مواضيع اليوم

اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد !

أحمد قيقي

2013-04-03 22:40:15

0

حينما  أنظر إلى  مسيرتى  فى هذا  الوطن  أشعر  بالكثير  من الاكتئاب  والمزيد  من  الأسى  , يعتصرنى  اليأس اعتصارا  ,  أحدث  نفسى  :  ماذا  بقى  لك  من  العمر  يا  هذا  كى تنفقه  حزنا  على  وطن ضاع منه  طريق المستقبل , ؟ ,  ماذا  بقى  لك  من  أيام  تذهب  حسرات على أهل وصحبة وطن مال بهم الطريق وجار عليهم قدرهم و فأصبح  يومهم  أسوأ  من  أمسهم  وأفضل من غدهم ,  وهذا  هو التاريخ يشهد  على  ذلك .    فنحن  المصريين  وقبل قيام ثورة عبد  الناصر عام 52  كنا  نضيق بالعصر  الملكى , ونراه عصرا متعاونا مع الاستعمار ضد  القضية الوطنية , ونأخذ عليه التفاوت الطبقى الشاسع بين مكونات المجتمع , وبعد  قيام الثورة امتلأت النفوس بالآمال فى مستقبل مشرق  , وترددت الأغانى التى تشيد بالزعيم والقائد ,الذى يمثل أول رئيس مصرى يحكم البلاد من عصر الفراعنة  , وبمرور الوقت , ظهرت سوءات النظام الناصرى , من استبداد وتكميم للأفواه إلى أن كانت هزيمة 67  التى سببت العار لشعب مصر , والتى لا نزال نسدد بقايا ثمنها حتى الآن ,  وشعر الناس بالفجيعة وأخذوا يترحمون على العصر الملكى .       وبعد أن مات عبد الناصر جاء السادات , واستبشر الناس خيرا ,  لأنه تحدث عن الحرية , وتعهد ألا يقهر رأى أو يكبت فكر , كما وعد بالانفتاح الاقتصادى الذى سيغرق مصر فى نهر الخيرات ,  وبمرور الوقت اتضح أن السادات سلّم اقتصاد الوطن لمجموعة من اللصوص  , وأن الانفتاح لم يعد على الشعب بأية فائدة ,    وضج  الناس بالشكوى , وأخذ المصريون يتباكون على عصر عبد الناصر   . ومات  السادات , وجاء عصر مبارك , وبدا الرجل بسيطا فى أول عهده , وقال إنه ليس من طلاب الزعامات , وأبدى زهده المالى , قائلا عبارته الشهيرة : إن الكفن ليست له جيوب -  , وعاد الأمل  للمصريين مرة أخرى , ولكن بمرور الوقت سلّم مبارك البلاد لتيار من الفساد الذممى والأخلاقى , وانتشر الفساد فى مصر بطريقة غير مسبوقة , وصار للكفن جيوب وسراديب  ,  وظهر انسداد الأفق فى التغيير خاصة بعد ظهور إمارات توريث السلطة بكل فساد ها , ومرة أخرى يشعر المصريون بأن السادات كان أفضل من خليفته , ويتملكهم اليأس والغضب  , وأخيرا حدثت ثورة 25 من يناير ,  وعاش المصريون فرحة غامرة   وأطل  الأمل  عليهم  قويا عفيا , خاصة أن الثورة بُذلت فيها دماء شباب عزيز وغال ,   وتطلع المصريون إلى غد كريم فى دولة قائمة على أسس من الحرية والمساواة والعدالة بين مواطنيها ,  ولكن  ويا للفجيعة ! فقد  سطا على الثورة أعدى أعداء الحرية من تجار الدين وسماسرة العقائد  , فأخذوا ينكلون بالثوار الحقيقيين  , ويضعون انصار فكرهم فى المواقع الحساسة , ويمهدون لقيام دولة  دينية قمعية تفرق بين الناس بحسب الجنس والدين , كما هاجموا الإعلام الحر , ونالوا من استقلال القضاء  .  , وحين هب الشعب للمقاومة  بعد أن أدرك هول الخديعة التى تعرض لها , أخذوه  بالعنف والإرهاب , واستخدموا من الأكاذيب وألوان الخداع والتضليل  ما من شأنه أن يسىء إلى الإسلام وإلى كل المثل العليا  .   و مرة أخرى يشعر الناس بالحنين إلى العهد السابق  , وبدأ المصريون يترحمون على أيام مبارك , !   ماهذا  ؟  ماذا يحدث لك يامصر ؟و هل قدر شعبك  أن يكون كل عهد يمر عليه هو الأسوأ من سابقه ؟  وإلى متى ؟  .  وكأن  الشعب المصرى كله يردد بيت الشعر القائل :  كلُ عهد بكيت منه فلما /  صرت فى غيره بكيت عليه




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !