مواضيع اليوم

ان لم تتراجع ستصلك الرسالة.

محمد مغوتي

2010-05-05 09:02:56

0

              ان لم تتراجع ستصلك الرسالة.
   لست من اختار هذه الكلمات عنوانا لهذا الموضوع. أعترف أنني نقلتها حرفيا من تعليق أحد القراء على موضوعي السابق: النقاب البلجيكي( رؤية مغايرة). والواقع أني لم أفاجأ بمثل هذه الأساليب التي يعمد اليها البعض للتخويف وقمع صوت الكلمة الحرة، لكن قشعريرة باردة سرت للحظة في أنحاء جسمي، وأنا أنظر الى حال المسلمين اليوم. ولا أجد أية اجابة منطقية لفهم ما يجري حولنا.

   صاحب التعليق كتب مقتبسا من القرآن الكريم مايلي:( " ومن يسعى في الأرض فسادا "...... الآية.). والواضح أن صاحبنا قد حرف كلام الله، اذ لا توجد آية قرآنية بهذه الصيغة. ولا بد أن ما يقصده هو قوله تعالى: ( انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا وفي الآخرة لهم عذاب عظيم).( سورة المائدة آية: 33.). وما يهم هنا هوالمضمون المستبطن في الرسالة. والمعنى لا يخفى على أي لبيب. وبموجب هذا الفهم الذي ينطلق منه المعلق يكون المعني برسالة التهديد هذه في زمرة الفاسدين الذين ينبغي أن ينتظروا من يخلص الدنيا من شرهم وفسادهم... ويبدو أن الموضوع استهواني فبادرت الى البحث في التفاسير، وقرأت في تفسير ابن كثير: " المحاربة هي المضادة والمخالفة. وهي صادقة على الكفر وعلى قطع الطريق واخافة السبيل، وكذا الافساد في الأرض يطلق على أنواع من الشر، حتى قال كثير من السلف...: ان قبض الدراهم والدنانير من الافساد في الأرض.".  ومن الواضح أن مضمون الآية جاء في سياق محدد. لكن اسقاطات من قبيل فهم صديقنا المعلق تبتعد  بالنص الديني عن دلالته الحقيقية وسياقه التاريخي. ولا أدري أين وجه الافساد في أن يعبر شخص عن رأيه في موضوع عام، ولا يوجد بشأنه أي نص ديني يبث في أمره. وبغض النظر عن الجانب القانوني في الأمر، فان مثل هذه الأفكار التي تؤول النص الديني كما يحلو لأصحابها تشكل خطرا حقيقيا على الأمن العام، ويجب أن لا ننسى أن التربة الخصبة للارهاب تتشكل دائما في صلب تلك الأفكار المتطرفة.

   لقد تعودنا على هذا الفكر التكفيري الذي يقدم نفسه وصيا على ايمان الناس ومعتقداتهم. و عندما نقول أن كثيرا مما يعانيه المسلمون اليوم هو من صنع أيديهم، فليس في الأمر أي تجن على الاسلام والمسلمين. فهذا هو الواقع الذي لا يرتفع. و لا يمكن أن نقبل مصادرة الفكر باسم الاسلام، لأن هذا الدين بريئ مما يفعل أمثال هؤلاء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

                                             محمد مغوتي.05/05/2010.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !