يعقد مؤتمر فتح السادس في الأرض الفلسطنية المحتلة وتحت حراب الجيش الأسرائيلي. وشئ جميل أن يعقد المؤتمر في فلسطين لأول مرة لكن السؤال لماذا سمحت إسرائيل بعقده هناك ؟ . هل أن إسرائيل غيرت سياستها واصبحت تعترف بحق الفلسطنيين في دولتهم ؟ إن ما نسمعه ونراه هو عكس ذلك فسياسة إسرائيل المعلنة أصبحت أوضح وأسوأ سياسة أعلنتها إسرائيل في تاريخها حددت فيها مطالبها الأبدية القاطعة في القدس والضفة الغرية وأستيطانها وأعتبرت مشكلة اللا جئين الفلسطنيين قضية عربية ودولية لا علاقة لها بأسرائيل . إذن ما هدف إسرائيل من عقد مؤتمر فتح في بيت لحم ؟ هل هي دعاية أسرائلية لافهام العالم إنها دولة ديمقراطية تسمح للفلسطنيين بالتعبير عن أرائهم وهم أمنون في ديارهم . لا احد يعتقد بان المؤتمر سيعلن صراحة موافقته على سياسة ناتنياهو نحو التفاوض وأقامة الحكم الذاتي لشبه دويلة فلسطنية في ما تبقى من الضفة الغربية . ولكن التعبيرات الدبلوماسية الغامضة بدأت تظهر في كلمات ومداخلات الرئيس عباس وحواريه والحكم عليها سنراه اليوم أو غدا. فهل المقصود أصدار بيان خال من القرارات القاطعة الهامة التي عهدناها من مثل هذا المؤتمر وأستخدام مجرد حدث عقد المؤتمر في فلسطين وسيلة لفتح المجال للسلطة الفلسطنية الواقعة تحت السيطرة الامريكية والأسرائلية من إجراء الأنتخابات القادمة للبرلمان والرئيس في الضفة الغربية فقط وحرمان حماس من المشاركة فيها حتى لا تضع العالم أمام حقيقة الوضع الفلسطيني المؤيد لحماس وفرض مشاركتها في أية مفاوضات قادمة بحجة أنها الممثل الشرعي للفلسطنيين . دعنا من هذا كله, كثير من أعضاء مؤتمر فتح من المناضلين الفلسطنيين الذين رفعوا راية المقاومة طوال العقود الماضية لكن ما هو وضعهم القانوني بعد أن جرت أنزه انتخابات عرفتها منطقة الشرق الأوسط وأعطت الجماهير الفلسطنية فيها الراية لمنظمة حماس لتتولى امور الشعب الفلسطيني وقيام مجلس نيابي فلسطيني له كل أختصاصات التشريع وتعيين السلطة التفيذية لحكم البلاد. فما هو وضع مؤتمر فتح في ضوء هذا كله ؟. هل هو مجرد مؤتمر حزبي لفتح وإذا كان الحال كذلك فلماذا هذه الضجة ؟. هل قيادة الرئيس عرفان التاريخية حكرا على فتح خاصة بعد نبذ فتح سياسته في المقاومة . لقد مات الرئيس عرفات مقاوما وبيته محاصر تمطره القنابل الأسرائلية صباحا ومساء وسجين لا يسمح له بالسفرثم تم قتله مسموما , ولم يقبل سياسة ألقاء سلاح المقاومة في حياته في وقت المفاوضات أو قبلها حتى يتحقق قيام الدولة الفلسطينية . أشك في أن يقدم المؤتمر على الموافقة على هذه السياسة التي أعتنقهاعرفات . لأن معنى ذلك أن سياسة فتح لا تختلف عن سياسة حماس ويعرض المشاركون في المؤتمر إلى الأعتقال من طرف السلطات الأسرائلية بحجة تشجيع الأرها ب . وستكون الطامة الكبرى إذا أعتمد المؤتمر سياسة السلطة الفلسطنية الحالية التي فقدت ثقة الرأي العالم الفلسطيني والعربي بل والعالمي. سياسة تفرضها إسرائيل وأمريكا . ونحن في إنتظار ما يتمخض عنه مؤتمر فتح . هل سيعيد المؤتمر سمعة فتح إلى ما كانت عليه في عهد الرئيس عرفات بعد أن شوهتها السلطة الفلسطينية الحالية وفقدت بذلك ثقة الشعب الفلسطيني والعربي .
التعليقات (0)