من خلال متابعتي للتلفزيون وإستماعي للأذاعات المختلفة أسمع و أشاهد كما يشاهد غيري يوميا الصناديق القادمة من أفغانستان تحمل قتلى الحرب في أفغانستان إلى مطارات بريطانيا وامريكا . ورغم الأستقبال اللائق والموسقى العسكرية وإشادة الزعماء في البرلمان وخارجه ببطولات هؤلاء الجنود, ألا أن مثل هذه الأحداث كثيرا ما تثير شعورا إنسانيا حزينا برؤية صور هؤلاء الشباب القتلى وهم في عمرالزهور وزوجاتهم التكالى وأطفالهم اليتامي, مما يجعل من الصعب على أي إنسان مغالبة دموعه على هذه الماساة الأنسانية الفظيعة وقد أبكتني هه المناظر بشكل مريع . و يقف الأنسان أمام هذه الأحداث حا ئرا متسائلا لماذا يموت هؤلاء الشباب الغض في جبال وصحاري أفغانستان على بعد ألاف الأميال من وطنهم ؟ وهل هذه التضحيات ضرورية لأمن أمريكا وبريطانيا وأوربا كما يقال . ماذا تستطيع طالبان وهم مجموعة من رعاة الغنم في الجبال عمله ضد أقوى دول العالم . الان هم يدافعون عن وطنهم لطرد قوات الاحتلال الغربية وهذا حق مشروع لهم ولا يسعون للقدوم إلى أوربا وامريكا وتهديدها . إن الشباب الذي إرتكب الأعمال الأرهابية في نيويورك وواشنطن ولندن ومدريد لم يأتوا من جبال أفغانستان بل أن معظمهم شبوا ودرسوا وتعلموا في الدول الغربية ولقنوا تاريخ أمريكا العظيم ومعنى كفاح الشعوب وخاصة كفاح الشعب الأمريكي المسلح من أجل الأستقلال وطرد جنود الأحتلال الانجليز وارساء دولة القانون والقضاء على التمييز العنصري وارساء حقوق الأنسان والحريات الأساسية . وهم بلجوئهم ألى مقاومة الاحتلال الأمريكي والغربي في دول العالم الثالت يعتقدىون إنهم يطبقون المبادئ الامريكية السامية التي لقنوا بها في مراحل دراساتهم المختلفة في مدارس وجامعات الغرب وكذلك مبادئ الأسلام السامية التي اساء تفسيرها بعض رجال الدين عن جهل أو عن عمد . وبعض هؤلاء الشباب أعطيوا جنسية هذه الدول الغربية بعد تقديم شهادات اللازمة ومن بينها شهادة حسن السلوك . بل أن بعضهم درب وسلح وشجع للذهاب إلى أفغانستان لمحاربة الأحتلال الروسي وطرد السوفييت منها . وكان من واجب رجال الامن في أمريكا وأوربا وضع مثل هؤلاء المتطرفين تحت الرقابة والمتابعة في امريكا وأوربا ومنع دخول من يشتبه فيه منهم قبل قيامهم بعمليا تهم الارهابية الاجرامية . هل يؤخذ ذنب هؤلاء الأمريكان والبريطانيين المسلمين الشبعانين وما أرتكبوه من أعمال إرهابية على سكان أفغانستان والعراق المسالمين الذين يكابدون الفقر والجهل والتخلف . ويقول البعض أن الهدف من حرب أفغانستان هو تحريرها من حكم طالبان الجلادين للشعب الأفغاني . وإذا كان هذا صحيحا فلماذا تتعامل الدول الغربية سياسيا وإقتصاديا وتجاريا مع الدول العربية و الأسلامية ودول العالم الثالت التي يعيش سكانها تحت حكم ديكتاتوري يفتقر ألى أبسط الحريات وحقوق الأنسان أسوأ فظاعة من حكم طالبان في افغانستان.أليس من الواجب ترويض مثل هؤلاء الحكام اولا بالحصار الدبلوماسي والأقتصادي والمالي على الأقل . لا شك أن الدفاع عما يجري في العراق وأفغانستان وبقاع العالم الثالت الاخرى تحت مسميات خادعة هو في الحقيقة مخالف لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وحقوق الانسان . وأن الهدف الأساسي منه الهيمنة وإستغلال الثروات لهذه الشعوب المستضعفة تحت شعار تحرير الشعوب وبسط الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان في العالم . وهنا طلع الصباح وتوقف الكلام المباح.
التعليقات (0)