مواضيع اليوم

امراض السياسة العربية تنتقل الى الرياضة

زين الدين الكعبي

2009-03-15 10:13:31

0

يبدو ان الخلافات العربية العربية انتقلت الى الرياضة ايضا , فلقد اشتعلت المعارك في كل مكان بين محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي والقطري لكرة القدم وممثل القارة في الفيفا وعدة مسؤولين رياضيين عرب وعلى رأسهم الامير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم والشيخ فهد الاحمد رئيس اللجنة الانتقالية لاادارة كرة القدم في الكويت والشيخ سلمان بن ابراهيم ال خليفة رئيس الاتحاد البحريني للعبة واللذي طرح نفسه كرجل قادر على لم شمل الاتحاد الاسيوي المنقسم كما يقول .
 

واشتعلت شرارة الحرب الاولى بعد مباراة منتخبي كوريا الجنوبية والسعودية واللتي خسرها الاخير ( وربما قبل ذلك ) عندها هاجم الامير سلطان الاتحاد الاسيوي اللذي يرأسه بن همام ووصفه بالفاشل , واتهم سلطان الاتحاد الاسيوي باختيار حكام من القارة الصفراء واعطائهم اوامر باصدار احكام تجعل المنتخب السعودي يخسر المباريات اللتي يخوضها على جميع الصعد وخاصة في تصفيات كاس العالم على امل منع وصوله الى نهائياتها في جنوب افريقيا . ومن ثم توالت المعارك حيث قام الشيخ سلمان بن ابراهيم بترشيح نفسه ضد بن همام قبل ايام على مقعد اسيا في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي ( الفيفا ) , واتهم بن همام الشيخ سلمان بانه قام بترشيح نفسه مدفوعا من رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي واللذي بدوره مدفوعا من الامير سلطان والشيخ فهد الاحمد .
 

ومن قبل ذلك اتهم الكويتيون بن همام بعدم المساعدة في حل المشكلة اللتي واجهها الاتحاد الكويتي لكرة القدم اللذي عاقبه الاتحاد الدولي بالايقاف ومنع الكويت من المشاركة في اي بطولة دولية نتيجة لتدخل الحكومة الكويتية في عمل الاتحاد المحلي باصدارها من طرف واحد امر رفع العقوبة اللتي فرضها الفيفا على نادي القادسية بعد احداث الشغب اللتي رافقت مباراة السد والقادسية ورفع السد شكوى ضد القادسية . وبعد ان رفعت العقوبات عن الكويت مؤقتا قبل دورة الخليج التاسعة عشر اشادت الصحف القطرية ببن همام على اساس انه هو من سعى لرفع الايقاف عن الكويت . الا ان الشيخ فهد الاحمد والصحف الكويتية هاجمت بن همام بشدة واعتبرته شخصا انتهازيا وكاذبا وقالت ان الرسالة اللتي حملها فهد الاحمد من امير الكويت الى رأيس الاتحاد الاسيوي بلاتر والمباحثات اللتي اجراها الفهد معه هي اللتي اسفرت عن رفع الايقاف عن الاتحاد الكويتي . هذا وقد اقامت الكويت اجتماعا على ارضها حشدت فيه تسعة عشر دولة على راسها السعودية والبحرين لازاحة بن همام عن منصبه في الفيفا .
وبالمقابل فتح بن همام النار على الشخصيات الخليجية الثلاث ونشر يوم امس بيانا على موقع الاتحاد القطري يقول فيه بانه يعرف بان عديدين قد تضرروا من رئاسته للاتحاد الاسيوي وان الشيخ سلمان صديقه , وانه ما كان ليرشح نفسه ضده لولا تحريض( الاخرين) له , وانه سيترك الاسيوي لو خسر مقعده في الفيفا . كما اتهم بن همام الشيخ فهد الاحمد بانه قد قال امام نجل رئيس الاتحاد الاسيوي السابق بأنه قد ان الاوان للانتقام منه لانه ازاح والده من رئاسة الاتحاد الاسيوي من قبل .

وهدد بن همام بتصريحه عن نيته ترشيح نفسه بالمقابل لرئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم واللذي يرأسه الامير سلطان بن فهد , ولرئاسة المجلس الاولمبي الاسيوي اللذي يرأسه فهد الاحمد . كما رفض بن همام الوساطات اللتي اقترحها مسؤولون حكوميون في دول الخليج لاصلاح ذات البين وقال ان زمن المجاملات وبوس اللحى قد انتهى .
ويرد المعسكر الموالي لابن همام بان قيادات الاتحادات الخليجية الثلاث يساندها عدد من رؤساء الاتحادات الاسيوية مثل الاتحاد السوري والاوزبكي وغيرهم , ينقمون على بن همام لانه يسير بالاتحاد الاسيوي على خطى الاتحاد الاوربي بتطبق المعايير الاحترافية العالية على الاندية الاسيوية وانذارها بوجوب خصخصة نفسها وتحولها الى شركات لها اداراتها الخاصة  قبل نهاية 2011. مما سيؤدي الى كف يد الاتحادات المحلية في بعض الدول الاسيوية وعلى الاخص منها معظم الاتحادات العربية واللتي يرئسها الامراء والشيوخ وابناء الرؤساء , وبالتالي خسارتهم لنفوذهم وللأموال الطائلة اللتي تدرها حقوق النقل التلفزيوني للمباريات . وان الفساد المالي والاداري هذا هو اللذي يعيق تقدم كرة القدم في اسيا عموما والدول العربية الاسيوية خصوصا .
وفي اعتقادي ان ردود المساندين لبن همام اقرب للحقيقة , فالعقلية القبلية للعرب تريد من بن همام ان ينصرها ظالمة او مظلومة بأعتباره عربي مثلهم ودون اعتبار لاي مهنية وحرفية اللتين دائما ما تأتيان بعد المحسوبية وصلة القرابة من الحكام والمسؤولين .

فأذا ما انخفض مستوى الفريق السعودي اتهم الامير سلطان بن همام بانه يامر الحكام الاسيويين لاخراج السعودية من كاس لعالم . ولا ادري لماذا اتهم الحكم الهولندي اللذي ادار لقاء السعودية وعمان في نهائي خليجي 19 بالتحيز ضد المنتخب السعودي مع انه ليس حكما اسيويا والبطولة لا ينظمها الاتحاد الاسيوي . واذا ما تدخلت الحكومات في الكويت والعراق وسوريا واحيانا من قبل اناس لا دخل لهم بالرياضة بعمل الاتحادات المحلية وهددهم الاتحاد الدولي بالايقاف , اتهموا الاتحاد الاسيوي وبن همام بالتقصير والأنحياز وكأنه المالك للاتحاد الدولي يعمل ما به يشاء , كما ان تصريحات الثأر اللتي نوه لها بن همام بأنها قد تكون السبب في نقمة فهد الاحمد عليه ليست بغريبة عن العقلية العربية ويمكن تصديقها . بالاضافة الى ان كل مسؤول رياضي عربي يريد ان تنسب له كل الانتصارات واذا ماحصل اخفاق هنا اوهناك تبرأ منه واخذ يتهم الجميع بالتقاعس الا نفسه كما يحصل في السياسة العربية بالظبط .
ان هذه العقلية الادارية المليئة بالأخطاء هي اللتي تبقي كرة القدم الاسيوية عموما والاندية الاسيوية العربية والخليجية خصوصا متخلفة عن العالمية على الرغم من المليارات اللتي تصرفها حكومات دول الخليج على الملاعب والتجهيزات الرياضية وعلى المدربين العالميين اللذين تتعاقد معهم اتحادات هذه الدول لتدريب المنتخبات والاندية .
ان الرياضة عموما وكرة القدم على الاخص اصبحت مزيجا من الصناعة والتجارة ( بزنس ) مثل اي نشاط تجاري اخر وتخضع لنفس قوانين السوق , والادارة هي اهم مقومات الصناعة والتجارة وهذا هو سر تطور الكرة في اوربا . بينما دوري المحترفين الاسيوي يحتوي على اندية عربية خليجية واللتي قد تكون الاغنى قي العالم الا انها تدار بالعقلية العشائرية اللتي تدار بها الدول العربية ذاتها ( وكان الصراع السياسي القطري مع السعودية والبحرين والكويت قد انتقل للرياضة ) مما يضيع الاموال والجهود ويجعل هذه الاندية وبالتالي المنتخبات لاتستطيع المنافسة في اي حدث عالمي .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات