الله و التعامل الجاد و المخلص مع هذا الخطب الجلل ، و ذلك من خلال الإصلاحات الداخلية في كل المجالات و رص الصفوف و مواجهة "حليفنا الرئيسي الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تعرف إلا مصالحها و أمن إسرائيل نواجهها بحقيقة علاقته معنا و مع إيران و باقي مكونات دول المنطقة ، و لا شك أنه آن الآوان لكي تستثمر الأموال العربية في البلاد العربية و الإسلامية و تفعيل دور الجامعة العربية و عمل التنسيق الأخوي و المصيري مع أشقائنا في دول مجلس التعاون و باقي الدول العربية و خصوصا الفاعلة منها ذلك هو البعد الاستراتيجي الوحيد في منطقة حبلى بالمفاجاءات و الثورات و المؤثرات و الغدر الأمريكي المرتقب ، كون منطقتنا مرتكز حيوي لكل العالم بأبعادها الجغرافية و الاقتصادية و الدينية . أسأل الله أن يجعل كيد الكائدين في نحورهم و يحفظ أوطاننا من كل سوء و يعز الإسلام و المسلمين .... أشرف هميسة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !