هو الصديق الصدوق، الودود المحب، البسيط المتواضع، العالم الاجتماعي، الباحث في قضايا المجتمع الفلسطيني والأمة - .. والراحل الكبيرداعس ابوكشك الذي نفتقده اليوم هذا الرجل الذي امتلك قدراً من العفة، والأخلاق الرفيعة، لم يستطع سواه - إلا القليل- من أن يتملكها ، فهو من زاوج بين العلم والأخلاق، وجمع بين الشيء وضده، فكان يحترم المعارض لرأيه، لأنه الإنسان السياسي والقائد والباحث والمفكر في وقت قلًَ فيه من يقبلون الفكر الواضح ، وهو الباحث الموضوعي الملتزم والحريص دائما على وحدة الشعب الفلسطيني الذي يمتلك أرضية معرفية، حرص على تمتينها بجهده وتعبه، كما حرص على أن يكون منفتحاً - على كل التيارات الفكرية الفلسطينية وهو العروبي الغيور على عروبته ، الممتدة من المحيط الى الخليج .. لم يكن متعصباً ضد اتجاهات فكرية معينة ، بل كان وعلى الدوام ذلك الباحث والناشط والأستاذ الحريص كل الحرص على الوقوف عند قضاياه المبدئية الثابتة دون المساس بآراء الآخرين، ودون تخطي عقليات فكرية مناوئة ، فهو المفكر الذي ، كانت فلسطين – بالنسبة له – كما اية قطر عربي يتعرض للاحتلال ، معياراً أساسياً لتقييم السياسة المنفلتة من عقالها .
لا لم يكن الراحل داعس ابوكشك كأي فرد يأتي ويذهب من دون أثر، بل كان ذلك الشامخ والباحث في العلم وعن العلم، فترك وراءه إرثاً معرفياً لا ينتهي على طريق بناء المجتمع العربي الفلسطيني الديمقراطي ..
رحل المفكر داعس ابوكشك ، وهو مازال في عز عطائه، رحل هذا الرجل وفلسطين التي أحبها وعشقها مازالت الجرح المغروس في قلب الامة العربية ، ومازالت العراق وليبيا وسوريا واليمن ومصر ممزقة
فقد كان المرحوم داعس ابوكشك من المُربين الأوائل في مدارس فلسطين وقد شهد له الداني والقاصي في كل هذه العلامات نعثر دائما عن رجل منصت لنبض مجتمعه، منخرط في نضالات شعبه ومساهم جريء في تطوير العملية التربوية وساهم في بناء الحركة الثقافية في فلسطين وكان على علاقة كبيرة مع العديد من المثقفين الفلسطينين والعرب نذكر منهم الشعراء نزار قباني سميح القاسم محمود درويش علي الخليلي الدكتور المرحوم عبد الطيف عقل فدوى طوقان يوسف الخطيب الذي رحل مؤخرا وسلمان ناطور وتوفيق زياد . ولقد أهله كل هذا ليعلب دورا رياديا
أمر واحد ربما كان المرحوم المناضل داعس ابوكشك يأسف عليه وهو يرحل عنا، هو أنه لم يستطع أن يكمل مشروعه التربوي . ،
يعتبر غياب الكاتب والمفكر العربي القومي عن هذا العالم خسارة كبرى بالنسبة للثقافة الفلسطينية ؛ ذلك أن ابوكشك يعتبر بحق مكون أجيال من التربويين و الكتاب والمثقفين الفلسطينين
لقد كان ابوكشك مفكرا موسوعيا لا يقتنع بالإجابات السريعة، بل كان يتعب نفسه كثيرا بالبحث في تخوم المعنى، لهذا استلزم منه «نقد العقل العربي» سنوات طويلة من البحث والتنقيب والسؤال اليقظ والمتجدد، دونما مهادنة أو مواربة.
لقد فقدت الساحة العربية، بل والعالمية، برحيله، مفكرا فذا علم الأجيال، ، ودعاهم إلى التحرر من السبات الدغمائي، وإلى إنتاج الأسئلة بدل اللهاث وراء الإجابات المتناثرة من حولنا، كانت مهنته ووصيته الدائمة هي التساؤل،
التعليقات (0)