أوردوغان لماذا تصدر حزبه
اللعبة السياسية تعتمد على التحالفات وتنافس الأحزاب السياسية فيما بينها وتلك عملية معقدة بشكلٍ كبير فكل قوة سياسية مهما كانت خلفيتها الايدلوجية تسعى لكسب تأييد الشارع بشتى الطٌرق والسٌبل , حزب العدالة والتنمية ليس كحزب الحرية والعدالة بمصر مابعد 25 يناير 2011م فالفارق كبير بينهما حتى وإن كانا تحت عباءة الإخوان المسلمين , ليس وحده حزب الحرية والعدالة المصري المختلف عن حزب العدالة والتنمية والتركي فجميع أحزاب الايدلوجيا الإسلاموية ذات الخلفية السٌنية الإخوانية والمدرسة السلفية تختلف عن حزب العدالة والتنمية التركي , سبب الإختلاف يعود لجملةٍ من الأسباب لعل من أهمها فصل العمل السياسي عن الدعوي , حزب العدالة والتنمية التركي تشكل في العام 2000م هدفه التعبير عن الهوية الأصيلة للشعب التركي وهذا ما وفر له قاعدة شعبية ناهيك عن الطموح التنموي والإصلاح السياسي المدني , لحزب العدالة أخطاء يرتكبها سياسيوه كغيرهم لكن أخطائهم تٌعد عبارة عن مواقف متشنجه تجاه قضايا أقليمية وداخلية خاصة فيما يتعلق بالملف الكٌردي لكن ومع ذلك فذلك الحزب الذي غير تٌركيا اقتصادياً تبوأ مكانة على الخارطة السياسية فرئيس تركيا زعيم للحزب ورئيس الوزراء أبن الحزب البار وهذا ما يعني الدفع بإصلاحات سياسية أهمها دستور جديد للبلاد ؟
المعارضة التركية مشتتة أهملت ملف الإصلاح السياسي وعمدت إلى تشويه حزب العدالة الذي يعايش المواطن التٌركي انجازات سياسية ومفكرية اقتصادياً فتركيا قبل العدالة والتنمية ليست تركيا الآن , دولة مدنية يقبع العكسر في الثكنات بعد أن كانوا قريبين جداً من القصر الرئاسي فعهد الإنقلابات أنتهى والمدنية والتداول السلمي للسلطة هو الواقع اليوم بتركيا الحديثة ؟
الدولة المدنية تعني وجود دستور وتداول سلمي للسلطة وانتخابات حرة ونزيهة وأحزاب سياسية ومؤسسات مجتمع مدني وفصل للسلطات وحكومة تٌعبر عن الشعب وفق بنود الدستور فالحكومة بالدولة المدنية إما تكون برلمانية " الحزب الفائز بالأغلبية البرلمانية يٌشكلها دون إهمال لبقية الأحزاب " وإما تكون رئاسية " الرئيس أو الحاكم يٌعين رئيس الوزراء ورئيس الوزراء يبدأ المشاورات لتشكيل حكومته مع الأحزاب والقوى السياسية " أما الحكومة بالدولة العسكرية فهي حكومة استفاءات لا دستور ولا تداول سلمي ولا انتخابات برلمانية الخ فكل شيء بتلك الدولة يخضع للإستفتاء العام العملية التي لا تقدم أرقام صحيحة فالفارق بين المدنية والعسكرية كبير فالدستور والاستفتاء هما معيار المدنية أو العسكرية , بعيداً عن وجهات النظر المتباينة من أوردوغان وحزبة الإ أن تركيا بعهد حزب العدالة والتنمية شقت طريقها نحو الإزدهار ونحو التعددية والمدنية بخطى واثقة وثابتة , من حق تركيا أن يكون لها دور في العالم والمحيط الإقليمي طالما تعمل وفق قواعد الدبلوماسية والسياسية ومن حق أي حزب نشر أدبياته وتصدير تجاربه لكن هناك من لا يعجبة ذلك الحق فيتهكم على التجربة التركية ويتصيد السلبيات ويضخمها ويترك الايجابيات ويتجاهلها بعمدٍ وقصد , التغني بالتجربة التركية لا يعني أن الشخص المسرور بنجاح تركيا اقتصادياً وتنموياً وسياسياً ومدنياً يعشق الإخوان المسلمين الذين هم فكرة سياسية لها الحق في الوجود والعمل بسلمية ولا تعني أنه يوالي أوردوغان على حساب وطنه بل يعني أن التجربة التركية نوذج يستحق التمعن فيه والاستفادة منه وتقديمة كدرس للساسة واهل الفكر والرأي ليستفيدوا من تجربة غيرت المشهد التركي الداخلي , التاريخ القديم " العثماني " لا يبرر التهكم على الحالة الحديثة بتركيا والملف الكٌردي وملف الأقليات بتركيا لا يبرر إلغاء مظاهر الفرح والإعجاب بالتجربة التركية الأوردوغانية فالمقاييس السليمة تعتمد على ذكر المحاسن ونقد السلبيات والنصح بالعلاج النافع , لماذا العرب لا يستفيدون من التجربة التركية التي صنعها أوردوغان ورفاقة فالدول العربية التي بها أنتخابات برلمانية ودساتير وأحزاب سياسية في حالة ذهول خمسة عشر عاماً غيرت المشهد التركي أما غيرهم عقود والمشهد كما هو لم يتغير , حال بقية البلدان التي لا انتخابات فيها ولا مؤسسات مجتمع مدني " أحزاب الخ " فهي تتكلم بلسان يهمس همساً والله تجربة حلوة ؟؟!؟
التجربة التركية جديرة بالإهتمام فهي سبب من جملة أسباب جعلت من تركيا مزدهرة وذات حضور ومكانة اقليمية ودولية ليت المعاهد والكليات السياسية بالجامعات العربية تعمل على تدريس تلك التجربة التي لم تنجح بصناديق مخرومة وإنما بانجازات حقيقية على الأرض فالناخب أختار من يقدم له الخدمة والتنمية والمدنية والحفاظ على الهوية أختار من فصل الدعوة عن السياسة فالتجربة أثبتت أن حزب العدالة والتنمية هو الأحق بالفوز فمن هذا المنطلق صوت المواطن التركي لحزب تألق في سماء اللعبة السياسية التركية والإقليمية والدولية فهنيئاً لتركيا ولشعبها ولمن صنع التجربة وساهم في نجاحها أفراداً وجماعات ؟
التعليقات (0)